ملخص: دوّامة الأفكار السلبية مرهقة للذهن والنفس أيضاً، إنّها تغرقك في التشاؤم والكآبة والقلق، ولا تسمح لك برؤية الحياة من منظور واقعي ومتفائل. قد تحاول التخلّص من هذه الأفكار لكنّك تجد نفسك عاجزاً وتعود من جديد أسيراً لهذه الدورة المذمومة. لكن لا تيأس، فهناك حلّ مبتكر تقترحه عليك خبيرة علم النفس العصبي جودي هو إليك التفاصيل.
محتويات المقال
تحاول جاهداً أن تظلّ إيجابياً لكنّك لا تنجح في ذلك بسبب الأفكار السلبية التي تسيطر عليك طوال اليوم. اطمئن، فهذه مجرّد حالة عابرة. لكن التخلّص من هذه الحالة السلبية والحدّ من هذه الأفكار المزعجة التي تزيد مستوى الطاقات السلبية والحالة المزاجية السيئة يتطلّب منك اتخاذ بعض الإجراءات.
وفقاً لما أورده موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) ثمّة عادة محدّدة تسمح لك بتهدئة حديث النفس السلبي المتواصل. التفكير السلبي لا يقلّ قوة عن التفكير الإيجابي. لذا؛ إذا عزّزنا أكثر حديث النفس المتفائل والإيجابي فإنّ الطاقات التي تنبع منه ستعزّز الروح الإيجابية والقدرة على التعافي، بينما تعزّز الطاقات النابعة من الأفكار السلبية المخاوف وتُراكم المشكلات وتُقصي إمكانية الشعور بالرضا الشخصي. وهذا ما لا تتمنّاه طبعاً. أليس كذلك؟
ما العلاقة بين الأفكار السلبية وطفلك الداخلي؟
وفقاً للدكتورة المختصّة في علم النفس العصبي جودي هو (Judy Ho) فإنّ هذا الحوار الدّاخلي السلبي قد "يعكس احتياجات لم تلبّ وجروحاً لم تلتئم منذ الطفولة". وترى الدكتورة أنّ الحلّ يكمن في إعادة الارتباط بهذا الطفل الكامن في نفسك من خلال مبدأ إعادة التربية: "يتجلّى مبدأ إعادة التربية في الحرص بوعي على توفير العناية والتفهّم المستمرَّين اللذين حُرمنا منهما خلال الطفولة، ويمثّل هذا المبدأ الأداة الأهمّ التي نمتلكها لتوليد أفكار وسلوكيات صحّية".
وقد أوضحت الخبيرة النفسية ذلك في محاضرة على منصة تيد إكس (TedX) قائلة: "إعادة التربية استراتيجية علاجية قائمة منذ سنوات وأثبتت فعاليتها في حلّ العديد من المشكلات، وهدفها الأساسي هو تمكين الأفراد من القدرة على التعاطف مع ذواتهم وإعادة تربيتها بأنفسهم، والتمكّن من امتلاك الأدوات والموارد الضرورية للاستجابة إلى احتياجاتهم العاطفية الشخصية وتهدئة سلوكيات هذا الطفل الكامن في أنفسهم".
للتمكّن من تبنّي "إعادة الضبط" النفسي هذه وتجديد الارتباط بالذات، تشير خبيرة علم النفس العصبي إلى أهمية ممارسة الدعم الإيجابي للذات. يمكن أن تفعل ذلك من خلال تكرار عبارات من قبيل: "أؤمن بقدراتي وأحبّ نفسي، يمكنني أن أُدير التحدّيات التي تواجهني، وأحقق نتائج إيجابية في حياتي، ويمكنني أيضاً أن أكون مستقلاً وأعتمد على الآخرين". ثم تضيف: "تأمّل نفسك في المرآة وكرّر هذه العبارات عدّة مرات مع التنفس بعمق، والتفكير في معانيها وتأثيرها المحتمل في حياتك".
3 مفاتيح ذهبية للتحرّر من الأفكار السلبية
كيف ننجح في التحرر من الأفكار السلبية اليومية؟ علاوة على ممارسة إعادة التربية لتجديد الارتباط بالذات، هناك 3 حلول أساسية لمكافحة هذه الأفكار المرهقة. وفقاً لمنصة ليفي (Livi) المختصّة في تقديم الاستشارات الطبية يجب عليك الحرص على ما يلي إذا راودتك فكرة سلبية:
1. تعامل بموضوعية مع الفكرة
عندما تشغل فكرة سلبية بالك فخصّص بعض الوقت لمراجعتها. واطرح على نفسك أسئلة مثل: "هل تعكس هذه الفكرة واقعاً أم رأياً؟" أو "هل تُمكنني إعادة صياغة هذه الفكرة أو تعديلها؟". عندما تحلّل هذه الفكرة وتراجعها بالموضوعية الضرورية فإنك ستكتشف في الغالب أنها لا تستحقّ هذه الأهمية التي تحتلّها في ذهنك.
2. تقبّل الفكرة
تكمن المرحلة الثانية في تقبّل الفكرة السلبية. لا تخجل من هذه الأفكار لكن من المهمّ أن تحدّد أسباب هذه الدوامة السلبية والنتائج العميقة لهذه الأفكار المزعجة.
3. بادر إلى اتّخاذ إجراء مناسب
ليس هناك ما يُضاهي جلسة تمرين رياضي أو نزهة في الهواء الطلق لتصفية ذهنك. التمارين الرياضية ضرورية للحدّ من هذه الأفكار. لذا لا تتردّد في ممارسة المشي أو الركض أو أيّ نشاط بدني آخر مفيد لجسدك ونفسك.
اقرأ أيضاً: