ملخص: غالباً ما نركّز في علاقات الصداقة على فوائدها النفسية العديدة؛ لكنّنا لا نتصور أن تكون لها فوائد لصحتنا الجسدية والعضوية. هذا ما أبرزته دراسات حديثة اهتمت بالانعكاسات الصحية للصداقة على بعض الأمراض مثل ارتفاع الضغط الدموي ونزلات البرد وغيرها. إليك إذاً قائمة الفوائد الصحية الجسدية للصداقة.
ما أهمية العلاقات الصحية؟
وفقاً لدراسات وأبحاث علمية حديثة؛ فإن الصداقة لها فوائد عديدة ولا سيّما لحالتنا الصحية الجسدية، وإليك تفاصيل أكثر في هذا المقال.
العلاقات الصحية العاطفية أو الودّية ضرورية في حياتنا لأنها تجلب الفرح والحبّ والدعم والراحة. نحن نشعر يومياً بفوائدها؛ حيث يمكن أن يصبح الأصدقاء أسرة ثانية تعوّض الأسرة البيولوجية في قلوبنا.
لكن الجوانب الإيجابية للصداقة ليست منحصرة في البُعد النفسي فقط، فقد أظهرت أبحاث علمية حديثة فوائد العلاقات الاجتماعية والصداقة لحالتنا الصحية الجسدية.
وجود الأصدقاء يحافظ على الصحة الجيدة
يؤكد البحث العلمي من خلال دراسات مختلفة أهمية بناء علاقات الصداقة في الحياة؛ لأنها مفيدة للصحة ولا سيّما في تخفيف الأعراض التالية:
1. الحدّ من نزلات البرد
أنجزت دراسة علمية التجربة التالية: قدّم الباحثون للمشاركين الذين يتمتّعون بصحة جيدة قطرات عبر الأنف تحتوي على سلالة من فيروس نزلات البرد. وظهر أن الأشخاص الذين لديهم 6 أنماط من العلاقات الاجتماعية على الأقل (علاقات عائلية وزمالة وصداقات طفولة ورفقة في الجامعة)، كانوا أقل عرضة للمرض بمعدّل 4 مرات مقارنة بأولئك الذين لا يرتبطون إلا بنمط واحد إلى 3 أنماط من العلاقات الاجتماعية.
2. الصداقات تزيد القدرات المعرفية
يقوّي ربط العلاقات الاجتماعية الدماغ ويمرّنه. وكلّما تفاعلنا بانتظام مع أشخاص آخرين، تطوّرت قدراتنا العلمية وفقاً لدراسة منشورة في دورية الصحة العامة (Journal of Public Health) العلمية. وقد كشفت الأبحاث أيضاً تراجع خطر الإصابة بالخرف بنسبة 43% بين النساء المسنّات اللواتي لديهنّ تواصل يومي مع صديقاتهنّ مقارنة باللواتي لديهنّ تواصل يقلّ عن مرة واحدة في الأسبوع.
3. التخفيف من التوتّر
اهتم الباحثون أيضاً بمستوى إفراز هرمون الكورتيزول الذي يُعدّ مؤشراً إلى التوتّر المزمن. واكتشفوا لدى الأشخاص الذين يعانون الوحدة مستوىً أعلى من التوتر بنسبة 21% مقارنة بالأشخاص الذين لديهم علاقات اجتماعية؛ وهكذا فإن وجود عدد أكبر من الأصدقاء يعني توتراً أقلّ وشعوراً بالأمان العاطفي .
4. انخفاض الضغط الدموي
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، ولديهم أصدقاء مقرّبون أقلّ عرضة لتفاقم مرضهم وخروجه عن نطاق السيطرة بنسبة الثلث مقارنة بالآخرين. وسجّل الباحثون انخفاض الضغط الدموي لدى المشاركين الذين لديهم دائرة علاقات اجتماعية واسعة ووثيقة بمعدّل 14.4 نقاط أقلّ من الأشخاص الذين يعانون الوحدة.
5. تحسين جودة النوم
الصداقة مفيدة أيضاً للنوم، فقد لاحظ باحثون في دراسة نُشرت في مجلة المكتبة الوطنية الطبية(National Library of Medicine) الأميركية أن الطّلاب الذين يشعرون بالقرب من رفاقهم ينامون بسرعة ويسهرون فترات أقل ليلاً مقارنة بالشبان الوحيدين.
اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل الصداقة بين النساء أقوى من الصداقة بين الرجال؟