ما الذي يمكنك فعله لتعزيز صحتك النفسية في عطلة نهاية الأسبوع؟

4 دقائق
العطلة الأسبوعية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: هل تحقق العطلة الأسبوعية هدفها في جعلك تبدأ أسبوع عملك بنشاط وحيوية؟ ربما تكون الإجابة محيّرة بعض الشيء، فالقدرة على فصل أيام الإجازة عن بقية أيام الأسبوع تحتاج إلى التمرن، وربما لا تتوافر هذه المهارة عند البعض منا. لذا؛ يساعدك هذا المقال على تحقيق ذلك، ويقدّم لك إرشادات عملية من أجل تعزيز صحتك النفسية في عطلة نهاية الأسبوع.

يترقب أشخاص كُثُر الوصول إلى عطلة نهاية الأسبوع طوال أيام عملهم؛ وذلك لأنها تمثل الفرصة الوحيدة المتاحة لالتقاط الأنفاس واستعادة الحيوية النفسية والجسدية. لكن في ظل محاصرتنا بمنصات التواصل الاجتماعي والمشتتات الكثيرة، قد لا نتمكن من تحقيق مهمة ذات أولوية عالية في العطلة الأسبوعية؛ ألا وهي تعزيز صحتنا النفسية. لذا؛ نتعرف في هذا المقال إلى أهمية استغلال عطلة نهاية الأسبوع في تحسين الصحة النفسية وكيفية القيام بذلك.

اجعل عطلتك الأسبوعية خالصة لنفسك

يستهين البعض أحياناً بأهمية الفصل بين حياته المهنية والشخصية، وبخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، فقد يقبل تأدية بعض المهمات العارضة خلال عطلته؛ إلا أن هذا السلوك ذو تأثير وخيم في الصحة النفسية وفق ما اكتشفته دراسة علمية أجرتها جامعة لندن (University of London)؛ إذ وجدت أن الأشخاص الذين يعملون في عطلات نهاية الأسبوع ترتفع احتمالية إصابتهم بالاكتئاب عن غيرهم.

ومن جهة أخرى، توصلت دراسة علمية أجرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية (University of California) إلى أن الأشخاص الذين يتعاملون مع عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بهم بجعلها وقتاً مستقطعاً للحياة الشخصية، يتمكنون من العودة إلى العمل مع بداية الأسبوع الجديد بحيوية وسعادة أكثر.

وهذا يعني بوضوح أن الأمر يتركز في عقل الشخص ومدى قدرته على التفاعل بإيجابية مع عطلة نهاية الأسبوع واستغلالها في كسر الروتين والتجديد؛ حتى يخرج من ضغط أيام العمل.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتخفيف من ضغوط الحياة بعد العطلة الصيفية

ما الذي يجعل العطلة الأسبوعية محطة محورية في روتينك؟

ترى المختصة النفسية سحر مصطفى أن التأثير النفسي لعطلة نهاية الأسبوع يتوقف على كيفة استغلالها استغلالاً صحيحاً، ففي حال تضييعها في تأدية أنشطة غير مفيدة أو ممتعة سيكون تأثيرها سلبياً، أما في حال الاهتمام بالتخطيط لها جيداً وملئها بالأنشطة المفيدة، سيلمس الشخص تأثيرها الإيجابي في صحته النفسية.

ويمكن التخطيط لعطلة نهاية الأسبوع في عدة اتجاهات؛ من ضمنها الذهاب في رحلة قصيرة إلى مكان سياحي يفضله الشخص بدلاً من الرحلات الطويلة التي ربما تكون مكلفة مادياً بالنسبة إلى البعض فتسبب له ضغطاً نفسياً إضافياً. وأيضاً، ترتبط الرحلات الطويلة برفع سقف التوقعات عالياً، وهذا قد يكون مؤذياً عندما يجد الشخص أن ما رسمه في خياله مخالف لما وجده على أرض الواقع.

وتوفر عطلة نهاية الأسبوع ما يمكن وصفه بالاستراحة الذهنية التي يتمكن فيها الشخص من الانقطاع عن الضغوط المتلاحقة في العمل من اجتماعات ورسائل بريد إلكتروني ومهمات عاجلة ضاغطة. وتشير المختصة النفسية أنيتا سميث (Anita Smith) إلى إمكانية استغلال عطلة نهاية الأسبوع للتواصل مع الذات بفعالية، فازدحام أيامنا بالمهمات المتلاحقة قد لا يتيح لنا فعل ذلك. لذا؛ من المهم الجلوس مع النفس ومراجعة أهدافنا والتحقق من مدى توافقها مع شخصياتنا وقيمنا.

وثمة فائدة نفسية قد لا يلتفت إليها البعض وهي أن الابتعاد عن الشريك لفترة قصيرة في عطلة نهاية الأسبوع، وبخاصة عند وجود مشكلات عويصة، قد يكون ذو أثر إيجابي في تجديد حيوية العلاقة والنظر إليها برؤية جديدة، وهذا لا يمنع أيضاً الذهاب في رحلات قصيرة مع الشريك عندما تتحسن العلاقة، والانخراط في تجارب تعمّق التقارب بين الطرفين.

اقرأ أيضاً: لماذا قد نكتئب في الليلة التي تسبق عودتنا للعمل؟

7 إرشادات عملية لتعزيز صحتك النفسية في العطلة الأسبوعية

يُعد الانتقال من المعلومات المعرفية إلى التطبيقات النظرية جزءاً مهماً للاستفادة من العطلة الأسبوعية في تعزيز الصحة النفسية، ونقدم لك من نفسيتي 7 إرشادات عملية تساعدك على تحقيق ذلك:

  1. أوقف تواصلك مع عملك: يعني ذلك نقل مقولة "اترك عملك على باب شركتك" إلى الحيز العملي، بإيقاف تشغيل الإشعارات ذات الصلة بالعمل وعدم التفكير في ما ستؤديه من مهمات مع بداية الأسبوع القادم.
  2. نم أكثر لكن لا تسرف في النوم: ربما تكون عطلة نهاية الأسبوع فرصة لسداد ديون نوم الأسبوع المنقضي؛ لكن حاول قدر الإمكان ألا تختل ساعتك البيولوجية بأخذك ساعة إضافية كل ليلة مقسَّمة إلى نصف ساعة في بداية النوم ونصف ساعة أخرى في نهايته.
  3. ابحث عن أنشطتك المفضلة ومارسها: هل حرمك عملك من ممارسة الأنشطة التي كنت تستمع بها سابقاً مثل ركوب الدراجة أو قراءة الكتاب أو حتى الذهاب إلى السينما؟ إذاً تُعد عطلة نهاية الأسبوع فرصة مثالية للقيام بها.
  4. احذر فخ قائمة المهمات المزدحمة: ربما تدفعك الضغوط المتراكمة على مدار الأسبوع إلى ملء جدول مهماتك في العطلة بكل ما تريد فعله من أنشطة محببة ظناً منك أن هذا سيجعلك سعيداً؛ لكنك ستجد نفسك محاصراً ذهنياً ولم تصل إلى مبتغاك وهو تحقيق الراحة الكافية لتستعيد نشاطك؛ لذا خفف من مهماتك في العطلة حتى تصبح أكثر فعالية.
  5. فكر في التطوع: تُعد الأنشطة التطوعية وسيلة مهمة لتعزيز العافية النفسية وزيادة الشعور بالثقة والسعادة وتوطيد العلاقات الاجتماعية؛ ما قد يجعلك تفكر بجدية في إضافتها إلى قائمة أنشطتك في عطلة نهاية الأسبوع ولو مرة واحدة في الشهر.
  6. دوّن مشاعرك: هل شعرت من قبل أن الكتابة جعلت أفكارك أوضح ومشاعرك أفضل؟ هذا التأثير ليس مصادفة، فالمختصة النفسية فينوس نيكولينو (Venus Nicolino) تنصحك بالحرص على التدوين في عطلة نهاية الأسبوع بهدف تعزيز صحتك النفسية.
  7. دلّل نفسك: يمكنك تحقيق ذلك بعدة طرائق تبدأ من الجلوس في حوض الاستحمام بعد ملئه بالزيوت العطرية المفضلة لديك وإحاطته بالشموع، أو حجز جلسة تدليك لإراحة جسمك بعد أسبوع عمل مرهق. ما يهم أن تصل إلى نتيجة واحدة هي تخفيف التوتر والاتزان النفسي قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً: لم يتهرب البعض من قضاء إجازات سياحية مع الشِلة؟

أخيراً، من المهم أيضاً لفت انتباهك إلى صحتك النفسية قد تصل أحياناً إلى مرحلة من التدهور نتيجة ضغوط العمل تحتاج إلى تدخل متخصص، فلا تتردد في اللجوء إلى معالج نفسي يساعدك على الخروج منها بسلام في هذه الحالة.

المحتوى محمي