4 خطوات تحول قلقك من عبء يرهقك إلى قوة تدفعك للأمام

3 دقيقة
تحويل القلق إلى قوة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

القلق ليس دائماً عدواً يجب التخلص منه، بل يمكن أن يكون رسالة مهمة تنبهك إلى خلل في حياتك أو دافعاً يدفعك نحو الإنجاز. إنه بمثابة نظام إنذار داخلي يمنحك طاقة للتصحيح والتعامل مع المواقف الصعبة بحكمة. لكن لتحقيق أقصى استفادة منه، تحتاج إلى توجيهه بطريقة واعية بدلاً من مقا…

هل تتهرب من مواجهة الجمهور انتظاراً لليوم الذي ستتمكن فيه من الصعود إلى المسرح دون ذرة قلق؟ حسناً، دعني أخبرك أن هذا بنسبة كبيرة لن يحدث، ففي لقاء سريع أجراه المختص في العلوم السلوكية والاجتماعية محمد الحاجي مع المغني حسين الجسمي سأله: هل تشعر قبل صعودك إلى المسرح في كل مرة بالقلق، فأجابه الجسمي: طبعاً لا بد أن أقلق، وإذا لم أشعر بالقلق فهذا يعني أنني لست على المسار الصحيح وقد يؤدي ذلك إلى فشلي، لكنه أشار إلى أن ذلك القلق مؤقت ويختفي بعد أول ثانيتين من بدء الغناء، ما جعله يصف هذا النوع من القلق بالقلق الصحي، وهنا يظهر لنا تساؤل مهم: كيف تحول قلقك من مصدر إزعاج إلى مصدر داعم لك؟ الإجابة في المقال.

لماذا يكون القلق مفيداً أحياناً؟

عندما يتسلل شعور القلق إلى جسدك فمن المنطقي أن تشعر بالانزعاج، فهناك تقلبات في المعدة وتعرق في اليدين وزيادة في سرعة التنفس، لذا تصل إلى رد فعل حتمي؛ فإما أن تواجه قلقك وإما أن تهرب منه، لكن ما رأيك لو تمهلت للحظة وفكرت في المسارات الإيجابية التي يمكن أن يساعدك القلق من خلالها، وتشمل ما يلي:

  1. قد يكون القلق إشارة تحذيرية تخبرك أن ثمة جوانب من حياتك لا تسير على ما يرام وتحتاج إلى تدارك سريع منك وتدخل حاسم يعيد ضبط إيقاع حياتك. على سبيل المثال، قد تكون انخرطت في علاقة سامة أو التحقت بوظيفة لا تتناسب معك، لذا بمجرد تفكيرك في جذور قلقك ستكتشف أن هناك خطوة تصحيحية ضرورية.
  2. يمدك القلق أحياناً بطاقة التحفيز التي تحتاج إليها لمواجهة المواقف الصعبة، فهو يأتي مصطحباً معه هرمون الدوبامين، لذا فالشعور بالقلق في معدلاته الصحية يدفعك للعمل بجد ويجعلك أكثر استعداداً للتعامل مع المواقف الفاصلة في حياتك.
  3. في حال كنت قد مررت بالكثير من الأوقات التي شعرت فيها بالقلق ستجد نفسك أكثر تعاطفاً مع الأشخاص القلقين نتيجة التحديات الشخصية التي يمرون بها، وستصبح أكثر تعاطفاً معهم، ما يزيد رصيد محبتك في قلوبهم.
  4. الشخص الذي يقلق غالباً ما يكون قائداً أفضل؛ فهو لديه قدرة أعلى من الآخرين على توقع المشكلات وإدراكها وحلها، من ناحية أخرى سنجده عندما يصدر قرارات يكون حذراً ويحسب نتائجها بدقة.
  5. عندما تقلق في المواقف التي تستدعي القلق فهذا يعني أن هناك جداراً فاصلاً بينك وبين الأخطار اليومية، بمعنى آخر هناك جهاز إنذار استباقي يعمل جيداً ليجعلك تتصرف بسرعة لتتجنب وقوع حادث في أثناء سيرك بالسيارة، أو لحماية منزلك من كارثة طبيعية محتملة.

اقرأ أيضاً: دليلك المبسط لمساندة موظف يعاني القلق المزمن

كيف تجعل قلقك يعمل لصالحك؟

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالقلق حاول أن تجد طريقاً ثالثاً بدلاً من المواجهة أو الهروب، وهو أن توظف هذا القلق لتجعله يضيف إليك، وهو ما يمكنك تحقيقه باتباع الخطوات التالية:

  1. أعد صياغة القلق؛ فبدلاً من اعتباره شعوراً سلبياً ثقيلاً انظر إليه باعتباره مصدراً للحماس والتحفيز، ببساطة يمكنك مخاطبة نفسك، فبدلاً من أن تقول لها أنا قلق، يمكنك القول أنا مترقب.
  2. تعامل مع القلق باعتباره حالة يمكن معالجتها بأساليب مختلفة مثل ممارسة تمارين الاسترخاء التي ستعمل على تهدئة عقلك وجسمك، وهذا سيشعرك بأن الوضع تحت السيطرة إلى حد كبير.
  3. انتقل من مقعد المتفرج إلى مقد المبادر، وهذا يعني أن تضع قائمة بالأمور التي تقلقك وتحصر الإجراءات العملية الإيجابية التي يمكن اتخاذها لمعالجة ما يقلقك، وستجد بمجرد تطبيق هذه الخطوة أن نفسك قد اطمأنت إلى حد كبير.
  4. غادر حدودك الشخصية وانظر إلى الموقف من بعد، وفكر جيداً في ردود الفعل المختلفة التي يمكن أن يقوم بها الأشخاص الآخرون عندما يكونون في موقفك نفسه، وبهذه الرؤية المتعددة ستحرر من خوفك بدرجة كبيرة، وستكون قادراً على جعل قلقك مصدر دعم إيجابي يخدمك.

اقرأ أيضاً: أفضل 5 كتب عن القلق

متى يتحول قلقك إلى مصدر خطر؟

ترى عالمة النفس دون بوتر أن القلق يمكن أن يساعد الفرد على تحسين أدائه عندما يكون ضمن معدلاته الصحية، لكن عندما يتجاوز هذه المعدلات فإنه يصيب الشخص بالإرهاق ما يؤثر سلباً في أدائه، وحتى تميز بين الحالتين فإليك العديد من المؤشرات التي تخبرك بأن قلقك لم يعد يعمل لصالحك:

  1. لا تتناسب مشاعر القلق مع حجم الموقف.
  2. عدم القدرة على التحكم في مشاعر القلق والعصبية والتوتر.
  3. تزايد الأعراض الجسدية إلى حد يمنعك من التقدم.
  4. تحول القلق إلى عائق يجعلك تتهرب من المواقف.
  5. عدم القدرة على التركيز باستمرار.
  6. معاناة اضطرابات النوم.
  7. الإصابة بنوبات الذعر.

اقرأ أيضاً: كيف تفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي؟ مختصة نفسية تجيبك

المحتوى محمي