6 نصائح فعالة للتعامل مع زميل العمل الذي يتقمص دور الضحية

4 دقائق
دور الضحية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل لديك زميل في العمل يعيش دور الضحية؟ أي إنك، مثلما يوضح مختص الإرشاد والصحة النفسية علاء السامي، تراه يعيش على استعطاف الآخرين، أو كثير التذمر والشكوى، أو يلقي اللوم دائماً على الآخرين أو الظروف الخارجية حينما يتعرض لنتائج سلبية ناتجة عن أفعاله أساساً، أو يرفض تحمل المسؤولية ويتنصل منها، أو يشعر بأنه مستهدف أو يستحق التعاطف أو معاملة خاصة، أو يفسر الملاحظات المحايدة أو حتى البناءة على أنها هجمات شخصية. فكيف *التعامل معه؟ وما الذي يدفعه إلى هذا السلوك؟ إليك التفاصيل.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تتوقف عن العيش في دور الضحية؟

6 نصائح للتعامل مع زميل العمل الذي يعيش دور الضحية

قد يكون محبطاً التعامل مع زميل ينظر إلى نفسه باستمرار على أنه ضحية؛ لكن ينبغي معرفة أن العديد من الأشخاص الذين يتبنون هذه العقلية قد واجهوا أحداثاً مؤلمة أو صعبة في حيواتهم.

فمن منظور علم النفس، غالباً ما تتطور عقلية الضحية عند بعض الناس بوصفها استجابة للتكيف مع صدمات الماضي، أو خيانات الثقة المتكررة من أشخاص مقربين. كما قد يؤدي تدني احترام الذات وانعدام الثقة بالنفس دوراً في هذه العقلية عند البعض، بينما يفاقم الإحباط والاستياء غير المعالجين ضائقتهم العاطفية.

إضافة إلى ذلك، قد ترتبط عقلية الضحية ببعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الشخصية النرجسية، واضطراب الشخصية الحدية، واضطراب الاكتئاب الشديد، واضطراب ما بعد الصدمة. علاوة على أنها قد تكون سمة شخصية تسمح للشخص بالتلاعب بالآخرين واكتساب اهتمامهم، لكنها تعكس في أغلب الأحيان جروحاً نفسية غير معالجة.

عموماً، وجود ماض قاس لا يعني أن عليك تبرير أفعال زميلك أو تحمل لوم لست مسؤولاً عنه؛ وإنما أن تجعل التعاطف هو الموجه الأساسي لردود فعلك. وإليك 6 نصائح قد تساعدك على التعامل معه.

اقرأ أيضاً: 4 استراتيجيات يستخدمها الشخص المتلاعب ليؤدي دور الضحية، احذرها

1. تعاطف معه وأصغ إليه

اسمح له بالتحدث ومشاركة مشاعره وصادق على صحتها ولا تتجاهلها. واطرح أسئلة توضيحية مثل: "ما الذي تراه غير عادل تحديداً في هذا الموقف؟" أو "هل يمكنك مساعدتي في فهم أي جانب يبدو خارجاً عن سيطرتك؟" فالتعاطف والاعتراف بصحة مشاعره قد يقلل ردود أفعاله الدفاعية.

2. اعرض عليه المساعدة لكن بحذر

على الرغم من أهمية التعاطف معه، ينبغي عدم الإسراع إلى حمايته أو أداء المهام نيابة عنه أو تبرير سلوكه أو تقديم نصائح مباشرة أو حل المشكلة بدلاً منه، فذلك غالباً ما يعزز عقلية الضحية، ويستنزف مواردك العاطفية أيضاً.

لذلك؛ استمع إليه بفعالية، وحثه على التحلي بالقوة وعدم الاستسلام، وساعده على التعلم من الأخطاء. وبالطبع، لا بأس من عرض المساعدة على إيجاد الحلول، لكن دون حمايته من النتائج السلبية. فكيف تساعده على إيجاد الحلول؟ يمكنك ذلك من خلال 3 خطوات:

  1. اعترف بمشاعره ومعتقداته: ابدأ بإظهار التعاطف دون إصدار أحكام. على سبيل المثال، قل: "أتفهم مدى الإحباط الذي تشعر به، ولا بد من أنه موضوع محبط". يشعره هذا بأن صوته مسموع دون تأكيد عجزه الذي يتصوره.
  2. اسأله ماذا سيفعل لو كان يملك القدرة: شجعه على التأمل من خلال السؤال: "إذا كان بإمكانك تغيير هذا الوضع، فماذا ستفعل؟".
  3. ساعده على التفكير في الطرق الممكنة لتحقيق الهدف: وجهه لاستكشاف خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ نحو الحلول، ما يساعده على الشعور بالقدرة بدلاً من الشعور بالعجز.

