3 تمارين لمعرفة قيمة الحاضر وعيشه

الوعي في الوقت الحاضر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كيف يمكن  الاستمتاع بمعنى البقاء “الآن وفي هذه اللحظة”؟ في الحقيقة؛ من السهل علينا التحدث بشأن ذلك؛ لكن تطبيقه أمرٌ صعبٌ بعض الشيء! فيما يلي سلسلة من ثلاثة تمارينٍ بسيطةٍ للغاية، ستعلّمك تدريجياً كيفيّة العيش و”الوعي في الوقت الحاضر”.

استمع إلى جسدك

“الاستماع إلى جسدك يعني الإنصات أولاً إلى ما تشعر به، ثم تحديد ما هو (السلبي وكذلك الإيجابي) بالنسبة لك. هذا يسمح لنا بالاتصال بالواقع الحاليّ (عبر الأحاسيس)، لفهم ما يحدث لنا (عبر المشاعر). يتيح لنا هذا أيضاً تطوير ملَكة التفكير والمخططات بناءً على احتياجاتنا ورغباتنا”، هكذا تلخص المعالجة النفسية بياتريس ميليتر؛ التي طورت تمريناً يُمارَس بين ثمانية وخمسة عشر يوماً اعتماداً على التقدم، ويهدف إلى مساعدتنا في اعداد أنفسنا، لنصبح أكثر حضوراً على أساسٍ يوميّ.

  • قبل الذهاب إلى الفراش، قم بإعادة التفكير في أحداث اليوم بهدوءٍ وبشكلٍ مريحٍ، ثم راجع سيناريو الأحداث اليومية بعقلانيّة، وقسّمها بشكلٍ دقيقٍ ومحدّدٍ. ركّز على اللحظات التي مررت بها بشكل تلقائيّ تقريباً؛ على غرار تناول وجبة الإفطار، أو أخذ المترو، أو الجلوس على مكتبك أو حضور اجتماع، وما إلى ذلك، وتخيّلها واسأل نفسك عما شعرت به عندما قمت بها (الأحاسيس الجسدية، والعواطف)؛ هل كنت أكثر وعياً آنذاك؟
  • في صباح اليوم التالي عندما تستيقظ، قم ببرمجة الأوقات المختلفة من اليوم؛ التي ستكون خلالها منتبهاً لما يحدث لك ومن حولك (يمكنك كتابتها حتى لا تنسى).
  • في المساء، أعِدْ أحداث يومك، لحظةً بلحظةً، وتذكر قدر الإمكان، دقة الأحاسيس والعواطف التي مررت بها. وتذكّر اللحظات التي أفلتت من تركيزك في أثناء اليوم، وأعِدْ جدولتها في صباح اليوم التالي.
  • مع مرور الأيام؛ ستجد أنه عندما تكون أكثر وعياً بأحاسيسك وعواطفك، فإنك تشعر بمزيد من الانتباه، وتكون أكثر تركيزاً واندماجاً في حياتك.

تحييد التوقعات المزعجة

كما تقول المعالجة النفسية برناديت بلين، في مقدمة التمرين التالي المستوحى من كتاب ريتشارد موس “ماندالا الوجود” (Mandala de l’être): “إن عرض الأحداث السلبية يبقيك في قلقٍ مُربكٍ. من ناحية أخرى؛ يسمح لك التحذير الواعي في الوقت الحاضر، بالتواصل مع جميع مواردك الداخلية في اليوم الذي يتعين عليك فيه مواجهة حدثٍ صعبٍ”.

