في حين أن المرء قد يتمكن من اكتشاف وجود مشكلة نفسية لديه فإن معرفة حجمها ليس سهلاً؛ ومن ذلك القدرة على التفريق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي.
يمكن أن يكون الشعور بالتوتر والقلق شعوراً طبيعياً تماماً؛ ولكن متى يصبح مشكلة تتطلب أخذها على محمل الجد؟ شهدت السنوات الأخيرة انفتاحاً كبيراً فيما يخص الحديث عن الصحة النفسية، ولا سيما على الشبكات الاجتماعية. ويُعد القلق والاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية تناولاً، وقد يتعرف المرء إلى نفسه في بعض الأعراض التي يذكرها الآخرون لكن فهم هذه الأعراض فهماً دقيقاً ليس سهلاً دائماً، وفي حين أنه من الممكن أن نشعر بالقلق من وقت لآخر فإنه من المهم أن نفرّق بين هذا الشعور الطبيعي وبين القلق المرضي، وفي ما يلي نقدم لكم كيفية ذلك.
حدد مدى جدية مسبب القلق
تقول المختصة النفسية جويلين غوزو (Joyline Gozho) في حديث لمجلة “ستايليست” (Stylist): “حينما نشعر بالقلق لسبب منطقي فإن ذلك ليس اضطراباً على الأغلب”، فركوب الطائرة أو التحدث أمام الجمهور أو الذهاب إلى مقابلة عمل مثلاً هي كلها مواقف قد تثير القلق.
وتتابع المختصة قائلة: “لدى الإنسان مجموعة من المشاعر مثل الحزن والفرح والخجل، والقلق هو أحد هذه المشاعر”؛ إذ إن القلق شعور طبيعي فهو يهيئ العقل والجسد لمواجهة الخطر، ويشير موقع “هيلث لاين” (Healthline) إلى عنصرين لتحديد اضطراب القلق؛ الأول هو رد الفعل غير المتلائم مع حجم الموقف، وفي بعض الأحيان قد يشعر المرء بالقلق من تلقاء نفسه دون مواجهة موقف محدد، أو نتيجة الترقب المفرط.