رمضان فرصتك للإقلاع عن التدخين

3 دقيقة
الإقلاع عن التدخين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يقدّم رمضان فرصة لأولئك الذين يعانون من الإدمان، للتفكير واستعادة الانضباط الذاتي وتجديد الالتزام بحياة صحية. وبالنسبة إلى المدخنين، فإن التحدي المتمثّل في الامتناع عن استخدام السجائر خلال ساعات النهار يُعد مهمّة صعبة؛ ولكن الشهر الكريم قد يوفّر فرصة لا تتكرّر لتعزيز رحلة التعافي والإقلاع عن التدخين. يستكشف هذا المقال فرص التعافي من الإدمان في شهر رمضان بشكل خاص للمدخنين؛ إذ أثبتت الدراسات أن الشهر الكريم يمكن أن يشكّل حافزاً قوياً للتغيير الإيجابي والشفاء.

في شهر رمضان المبارك، قد يتساءل العديد من الأشخاص الذين يعانون من الإدمان عن مدى تأثير الصيام في رحلة التعافي. بالنسبة إلى المدخنين على وجه الخصوص، فإن تحديّات الامتناع عن السجائر التي اعتادوا تعاطيها خلال ساعات النهار يمكن أن تكون شاقّة؛ غير أن رمضان يمكن أن يوفّر لهؤلاء الأشخاص فرصة فريدة للالتزام بنمط حياة أكثر صحة وتوازناً، وربما يساعدهم بالفعل على الإقلاع عن التدخين إلى الأبد.

دراسة تؤكّد: الصيام في رمضان قد يساعد على الإقلاع عن التدخين

يمثّل التدخين أحد موضوعات الصحة العامة الأكثر إثارة للقلق عالمياً؛ حيث يواجه ملايين الأشخاص معضلة إدمان النيكوتين. ومن المثير للاهتمام أن الامتناع عن التدخين خلال الصيام قد يقدم فرصة فريدة للتعافي من الإدمان، فالإقلاع عن التدخين يمثل غالباً تحدياً صعباً، ويمكن أن يساعد فهم تأثير الصيام في سلوك المدخنين على تقديم التدخلاّت الضرورية لدعم الأفراد الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين.

وذلك ما حاول القائمون على دراسة القيام به؛ حيث قام الباحث من جامعة أوندوكوز مايس (Ondokuz Mayis University) التركية، مصطفى أونال (Mustafa Ünal) مع باحثين آخرين بدراسة كيفية تعامل المدخنين مع تحديّات الامتناع عن التدخين في أثناء الصيام، وما إذا كان الامتناع عن التدخين قد أدّى إلى انخفاض وتيرة التدخين وكثافته بعد رمضان.

أُعدَّ استبيان لتحديد البيانات الاجتماعية الديموغرافية وعادات التدخين لعينة من 354 شخصاً؛ أغلبهم من الذكور المدخنين الذين يصومون في رمضان. وقد أُبلغ عن انخفاضٍ ملحوظ في استهلاك السجائر خلال شهر رمضان من قِبل 80.5% من المشاركين أي 285 شخصاً من المدخنين؛ إذ لاحظ الباحثون انخفاض عدد المدخنين الذين وجدوا صعوبة في مقاومة الرغبة في التدخين خلال شهر رمضان، مقارنةً مع الفترات خارج شهر رمضان.