  • قص ورقة من المنتصف. على أحد النصفين، اكتب كلمة “الآن” بأحرفٍ كبيرةٍ، وعلى النصف الآخر كلمة “المستقبل”. ضعها على الأرضية أمامك، مع ترك مسافة نحو 50 سنتيمتراً بين الورقتين.
  • قف على مسافةٍ متساوية بينهما، ثم اغمض عينيك ومدّد ذراعيك إلى الأسفل بمرونة، وأبقِ راحتيّ يديك مفتوحتين، وكن واعياً بجسمك (من القدمين إلى أعلى الجمجمة) وتنفس بعمق.
  • انتقل إلى ورقة “المستقبل”، ثم تذكر السيناريو الذي يثير قلقك. تحدث عن التفاصيل (بصوت عالٍ إذا كنت تريد)، ثم انتبه للأحاسيس والعواطف التي تولدها فيك (توتر عضلي، تغير في التنفس، عقد في الحلق). قف أمام ورقة “الآن” واسأل نفسك، “كيف سأعيش بدون هذه القصة؟”.
  • تحسس بجسدك (الأحاسيس والعواطف) أسباب اختفاء السيناريو المثير للقلق. استقر في الحالة الذهنية الجديدة التي لديك، وتذوق طعمها.
  • من نفس المكان؛ ولكن بالنظر إلى ورقة “المستقبل”، رحب به (وكأنه صديقٌ)، فالمستقبل هو الجزء الذي تعيش من خلاله في خوفٍ وألمٍ. تخيل أنك ترى مستقبلك أمامك وردد في ذات الوقت، “أنا هنا معك”.
  • وبالعودة إلى روقة “الآن”، قل بصوت عالٍ: “قصتي تبدأ الآن”.

اختصر اجترار الأفكار

من جهتها؛ تقول المعالجة جولييت آلي: “للتخلي عن الماضي؛ عليك أن تفهم ما يربطك به وما يصعب عليك التخلي عنه، سواء كان الاجترار مريراً أم مقبولاً. هذا ما أسميه “تحديد العنصر المفقود”. في التمرين التالي، تقترح المعالجة زيارة إلى الماضي في شكل تحقيق.

  • اجترار الحنين إلى الماضي مقتنعاً بأنه لا شيء يعيدنا إلى الماضي؛ لكن على الأقل يمكن استرجاع ذكريات “الأيام السعيدة” مراراً وتكراراً.
  • حدد بدقةٍ العصر، والأحداث، وما يثير الندم لدى الناس. والنتيجة هي “العنصر المفقود” الخاص بك.
  • سل نفسك كيف ستشعر إذا كان بإمكانك استعادة هذا الحدث.
  • لاحظ الفوائد (الجسدية، والنفسية، والمادية) التي تمنحك إياها عودة هذا الشيء المفقود، ثم اسأل نفسك عن ما ينقصك بعد.
  • أخيراً؛ ضع قائمة الفوائد وتلك الأحاسيس التي تنقصك، واسأل نفسك كيف يمكنك في حياتك الحالية أن تحصل على ما ينقصك، ثم لاحظ المسارات المختلفة الممكنة.

اجترار مرير: إن الإصرار على الندم  والفشل أو النزاعات القاتلة؛ يجعل من الصعب المضيّ قدماً، لا سيما عندما يكون الماضي حاضراً معنا دائماً.

  • حدد الأحداث أو الأشخاص الذين تسببوا في اجترار الأفكار السلبية. ما هي المشاعر التي يثيرها هذا الاجترار؟ (غضب، خجل أو ألم). وما هي المعتقدات التي ينشطها حدث اجترار الأفكار؟ (أنا لست قادراً على ذلك، لست محظوظاً، أو أقوم دائماً باختياراتٍ خاطئةٍ).
  • سل نفسك الآن كيف ستشعر بدون اجترار الأفكار. لاحظ الآثار (الجسدية والنفسية والمادية) التي قد يسببها اختفاؤها.
  • تذوق هذه الراحة لفترةٍ طويلةٍ، ثم اسأل نفسك كيف يمكنك تحقيق هذه الحالة الإيجابية. من خلال إصلاح الماضي (التفسير، المسامحة ) أو من خلال سرد كل ما يمكن أن يكون سبباً للامتنان في حياتك الحالية، أو من خلال التعلم من أخطاء الحاضر والأمس.
  • وأخيراً؛ اكتب كل أفكارك لكسر المرارة.

error: المحتوى محمي !!