الهيبة لا تعني الصراخ: كيف تفرض حضورك بهدوء؟

3 دقيقة
فرض حضورك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل سبق أن ذهبت إلى مناسبة أو حفلة، فدخل أحد الأشخاص بخطوات واثقة، وابتسامة خفيفة تلمع فوق شفتيه، وعيناه تفيضان بالهدوء والجاذبية؟ لم يكن صوته عالياً، ولا صاحب حركات صاخبة، وعلى الرغم من ذلك، التفت له الحاضرون عندما تحدث، وكأن كلماته تحمل الكثير من الطاقة التي تفرض الاحترام دون طلب، ما شاهدته في تلك الحفلة يعني الحضور الشخصي، فكيف تفرض أنت أيضاً حضورك بكل هدوء من غير صخب أو صراخ؟ الإجابة عبر هذا المقال.

ماذا يعني أن يكون حضورك الشخصي قوياً (Personal Presence

قد يكون من الصعب تعريف الحضور الشخصي، ولكن سوف تعرفه بمجرد أن تراه، إذ يبدو الأشخاص الذين يمتلكون هذا الحضور واثقين من أنفسهم، ويتحدثون بوضوح وإقناع، ويتصرفون بنية صادقة، علاوة على ذلك، يفكر هؤلاء الأشخاص في مشاعرهم ومواقفهم، ويتحملون مسؤولية أعمالهم والنتائج التي يحققونها، وعادة ما تنبع تصرفاتهم مما يتوافق مع هويتهم، وترتكز فكرة الحضور على عدة عناصر منها:

  1. التواصل الحركي وهو التواصل عبر اللمس مثل التربيت على الكتف، والمصافحة.
  2. التواصل البصري ويعتمد على لغة الجسد، وتعابير الوجه، وارتداء الملابس المناسبة.
  3. اللغة وهي الكلمات التي تستخدمها خلال اللقاء مع الآخرين.
  4. عقلية الثقة بالنفس؛ إذ عليك الإيمان بأنك جدير بالحضور، وأن يكون لك صوتٌ مسموع، ويمكنك أن تشغل مساحة لتعبر عن نفسك.
  5. أن تكون صادقاً، وأن تتصرف وفقاً لنظام قيمك الخاص، وليس نظام قيم الآخرين.

اقرأ أيضاً: هل تريد زيادة ذكائك العاطفي؟ حاول اكتساب هذه المهارات الثلاث

كيف تفرض حضورك بهدوء دون صخب؟

يتمتع بعض الأشخاص بحضور مذهل، وعندما يتحدثون يستمع إليه الآخرون بكل انتباه، وحتى تصبح واحداً من هؤلاء الأشخاص، اتبع النصائح التالية:

1. ارتدِ ملابس أنيقة ونظيفة

اهتم بالنظافة الشخصية، وارتدِ ملابس أنيقة ونظيفة، وهذا لا يعني أن عليك ارتداء أحدث صيحات الموضة، أو الملابس باهظة الثمن، ما دام مظهرك يبدو مُعتنى به ومختاراً بعناية فهذا يكفي، تأكد أيضاً من أنك ترتدي الملابس المناسبة للفعاليات المناسبة، على سبيل المثال، إذا كنت ستحضر حفلة رسمية عليك ارتداء ملابس رسمية.

2. اجعل عقلك حاضراً 

يزدهر الحضور الشخصي بالتواصل الصادق، والإنصات الفعال، لذلك حتى تفرض حضورك بهدوء على الآخرين، تجاهل المشتتات الخارجية، مثل إشعارات هاتفك، والأصوات القادمة من الغرفة المجاورة، ثم أوقف الثرثرة المستمرة في رأسك، لا يهم إن كانت إيجابية أم سلبية؛ إذ لن تتمكن من تركيز انتباهك الكامل على محادثتين في آنٍ واحد، ومن ثم، أنهِ المحادثة التي تدور في رأسك وكن حاضراً في اللحظة الراهنة، أظهر اهتمامك الحقيقي بكلام الحاضرين، احتفظ ببعض تفاصيل المحادثة وتذكرها عند الرد.

3. أظهر ثقتك بنفسك من خلال لغة الجسد

يتحدث جسدك كثيراً دون أن تدري، وغالباً ما تصل لغة الجسد إلى الآخرين، على سبيل المثال، عندما تكون شفتاك مغلقتين، قف بشموخ واستقامة، وعبر ثقتك بنفسك من خلال وقفتك، استقبل نظرات الآخرين بابتسامة دافئة، وتفاعل متبادل، وتواصل منفتح، بالإضافة إلى ذلك، استخدم إيماءات منفتحة تُعبّر عن تقبل الآخرين، وتجنّب تشابك ذراعيك، فهذه الوضعية قد تُشير إلى موقف دفاعي، احذر من التململ، فهو يُظهر التوتر ويُقوّض هالة ثقتك بنفسك، وتذكّر أن لغة جسدك بمثابة أوركسترا صامتة، وعندما تعزف سيمفونية الثقة، سوف يصل صوت الموسيقا إلى الحاضرين.

اقرأ أيضاً: كيف تزيد جاذبية شخصيتك وهيبتها؟

4. احذر الغرور!

قد يبدو للوهلة الأولى أن مفهوم الحضور الشخصي يتداخل مع الغرور، لكن ذلك غير صحيح نهائياً، لهذا لا تتصرف بغرور أبداً حتى تفرض حضورك، ولا تتباهى أمام الآخرين، وذلك لأن الاستماع إلى شخص يتفاخر بإنجازاته قد يكون مزعجاً للغاية، من الصعب احترام شخص متعجرف يُحب التباهي بنفسه، ومن ثم، دع إنجازاتك تتحدث عن نفسها، وتحلَّ بالتواضع في تعاملك مع الآخرين.

5. كن على طبيعتك 

كن على طبيعتك، لأن الحضور الشخصي يرتكز بالأساس على الصدق، وإذا شعرت بأنك تتعامل بزيف فسوف يكتشف الآخرون ذلك، لأنك لست شخصاً حقيقياً بل صورة ما تُحاول إظهارها للعالم، ويمكن القول إن الأشخاص الذين لا يشعرون بالراحة مع أنفسهم ينشغلون دائماً بالحفاظ على صورتهم لدى الآخرين، يشعرون بأنهم يجب أن يظهروا بمظهر الشخص الذي يرتدي الملابس المناسبة، ويقول الأشياء المناسبة، في الأماكن المناسبة، وهؤلاء الأشخاص ليس لديهم رؤية خاصة لأنفسهم، ما يعني أنهم لا يملكون حضوراً خاصاً، لأن الحضور ليس شيئاً يُمكن للآخرين منحك إياه.

6. تحدث بوضوح وقوة 

لا تكمن قوة حضورك في ارتفاع صوتك، بل في وضوحه وإقناعه، لهذا تخلّص من الكلمات الزائدة التي تفسد حديثك، وتُضعف حضورك، ثم ارفع صوتك، وتأكد من وصوله إلى كل سامعيك، صِغ أفكارك في جمل موجزة ومنظمة، ما يسمح لرسالتك بأن تصل إلى الآخرين بوضوح مؤثر، بالإضافة إلى ذلك، انظر إلى جمهورك بنظرة ثابتة، فهذا يضمن لهم معرفة أنك متفاعل وحاضر. 

وعلى الجانب الآخر، كن صادقاً في حديثك، وفي هذا السياق، يؤكد المعالج النفسي، أسامة الجامع، أن محاولة إبهار الآخرين عبر تهويل الأحداث أو المبالغة سوف تنتقل إلى المستمعين سريعاً، وسوف يكتشفون أن حديثك غير دقيق، لهذا كن موضوعياً في وصفك ونقلك وروايتك، دون تعجّل عاطفي، اكسب ثقة الناس بصدقك؛ حتى إذا تكلمت سكت الناس ثقة بما ستقول.

اقرأ أيضاً: 9 أساليب فعالة تسّهل عليك إقناع الآخرين بآرائك

7. طوّر وعيك المعرفي 

لاختيار الطريقة التي تريد أن تظهر بها أمام الآخرين، عليك أن تكون واعياً لما يدور في ذهنك، وكذلك لما يحدث من حولك، ويتطلب هذا المستوى من الانتباه وعياً معرفياً. على سبيل المثال، حاول ملاحظة ما يقوله الحاضرون، وطرح أسئلة لفهم كيفية تعريفهم للموقف محل الحديث، عليك أيضاً الانتظار من أجل إبداء رأيك، وبعد ذلك شارك أفكارك إذا كنت تعتقد أنها ستدفع المحادثة بصورة إيجابية إلى الأمام.

المحتوى محمي