وعلى الرغم من أن المعتقدات الدينية وقوة الإرادة يمكن أن يسهما في مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، ولو مؤقتاً؛ لكن أشار الباحثون في نتائجهم إلى أن الصيام يمكن أن يؤدّي دوراً مهمّاً في تغيير سلوك المدخن كلياً، وبخاصة إذا توفرت سُبُل الاستشارة المدعومة من طرف الدولة والسلطات الصحية، والجدير بالذكر إن 14.7% من المشاركين في الدراسة توقفوا عن التدخين طوال فترة رمضان.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الصوم في الصحة النفسية؟

الفوائد الصحية والنفسية وراء الإقلاع عن التدخين

أمّا الخبراء من مؤسسة حمد الطبية (HMC)، فيوضّحون إنّ رمضان هو بالفعل فرصة مثالية لاتخاذ الخطوات الأولى نحو الإقلاع عن عادة التدخين وعيش نمط حياة أكثر صحةً؛ إذ يمكن للامتناع عن التدخين وكذلك الأكل والشرب في أثناء النهار، إلى جانب الأنشطة مثل الزيارات العائلية والصلاة خلال شهر رمضان، أن يساعدوا على إبقاء المدخنّ مشغولاً وإقلاعه عن التدخين. وتترتب على ذلك فوائد صحيّة ونفسية عدّة من بينها:

  • تحسين مستويات السكر في الدم والدورة الدموية، وزيادة استقبال الأنسولين، وانخفاض مستويات الكوليسترول، وتخفيض المضاعفات بالنسبة إلى مرضى السكري.
  • تخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والسرطان.
  • تخفيض خطر الوفاة المبكرة، وإضافة نحو 10 سنوات إلى متوسط العمر المتوقَّع.
  • تخفيف العبء المالي الذي يفرضه التدخين على المدخنين وأنظمة الرعاية الصحية والمجتمع.
  • تخفيض مستويات القلق والاكتئاب والتوتّر.
  • تحسين نوعية الحياة وتعزيز الحالة المزاجية الإيجابية، بالإضافة إلى تخفيض جرعة بعض الأدوية المستخدَمة بالنسبة إلى مَن يعانون من اضطرابات الصحة النفسية.

وينصح مختص الإقلاع عن التدخين جمال عبد الله باصهي؛ المدخنين باغتنام شهر رمضان للإقلاع عن هذه العادة السيئة، لأن فترة الصيام الطويلة التي تصل إلى 14 ساعة تتيح تخلُّص الجسم من ما يقارب 50% من النيكوتين، وتخلُّصه من غاز أول أكسيد الكربون بعد 8 ساعات من آخر سيجارة، بالإضافة إلى تحسُّن حاسَّتَيّ الشم والتذوّق.

إرشادات فعّالة للإقلاع عن التدخين في رمضان

وحدهم المدخنّون يدركون مدى صعوبة محاولة الإقلاع عن التدخين، ناهيك باتخاذ قرار صعبٍ كهذا والبدء في تنفيذه خلال شهر الصيام، فالامتناع عن استهلاك النيكوتين يؤدي إلى إصابة الجسم بأعراض الانسحاب الجسدي والرغبة الشديدة، لذلك لن تكون المهمّة سهلة أبداً. ويُنصح باتباع الخطوات الآتية بعد اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين والعزم على الالتزام به:

  1. ضع قائمة بأسباب إقلاعك عن التدخين.
  2. أخبِر الناس أنك ستقلع عن التدخين.
  3. تذكّر محاولاتك للإقلاع من قبل، وجرّب الطرائق التي ساعدتك حينها.
  4. استخدم منتجات الإقلاع عن التدخين.
  5. ضع خطة إذا كنت لا تستطيع مقاومة رغبتك في التدخين.
  6. ضع قائمة بمحفزّات التدخين وكيفية تجنّبها.
  7. أبقِ نفسك مشغولاً قدر الإمكان.
  8. مارِس التمرينات الرياضية.
  9. انضم إلى مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك للحصول على الدعم والمشورة.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل الشخص يقع في فخ الإدمان؟ 

وختاماً، يساعد فهم آثار الصيام خلال شهر رمضان في تغيير سلوك المدخن، على الإقلاع عن التدخين واتخاذ خيارات أكثر استنارة بشأن عاداتهم الصحية وأساليب حيواتهم؛ كما قد يمنح بصيص أمل لكلّ من يعاني أيَّ نوعٍ آخرَ من الإدمان.

المحتوى محمي !!