كيف تنفصل عن أعباء العمل في إجازتك؟

2 دقيقة
الإجازة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

رنين الهاتف لا ينقطع، الإشعارات على هاتفك الذكي ليس لها نهاية، المهام المتلاحقة تشعرك بأنك غارق في بحر من الضغوط. تفاصيل دقيقة يعانيها الكثير من الموظفين في حياتهم اليومية لا تنتهي في كثير من الأحيان إلا مع الساعات الأولى من الإجازة، لكن يا ترى ماذا لو كانت تلك الإجازة يشوبها بعض الفواصل المهنية؟ بالتأكيد ستفقد فعاليتها وهدفها الحقيقي، وهذا ما يوضحه الطبيب النفسي بندر آل جلالة بقوله إن الإجازة ليست ترفاً إنما خطوة مهمة جداً للاعتناء بالصحة النفسية، فهي تعطي الشخص فرصة لكي يعود للوراء قليلاً ويرى الصورة الكاملة لحياته.

لكن يبدو أن ذلك الهدف أصبح صعب المنال بعض الشيء، فالكثير من الأشخاص أصبحوا يعملون خلال إجازاتهم، والبعض الآخر منهم وصل سوء حاله إلى أخذ إجازة فقط لإنهاء المهام المتأخرة، وهذا ما يجعل من الضروري تقديم إرشادات فعالة تسهم في أخذ إجازة خالية من أعباء العمل بنسبة 100%.

هذه العلامات تخبرك بأن الوقت قد حان لأخذ إجازة

هناك إجازات معروفة مسبقاً مثل الأعياد الرسمية والإجازات السنوية، لكن أحياناً يصل الحال بالموظف إلى أنه أصبح من مصلحته أخذ إجازة في أقرب فرصة؛ وذلك، وفقاً للطبيب النفسي إبراهيم حمدي، عندما تظهر العلامات التالية في حياته:

  1. معاناة الإرهاق النفسي والجسدي.
  2. فقدان التركيز أو الشغف.
  3. تدهور صحته النفسية أو الجسدية.
  4. تراجع علاقاته الاجتماعية.
  5. معاناته الضغط والتوتر باستمرار.
  6. مواجهته صعوبات في النوم.
  7. انخفاض الإنتاجية أو الإبداع.

اقرأ أيضاً: لماذا قد يصيبك الاكتئاب بعد الإجازة؟ وكيف تتعامل معه؟

كيف تنجح في الانفصال عن عملك تماماً في الإجازة؟

دعني أخبرك بوضوح بأن الإجازة التي لن تنجح فيها في أن تنفصل عن عملك تماماً بما تعنيه الكلمة هي عديمة القيمة، ولن تسهم سوى في عودتك للعمل من جديد مصاباً بالإحباط، لذا أقدم لك مجموعة من الإرشادات الفعالة التي تسهم في قضائك إجازة مثمرة:

  1. تجنب ترك مهام مفتوحة قبل ذهابك في إجازة، وحاول قدر الإمكان أن تعمل خلال آخر أسبوعين قبل الإجازة على حل المشكلات العالقة جميعها وتسليم أي مهام مطلوبة منك، حتى تقضي إجازتك مرتاح البال لا تفكر سوى في كيفية الاستمتاع بوقتك.
  2. ضع خطة واضحة الملامح تقدمها لشركتك تتضمن الشخص الذي سيحل محلك في غيابك، وكذلك المهام الدورية التي تؤديها والكيفية التي ستستمر بها خلال إجازتك، إلى جانب تحديد حالات الطوارئ القصوى التي تستلزم التواصل معك على نحو مباشر حتى لا تتلقى مكالمات غير ضرورية.
  3. اترك هاتف العمل والحاسوب الخاص به مع انتهاء دوام اليوم الذي يسبق بداية إجازتك، وفي حال كان هاتفك الشخصي مرتبطاً بحسابات ذات صلة بعملك فسجل خروجك من تلك الحسابات، المهم ألا تترك ثغرة يتسلل منها العمل إليك.
  4. قاوم الشعور بالذنب إن زارك، وكن واثقاً بأن الإجازة هي ضرورة حتى تتمكن من استعادة نشاطك وحيويتك، ففي حال أصررت على العمل بصورة متواصلة دون محطات للاستراحة سينتهي بك المطاف إلى الاحتراق الوظيفي الذي يحتاج إلى جهد ووقت لتجاوزه.
  5. خطط جيداً لإجازتك مثلما تخطط لأيام عملك، حدد الأنشطة المفضلة لديك حتى تستمتع بتأديتها، وكذلك ابحث عن أماكن جديدة لزيارتها، وإذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون الاستلقاء على الأريكة بصحبة مشروبك المفضل فلا بأس بذلك أيضاً، المهم أن تقضي إجازة تكون راضياً عنها في نهايتها.
  6. خصص وقتاً للأنشطة الإبداعية: الفنون والحرف اليدوية وأنشطة مثل تدوين اليوميات ولعب الشطرنج تسهم في تخفيف التوتر الذي يصيبك جراء ضغوط العمل المتراكمة، لذا خصص لها مساحة كافية في إجازتك حتى تستعيد عافيتك النفسية.
  7. تواصل مع من تحب بكثافة: يعد ضعف التفاعل الاجتماعي من الضرائب الشائعة التي يدفعها الكثير من الموظفين جراء نمط عملهم الضاغط، لذا تعد الإجازة فرصة ذهبية لمد حبال الوصال بمن يحبون، ففي النهاية قيمتنا الحقيقة لا تقاس برواتبنا أو مسمياتنا الوظيفية إنما بالذكريات الدافئة الجميلة التي ننجح في صناعتها لنتذكرها فيما بعد.
  8. عد إلى عملك تدريجياً: ليس من المنطقي بعد قضائك إجازة، وخاصة إذا امتدت عدة أسابيع، أن تنخرط مجدداً في العمل بالقوة نفسها، لذا من الأفضل أن تقضي يوماً كاملاً في استعادة نشاطك بمتابعة ما حدث في غيابك، والرد على الرسائل المتراكمة، ووضع خطة المهام للأيام المقبلة.

اقرأ أيضاً: هل تشعر بالاكتئاب في الأعياد؟ تعرف إلى اكتئاب الإجازة

المحتوى محمي