3 خطوات تسهّل عليك خوض النقاشات الصعبة وفقاً لمختصة نفسية

نقاش شائك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يصعب على الكثيرين بدء نقاش شائك، وفيما يلي توضح لنا مختصة نفسية كيفية التغلب على هذه المشكلة.

يخاف الكثير منا خوض النقاشات الشائكة؛ أي تلك التي تلي خلافاً أو تتطلب مواجهة الآخر دون إثارة نزاع معه بغية التوصل إلى حل يرضينا ويرضيه. نفتقر عادة إلى التحضير السليم لمثل هذه النقاشات، فنخوضها غالباً دون تفكير مدفوعين بالغضب أو الإحباط. لكن هذا السلوك يؤدي غالباً إلى نتائج عكسية؛ إذ إن هذه العواطف الشديدة تمنعنا من التحلي بالبصيرة والمنطق والحكمة.

ووفقاً للمختصة النفسية إيلين شبونغين (Elaine Shpungin)؛ من الضروري الاستعداد لهذا النوع من النقاشات حتى تحصل على ما تريد وتخرج منها راضياً. وتقول في حديث للدورية العملية سايكولوجي توداي (Psychology Today): “في معظم الحالات، يؤدي الارتجال والتصرف دون تفكير في المواقف الإشكالية إلى تعقيدها أكثر”.

واعتماداً على بحث من كلية هارفارد للطب المرموقة، تقدم شبونغين خطة عمل من 3 خطوات لخوض نقاشات بناءة ومثمرة، وتوضح: “بدلاً من الاستسلام للاندفاع والتسرع، يمكننا تعزيز فرص إجراء نقاش صحي من خلال تهدئة النفس ووضع هدف واضح وخطة للنقاش”.

الخطوة الأولى: هدئ نفسك

وفقاً للبحث؛ تزداد فرصتك في خوض نقاش بناء أكثر إذا أخذت الوقت الكافي لتهدئة جهازك العصبي قبل ذلك. تقول المختصة النفسية إيلين شبونغين: “حينما يرى الإنسان أنه أمام موقف ملحٍّ أو مروع أو خطِر، يتسارع نبضه ويضخ جسمه الأوكسيجين والكورتيزول والأدرينالين والكربوهيدرات إلى الدم بغية تجهيزه لاتخاذ رد فعل سريع وحاسم”.

على الرغم من أن تنشيط جهازك العصبي السمبثاوي يسمح لك بالتصرف بسرعة أكبر، فإنك ذلك قد يدفعك إلى اتخاذ قرارات أقل حكمة لا تراعي الآخرين،. كما أنك قد تنقل قلقك وغضبك وخوفك عن غير قصد إلى أولئك الذين تحاول مساعدتهم. وفي حين أن المشاعر السلبية تحد من رؤيتنا للموقف ومن ثم تمنعنا من إدراك الخيارات والاستراتيجيات المتاحة، فإن المشاعر الإيجابية تعزز الإبداع والانفتاح والمرونة والفعالية.

نصيحة نفسية:

ثمة عدة وسائل لتهدئة الجهاز العصبي؛ ومنها:

الخطوة الثانية: حدد الهدف من النقاش

بعد أن تهدأ، يأتي دور تحديد النتيجة التي تريد الخروج بها من النقاش الشائك، ويمكنك ذلك من خلال طرح السؤال التالي على نفسك: “ما الذي أهدف إليه؟ ما الذي أريده بالضبط؟”. تسمح لك إجابة هذا السؤال بتحديد هدف واضح يمكن تحقيقه والتفكير بطريقة بناءة. أظهر البحث أن فرصنا في تحقيق الهدف تتعزز حينما يكون محدداً، وتقول المختصة: “مثال للهدف البناء الذي من شأنه تعزيز التماسك بين الأطراف، هو تركيز انتباههم جميعاً على إنجاز المهمة ذاتها”.

نصيحة نفسية:

تقول المختصة النفسية إيلين شبونغين: “إضافة إلى التحلي بالهدوء والتفاؤل، يعزز تحديد هدف واضح فرصك في خوض نقاشك بفعالية أكبر”. فيما يلي بعض الأسئلة البناءة التي يمكنك طرحها على نفسك لتحديد الهدف من النقاش:

  • ما اهتمامات كل طرف من أطراف الخلاف واحتياجاته؟
  • ما الهدف الذي يمكن أن يجمعهم معاً ويحول دون زيادة الانقسام فيما بينهم؟
  • ما الخطوات التي يمكنني اتخاذها لتحقيق هذا الهدف؟
  • ما الذي ينبغي لي تجنبه حتى لا أفاقم المشكلة؟

الخطوة الثالثة: ضع خطة لخوض النقاش

هذا الخطوة مهمة جداً لأنه لا يكفي التحلي بالهدوء والنوايا الإيجابية في مواجهة التوتر الشديد أو الضغط؛ إذ كشفت الدراسة أن وضع خطة محددة قبل خوض نقاش شائك يزيد فرص نجاحه.

نصيحة نفسية:

ثمة تدابير محددة عليك اتخاذها لتتمكن من تحقيق الهدف المرغوب من النقاش:

  • اختر وقتاً مناسباً لك وللطرف الآخر لبدء النقاش: يبدي الناس تعاوناً أكبر حينما تحترم وقتهم.
  • ابدأ النقاش بلفتة إيجابية مثل إظهار التقدير أو ذكر نيتك البناءة على الفور.
  • استخدم استراتيجية تحترم الطرف الآخر لتجنب النزاعات: على سبيل المثال؛ من خلال إتاحة الفرصة له لسرد توقعاته واحتياجاته، والإصغاء إليه وأخذ فترة راحة إذا لزم الأمر.

أخيراً، تختتم المختصة النفسية قائلة: “اتباع هذه الخطوات الثلاث لا يضمن بالضرورة أن محاورك سيتعاون بطريقة إيجابية، ومع ذلك، تُظهر الأبحاث والممارسات العملية أن هذا النهج يمكن أن يعزز الرضا والفعالية جداً خلال النقاش الصعب التالي الذي ستخوضه، خاصة إذا طبقته بانتظام”.