اقرأ أيضاً: كيف يستخدم الشخص المتلاعب تكتيك دارفو ليؤدي دور الضحية؟ 

3. لا تهاجمه وتنعته بالضحية

لا تحكم عليه وتنتقده واصفاً إياه بأنه يمثل دور الضحية، فذلك يحمل دلالات سلبية ويزيد الطين بلة، بل كن لطيفاً معه وحاول في الوقت نفسه تسليط الضوء على السلوكيات غير المفيدة؛ مثل إسقاط اللوم على الآخرين والتذمر الدائم وعدم تحمل المسؤولية. ساعده على التغيير والنمو من خلال تشجيعه.

4. ضع حدوداً واضحة

عندما يصدر أحد زملائك أحكاماً أو يوجه اتهامات لا أساس لها لك أو للآخرين، فإن وضع حدود واضحة يحمي سلامتك. لا تعني الحدود رفضه أو التخلي عنه؛ بل تساعدك على التعاطف دون امتصاص السلبية. يمكنك الإقرار بمعاناته مع تذكير نفسك، وتذكيره، بأن مسؤولية التغيير تقع عليه، لا عليك.

لذا، كن واضحاً بشأن ما تقبله وما لا تقبله في علاقتك مع هذا الشخص، ووضح الموضوعات التي يمكنك مناقشتها وتلك التي لن تناقشها، ومقدار الوقت المتاح أو الفترة من اليوم المتاحة للتحدث إليه وغيرها، وذكره بعواقب تجاوز الحدود.

على سبيل المثال، يمكنك أن تقول له: "لدي قرابة الساعة للتحدث إذا كنت ترغب في محاولة فهم ما يجري"، أو "لا أستطيع حل هذه المشكلة لك، ولكنني جاهز لمساعدتك على حلها"، أو "أنا أهتم لأمرك، لكننا نكرر الكلام نفسه مراراً وتكراراً، هل يمكننا مناقشة هذا لاحقاً؟".

5. شجعه وقدره

إذا كان زميلك يؤدي دور الضحية دائماً، فإن طرح أسئلة عميقة عليه قد يساعده دون أن يستفزه. فبدلاً من الإشارة المباشرة إلى سلوكه، وجهه للتفكير في نقاط قوته. على سبيل المثال، يمكنك سؤاله: "ما الذي تجيده في هذا المشروع؟"، أو "ما الذي أحسنت التعامل معه سابقاً حينما كانت الظروف صعبة؟".

يدفعه هذا النوع من الأسئلة للتوقف والتفكير بطريقة مختلفة، وتحويل تركيزه من عقلية الضحية إلى قدراته الشخصية. باختصار، ستشجعه بهذه الطريقة على تحمل المسؤولية وحل المشكلات والتفكير في طرق لتغيير سلوكه، مع الحفاظ على حوار داعم ومحترم. ومن المفيد ربما أن تستعد للمحادثات معه، بحيث تتجنب الانجرار إلى تفاعلات ونقاشات غير مجدية.

وبالطبع، قد لا يؤدي تعاطفك وتشجيعك إلى إحداث تغيير فوري؛ لكنهما قادران على إحداث تأثير تدريجي. لذا، حاول تذكيره -كلما استطعت- بمدى قوته وقدرته، وتسليط الضوء على إنجازاته السابقة، وتذكيره بالقيمة التي يضيفها للفريق، وتفهم إحباطه ومشاعره. جدير بالذكر أن الكثير ممن يمتلكون عقلية الضحية يواجهون صعوبة أكبر في التغلب على هذه العقلية في حال افتقروا إلى أنظمة دعم قوية أو أدوات للتأقلم.

اقرأ أيضاً: العالم يتآمر ضدي والحياة غير عادلة: كيف يمكن التعافي من عقلية الضحية؟

6. اقترح عليه طلب المساعدة

مثلما ورد سابقاً، كثيراً ما يكون دور الضحية متجذراً في تجارب الماضي، أو في تدني تقدير الذات، أو التشوهات المعرفية. لذا، إن أمكن، اقترح عليه بلطف الحصول على استشارات نفسية من متخصصين أو سهل عليه ذلك. تساعده المعالجة المتخصصة على إعادة صياغة معتقداته وبناء مرونته.

المحتوى محمي