هل تهاب الفشل في حياتك المهنية رغبة في تحقيق النجاح؟ حسناً دعني أخبرك أن ذلك يعني فشلاً في حد ذاته، فوفقاً للمعالج النفسي أسامة الجامع يؤدي الخوف المستمر من الفشل إلى عدم الإقدام على أي عمل؛ لأن ثمة حاجة ملحة للتأكد من عدم الفشل وهذا مستحيل.
محتويات المقال
وحسب استشاري الطب النفسي محمد اليوسف، فالخوف من الفشل والخوف من الوقوع في الخطأ والخوف من الرفض والتعرض للنقد، جميعها مخاوف تمنع الشخص من المحاولة، فإذا واجه مخاوفه سيبادر وإذا بادر سيتعلم، وإذا تعلم فإنه سيتقدم وينمو ويتطور، ما يعني أن الخوف من الفشل يجعل الشخص يدور في النقطة نفسها بل ربما يتراجع إلى الخلف.
إذاً ما هو الحل؟ ببساطة إنه إعادة ضبط المصنع وفقاً لاستشاري الطب النفسي حسين آل عماد الذي يشير إلى أن الطفل يولد بفطرة المحاولة مع كل فشل حتى يتعلم الوقوف والمشي، لكنه يكبر ويبرمج على الخوف من الفشل والمحاولة، وهنا يصبح تقبل الفشل بداية النجاح، لكن كيف يمكن أن يصل الفرد إلى هذه النقطة المثمرة في حياته المهنية؟ هذا ما سنتعرف إليه في مقالنا.
7 نصائح عملية للتغلب على الفشل في الحياة المهنية
هل قرأت من قبل سيراً ذاتية لأشخاص ناجحين؟ أخبرني ما الذي لفت انتباهك فيها؟ عن نفسي لفت انتباهي إصرارهم على المحاولة مراراً وتكراراً، وصمودهم في وجه الفشل، وحتى تقتفي أثرهم إليك عدة نصائح عملية:
1. اعتبر الفشل بداية وليس نهاية
نعم مثلما قرأت تماماً، غير نظرتك إلى الفشل لتراه بداية جديدة وبوابة لفرص غير مسبوقة، وليس تهديداً يقضي على مسيرتك المهنية. كن منفتحاً للغاية على تجربة الأشياء الجديدة وكن واقعياً في تقبلك للنتائج، لأنك ستفشل في بعض الأمور وتنجح في أخرى، وحينما ترى الصورة بهذا الاتزان ستدرك أن الفشل جزء أصيل من العقلية الصحية التي تدفعك للنمو والتطور.
2. طبق معادلة النجاح الأكثر شيوعاً
القليل من المحاولات تعني القليل من النجاحات والعكس صحيح، لذا فالأشخاص الذين سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في التاريخ غالباً اعتمدوا مبدأ عدم التوقف أبداً، وهذا يظهر بوضوح في أن الحائزين على جائزة نوبل نشروا أوراقاً بحثية بكثافة تعادل ضعف الأوراق البحثية التي نشرها غير الفائزين، وهذا يرتبط بجانب مهم هو أن جودة الأداء تترسخ بالممارسة والاستمرارية.
3. افصل بين قيمتك الذاتية وحياتك المهنية
واحد من الأخطاء الشائعة في مجتمعنا العربي هو حصر قيمة الشخص في حياته المهنية ومدى تحقيقه فيها، ما يجعل أي فشل بمثابة كارثة تهدد استقرار علاقته بذاته، لكن الصحيح هو أن اعتبارك حدوث الفشل في العمل مجرد أمر وارد لا يعني أنك شخص سيئ، ولكنك تؤمن بأن لديك سمات شخصية ونجاحات أخرى خارج نطاق الوظيفة، وهذا سيفيدك كثيراً في التعامل مع فشلك بأسلوب إيجابي يجعله محطة إيجابية وليس خط نهاية.
4. تحمل المسؤولية عن فشلك
واحد من السلوكيات التي تساعدك على صقل شخصيتك في عملك هو أن تتحمل المسؤولية عندما تفشل وتعلن بوضوح لمن حولك أن ما حدث كان نتيجة خطأ منك، وتدون بدقة الفوائد التي خرجت بها من التجربة حتى تتذكرها بين الحين والآخر، ثم تعمل بجد على تحسين المهارات التي نتج الفشل عن ضعفها، في هذه الحالة ربما سترتكب أخطاء أخرى في المستقبل لكنها حتماً لن تكون أخطاء متكررة.
5. تمرس على إدارة التوتر
ثمة ممارسات عديدة ستساعدك على مواجهة الفشل بثبات؛ من أهمها التنفس العميق والمشي مسافات طويلة، إلى جانب التواصل مع صديق أو قضاء بعض الوقت بصحبة حيوانك الأليف، إذ تمنحك تلك الممارسات ذهناً صافياً ورؤية واضحة هادئة للأمور ما يجعلك لا تشعر بالانهيار عندما تفشل.
6. اسأل نفسك: ما الذي يمكنني فعله الآن؟
هناك مثل شهير يقول: لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب، الأمر نفسه ينطبق على الفشل إذ لن تكون هناك أي فائدة من عض أصابع الندم، إنما الأجدى أن تتحرك لوضع خطة عمل لتجاوز فشلك والاستفادة منه حتى تتجنب حدوثه مرة أخرى.
7. اطلب الدعم عند الحاجة
يمكن أن يساعدك ذلك على تخفيف مشاعرك السلبية التي قد تظهر عندما تعاني الفشل، فمشاركتك تلك المشاعر مع صديق أو أحد أفراد عائلتك تجعلها تمر بسهولة أكبر مما لو حملت عبئها بمفردك، وفي حال وجدت أن المشاركة لم تجد نفعاً، ربما سيكون الأفضل الحديث إلى مختص نفسي عن معاناتك حتى يساعدك على تجاوزها.
اقرأ أيضاً: كيف تواجه ثقافة الإنجاز وضغط العيب الاجتماعي في بيئة العمل العربية؟
كيف يمكن أن يعرقل الخوف من الفشل تقدمك المهني؟
إذا كانت هناك رسالة وددت إيصالها عبر هذا المقال فهي ألا تهاب الفشل أبداً في حياتك المهنية؛ إذ إن تأثير ذلك بالغ السوء؛ فبمجرد خوفك من الفشل ستجد أنك غير راغب في تجربة أي شيء جديد، وهذا معناه في العمل أنك لن تنمو وتترقى، فالترقي في السلم الوظيفي غالباً ما يحتاج إلى تعلم مهارات جديدة. لذا إن كنت تخشى الفشل فستظل مكانك، وهذا قد يؤدي لاحقاً إلى استغناء شركتك عنك لرؤيتهم أنك عنصر معرقل لتقدمهم.
إلى جانب أنك في حال رهبتك من الفشل غالباً ما ستقاوم التغيير، وسترى أي تطوير تطبقه شركتك على أنه مهدد لبقائك، وهذا سيوجهك إلى نقطة شديدة الخطورة هي أن مهاراتك ستكون في مرحلة ما قديمة إلى حد عدم تناسبها مع سوق العمل؛ وهو ما يعني للأسف بقاءك عاطلاً، لذا لا تتردد أن تعلن حربك على خوفك من الفشل من الآن وصاعداً.
اقرأ أيضاً: ما الأكثر تأثيراً في صحتنا النفسية: الشعور بالفوز أم الشعور بالخسارة؟