كيف ترد على من يحرجك بطريقة ذكية؟

2 دقيقة
الإيذاء بسبب كلام الآخرين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

من المؤكد أننا تعرّضنا جميعاً إلى الإيذاء بسبب كلام الآخرين، بمن فينا الأشخاص الأقل حساسية. وسواء صدر هذا الكلام المؤذي عن شخص مجهول أو معروف أو شريك أو طفل صغير لا يعي ما يقوله، فإنه قد يترك في نفوسنا جرحاً غائراً.

كيف يمكنك التصرف إذاً عندما تسمع ملاحظة أو تعليقاً مسيئاً حول مظهرك أو كفاءتك أو أصدقائك؟ ليس من المستبعد أن تنهار باكياً، لكن من الممكن أيضاً أن تنفعل وتدافع عن نفسك أو ترفض الملاحظة رفضاً قاطعاً، أو تنسحب وتلزم الصمت. وعلى الرغم من أن هذه التفاعلات تظل كلها طبيعية، فإنها لا تكون دائماً فعّالة في توضيح حقيقة مشاعرك.

ما هو الرد المناسب على من يحرجك؟

على الرغم من أن الرغبة في الرد الفوري قد تكون شديدة، فإن الأستاذ المحاضر بجامعة ستانفورد وخبير التواصل مات أبراهامز (Matt Abrahams)، يدعو في تصريح لموقع قناة سي إن بي سي إلى التريث والتوقف قليلاً قبل التفاعل مع هذه الملاحظات. يقول عن ذلك: "في هذه الحالة من الشائع أن تصدر عنك استجابة عاطفية وترغب في الرد الفوري، لكن منح نفسك بعض الوقت يمكن أن يساعدك على تركيز أفكارك". خلال وقفة التأمل هذه يمكنك أن تحاول تبنّي وجهة نظر الشخص الآخر، وتتساءل في نفسك مثلاً: هل يريد حشري في الزاوية أم إيذاء مشاعري أم التهجم عليّ شخصياً، أم أن نواياه حسنة لكن رعونته هي التي أربكت كلامه؟

ينصح أبراهامز بفتح حوار مع الشخص الآخر من خلال استخدام عبارة لن تسمح لك بتوضيح الأذى الذي لحقك فحسب، بل ستتيح لك أيضاً مناقشة جوهر المشكلة. وهذه العبارة البسيطة هي: "ساعدني على فهم مقصدك". على سبيل المثال إذا وصف أحد عيوبك فاسأله: "لماذا تعتقد أنني أتّصف بهذا العيب؟" وإذا سخر منك فاسأله: "لماذا تعتقد أنني أبدو مضحكاً؟" بعبارة أوضح عليك أن تتقمص دور شخص يحاول فهم سبب هذه الملاحظة أو ذلك السلوك المؤذي. ستؤكد من خلال هذا الموقف للشخص الآخر أن كلامه أو سلوكه كان مؤذياً، لكنك مستعد لحل المشكلة المحتملة.

8 علامات تدل على أنك تأخذ الأمور على محمل شخصي

إذا كانت هناك عبارات أو سلوكيات تؤذي مشاعرك فعلاً، لكن هذا الأمر يتكرر مع عدة أشخاص ليست لديهم أيّ نوايا سيئة، فقد يتعين عليك التأكد من أنك لست مفرط الحساسية. توضح المعالجة النفسية كايتي غيليس (Kaytee Gillis) ذلك في تصريح لموقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy) قائلة: "كلنا نأخذ الأمور أحياناً على محمل شخصي، ولا سيّما عندما نسيء فهم كلام الآخرين أو تصرفاتهم، ومع أن تفاعلنا بهذه الطريقة طبيعي، فإنه قد يؤدي إلى توتر العلاقات، وتشويه إدراكنا لحقيقة الموقف".

لهذا السبب من الضروري أن تكون واعياً بمدى ميلك إلى أخذ كل ما يحدث على محمل شخصي، وإدراك مدى حساسيتك. في هذا السياق حددت غيليس 8 علامات قد تساعدك على ذلك:

  • تجترّ دون توقف الانتقادات التي وجهها لك شخص ما حول عملك.
  • تفكر في تفاعلك مع أحد الأشخاص حتى بعد مرور ساعات.
  • تشعر بارتفاع درجة حرارتك وتوترك عندما تفكر فيما فعله أو قاله لك.
  • الهوس بآراء الآخرين عنك والخوف من أن تكون آراؤهم سلبية.
  • تخشى أن يكون هناك دافع خفيّ وراء كلام الآخرين.
  • تغضب بسرعة أو تشعر بالإحباط بسبب الآخرين، ثم تجد صعوبة في الاسترخاء.
  • تتحدث عن الموقف إلى أشخاص آخرين مدة أطول من اللازم.
  • تشعر دائماً بأن الآخرين يسيئون فهمك.

المحتوى محمي