ما دور التمارين البدنية في تعزيز القدرات المعرفية؟

2 دقيقة
صحتك العقلية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تخيّل أن كل خطوة تخطوها في أثناء الجري كل صباح أو كل دورة على دراجتك تُسهم في تحسين صحتك النفسية. وذلك صحيح بالفعل، فالنشاط البدني الذي يرتبط عادة بالصحة الجسدية، له تأثير قوي في أدمغتنا.

تشير دراسة نشرت في مجلة الفيزيولوجيا (The Journal of Physiology) إلى أن أهمية النشاط البدني لا تقتصر على تقوية عضلات الجسم فحسب؛ بل إنه يؤدي دوراً مهماً في تحسين وظائف الدماغ أيضاً.

وأظهر باحثون في جامعة بورتسميث (University of Portsmouth) وجود صلة مباشرة بين ممارسة النشاط البدني وزيادة في إفراز هرمون الدوبامين الذي يرتبط بالشعور بالمتعة ويؤدي دوراً رئيساً في تحسين زمن الاستجابة.

وقال الدكتور والباحث العملي في مجال الرياضة والصحة والنشاط البدني وأحد مؤلفي الدراسة، جو كوستيلو: حللنا باستخدام تقنيات تصوير الدماغ الجديدة دور هرمون الدوبامين في تعزيز وظائف الدماغ في أثناء ممارسة الرياضة؛ والنتائج واعدة بالفعل”.

هرمون الدوبامين يحسّن الأداء العقلي

شملت الدراسة إجراء تجارب على إجمالي 52 مشاركاً من الذكور. طُلب منهم في المرحلة الأولى أداء مهام عقلية في أثناء الاستلقاء ومحاكاة نشاط ركوب الدراجة داخل جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) لتتسنى للفريق مراقبة حركة الدوبامين في أدمغتهم.

أظهرت النتائج أن الدماغ أفرز كمية أكبر من هرمون الدوبامين في أثناء ركوب الدراجة، وارتبطت هذه الزيادة بتحسن في زمن الاستجابة. وأجرى الباحثون تجربة إضافية لاختبار تأثير التحفيز الكهربائي لتنشيط العضلات على الأداء العقلي، وأبرزت النتائج تحسّناً في الأداء العقلي في أثناء ممارسة النشاط البدني الطوعي بالفعل؛ لكن لم يحدث أي تحسن خلال التحفيز الكهربائي القسري.

ووفقاً للأستاذ المشارك في علوم الصحة والإنسان والرياضة، وأحد مؤلفي الدراسة، سيوتشي أندو: “تؤدي عملية تحريك الجسم خلال التمرّن دوراً مهماً في تعزيز إفراز هرمون الدوبامين في الدماغ”.

ما الاضطرابات النفسية التي قد تعالجها الأنشطة البدنية؟

تشير نتائج الدراسة بالتالي إلى أن الهرمونات التي تنظم وظائف الدماغ؛ مثل الدوبامين، تؤثر في الأداء العقلي في أثناء ممارسة النشاط البدني.

وأضاف الدكتور كوستيلو: “هناك عوامل نفسية فيزيولوجية أخرى قد تؤثر في النتائج؛ بما فيها تدفق الدم إلى الدماغ وحالة التنبّه والتحفيز”. يفتح هذا الاكتشاف أفقاً جديداً لتطبيق علاجات تعتمد على ممارسة النشاط البدني لتحسين الصحة النفسية في حالات متنوعة؛ مثل مرض باركنسون والفصام واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط والإدمان وحتى الاكتئاب.

وقال الدكتور كوستيلو: “تقدم هذه النتائج أدلة تدعم فكرة أن النصح بممارسة النشاط البدني قد يكون علاجاً فعالاً لمجموعة من المشكلات في الحياة”.

اقرأ أيضاً: