ملخص: تنظيم البيت أو المكتب وترتيب أغراضه يعكس سمة الحرص على النظام والانضباط الذي يميّز بعض الأشخاص. في المقابل، يمثّل غياب هذا التنظيم وانتشار الفوضى سمة أيضاً من سمات الشخصيات التي تميل إلى الاحتفاظ بأغراض قديمة ومختلفة. لذا؛ تكشف نوعية الأغراض التي نحتفظ بها جوانب مهمّة من شخصياتنا. يقدّم المقال التالي أهمّ أنواع الأغراض التي يحتفظ بها البعض مع توضيح أسباب تكديسها ودلالاتها النفسية.
محتويات المقال
مستوى التنظيم سمة من السمات الشخصية التي يسهل قياسها. فهل أنت شخص مهووس بترتيب أغراضه أم إنسان فوضوي؟ وهل أنت شخص منظّم أم غير منظم؟ إذا كان الميل إلى التنظيم والترتيب يكشف ببساطة سمة من سمات الشخصية ومميزاتها، فإن نوعية الفوضى التي نُحدثها قد تكشف جوانب من شخصياتنا أكثر ممّا قد نعتقد.
تقول المحلّلة النفسية كلود هالموس (Claude Halmos): "تعكس حالة المنزل أو المكان الذي نقيم فيه طبيعة شخصياتنا وتفكيرنا. لذا؛ قد تكون الفوضى التي تعمّ بيتك على سبيل المثال انعكاساً للشكوك والحيرة التي تسيطر على نفسيتك".
لماذا لستَ منظماً؟
أبرزت دراسة نشرتها دورية علم النفس الراهن (Current Psychology) سنة 2017 العلاقة القائمة بين التسويف والميل إلى الفوضى. وأثارت الطبيبة كريستن فولر (Kristen Fuller) في مقال لها على موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind) مظهراً من مظاهر هذه العلاقة، ويتمثّل في الاحتفاظ بالأغراض القديمة. وذكرت عدّة أسباب قد تدفع الفرد إلى الاحتفاظ بهذه الأشياء في البيت مثل الشعور بالعجز التامّ أو صعوبة التخلّص منها أو الشعور بالارتياح بسببها أو إسناد قيمة عاطفية إليها.
وعلاوة على الجوانب النفسية التي يمكن أن تفسّر صعوبة الحفاظ على تنظيم البيت، فإن سمة الفوضى قد تؤثّر في الصحة النفسية أيضاً. وفي هذا السياق، أظهرت دراسة علمية نشرتها دورية الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (The Journal of Personality and Social Psychology) أنّ الشعور بانطباع وجود الفوضى في البيت يمكن أن يثير استجابة فيزيولوجية، ولا سيّما من خلال زيادة إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتّر.
6 أنواع من الفوضى
لا يُحدث الأشخاص الذين يحتفظون بالأغراض القديمة في منازلهم النّوع نفسه من الفوضى. فبعضهم يخزّن الملابس، والبعض الآخر يحتفظ بالرسائل والأوراق الإدارية والمنشورات بأنواعها المختلفة؛ بينما يجد آخرون صعوبة في التخلّص من الأغراض التي تذكّرهم بالطفولة، علاوة على أنّ تكديس هذه الأنواع من الأغراض ليس مجرّد صدفة. وفقاً للتصريح الذي أدلت به الطبيبة النفسية وخبيرة التنظيم، هيلين ساندرسون (Helen Sanderson) لموقع ويمنز هيلث (Women’s Health)؛ فإن كلّ غرض من الأغراض التالية يكشف عن جوانب معينة من شخصياتنا:
- الملابس: الأغراض التي تتعلّق بمظهرك لها علاقة بمسألة الشعور بهويتك. توضح الخبيرة قائلة: "تمثل الملابس في نظر البعض هويةً وهو ليس مستعداً للانفصال عنها، إنها تمثل شخصيته الماضية، أو تلك التي كان يتطلّع إليها لكنّه لم يتمكن من بنائها قطّ". لذا؛ فإن التشبث بتلك الأغراض قد يدلّ على ارتباطه بنسخة أخرى من شخصيته لا وجود لها في الواقع.
- ذكريات الأطفال: تضيف هيلين ساندرسون: "تشبثك بأغراض أطفالك قد يمثّل طريقة للاحتفاظ بذكريات الأبوة أو الأمومة، علاوة على أنّ التشبث بدُمى الأطفال وألعابهم يمكن أن يكون مرتبطاً بصدمة فقدانٍ معينة، فقدان طفل أو شعور بفقدان الطفولة الشخصية".
- الأجهزة التكنولوجية: الشواحن أو الهواتف القديمة أو سمّاعات الأذن أو أجهزة التصوير العتيقة، كلها أغراض يحتفظ بها الأشخاص الذين يرتبطون بفوضى التكنولوجيا، وهم أولئك "المسوّفون المشغولون" الذين لا يريدون الاهتمام بتحليل تفاصيل الحياة والماضي.
- الذكريات الشخصية: قد تكون هذه الأغراض كلّها أداة سيطرة، ولا سيّما على الذكريات وفقاً للطبيبة النفسية.
- الأغراض الثقافية: توضّح هيلين ساندرسون: "قد لا تحظى بعض الأمور التي فقدناها مبكراً في حياتنا بالتقبّل والحداد الكافيين، أو قد تكون لدينا حاجة كامنة إلى التعبير عن بعض الدوافع الإبداعية التي لم نعبّر عنها بما يكفي في الماضي".
- الوثائق: من المرجح أنك خضت من قبل جدالاً أو شعرت بالذنب بسبب فقدان وثيقة ما، لذا؛ فإنّ تكديس الأوراق العديمة الفائدة يساعدك على حماية نفسك من تكرار هذه المشكلة. تضيف الطبيبة النفسية: "الاحتفاظ بوثائق قديمة يرتبط عادة بالحاجة إلى الشعور بالأمان والسيطرة".
اقرأ أيضاً: