كيف تحافظ على حماسك وتفاؤلك في بداية العام الجديد؟

3 دقيقة
العام الجديد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: إن التفاؤل يسمح لك بالتعامل مع المواقف العصيبة بشكل أفضل، ما يقلّل من الآثار الصحية الضارة للتوتّر على جسمك. لذلك؛ من الضروري التركيز على تنميته والحفاظ عليه خلال هذه السنة. اطلّع على ما يقوله الخبراء والمختصين حول أهمية التفاؤل وكيف يمكنك دمجه في حياتك. كلّ عام وأنت بخير.

تغلّبت أغلب البلدان على الأزمة الصحية العالمية في 2020 وتبعاتها لاحقاً، أليس ذلك مدعاة للتفاؤل في مطلع العام الجديد؟ إذا كنّا على دراية بالتقدّم التكنولوجي المذهل وما يحمله من فرص استثنائية للبشرية، وأدركنا أن ميلنا للتشاؤم هو طريقة عمل أدمغتنا لحمايتنا من المخاطر، فيمكننا حينها أن نشعر بمزيد من الإيجابية تجاه اليوم والمستقبل.

توضّح المعالجة النفسية الأميركية، كارول وارد (Karol Ward)، إن الأطفال الذين يكبرون في بيئة منزلية غير مريحة ومُحبة، يكون لديهم ميل فطري نحو القلق وانخفاض التفاؤل، ويكون من الصعب عليهم أن يكونوا منفتحين عاطفياً ومفعمين بالأمل في حيواتهم لاحقاً.

لكن التفاؤل يمكن تنميته بغض النظر عن ظروف نشأتنا، لأن الأمل والانفتاح على الفرص هو ما نحتاجه بالضبط في عام 2024. فكيف نحافظ على تلك الشرارة الأولى المفعمة بالتفاؤل والحماس في بداية السنة؟ هذا ما ستعرفه خلال هذا المقال.

لماذا عليك أن تكون متفائلاً في بداية العام الجديد؟

تدفعنا بداية العام الجديد للتفكير في المستقبل، حيث يميل أغلب الناس إلى تحديد أهداف وقرارات السنة. لكن على الرغم من هذا الميول بصفة عامة للتحلّي بالإيجابية، تكون العوامل السلبية محيطة بنا من كلّ جانب، ولا سيّما في الأخبار التي تمتلئ في الغالب بالقصص المؤلمة والمخيفة عن البيئة والحروب والأزمات العالمية. ما يجعل النقاشات العائلية وحوارات الأصدقاء تكاد لا تخلو من تلك الموضوعات وربّما قد تحمل بعض التوقّعات المُحبطة للعام الجديد.

لذلك؛ من المهم أن ندرك أن أدمغتنا تميل إلى التركيز على المخاطر والمخاوف لأسباب اجتماعية ونفسية وفيزيولوجية، وقد تُعزّز وسائل الإعلام لدينا ذلك. يجدر بنا في مطلع السنة الجديد الشعور بالتفاؤل والحماس لعيش ما تحمله هذه الحقبة البشرية على الأرض من تقدّمٍ تكنولوجي، وسعيٍ حثيثٍ لحلّ المشكلات العالمية المتعلّقة بالغذاء والمياه والطاقة والتعليم والحريات، ليس فقط في العالم المتقدم ولكن على مستوى العالم بأكمله.

اقرأ أيضاً: ما هو اكتئاب نهاية العام؟ وكيف تتغلب عليه في 10 خطوات؟

ما هي الفوائد والمزايا المحتملة للتفاؤل؟

يُخبرنا المستشار النفسي والتربوي المصري، صالح عبد الكريم، إن التفاؤل هو سرّ السعادة النفسية، لأنه يُخرجنا من حدود الذات الضيّقة إلى عالمٍ رحب. فالمُتشائم يحبس نفسه داخل صندوقٍ أسود، بينما ينطلق المتفائل نحو السعادة والتفكير الإيجابي. ويُضيف، إن التفاؤل يعدّ سلاحاً ضدّ الأفكار السلبية التي تقتل صاحبها ببطئ وفي صمت. ويُعدّد صالح عبد الكريم فوائد أخرى للحفاظ على التفاؤل نلخّصها كالآتي:

  • يُحرّك الطاقات الكامنة بداخلنا، ويجعلنا ننطلق نحو الحياة مستبشرين.
  • يساعدنا على تخطّي المحن والصعاب.
  • يرفع المناعة النفسية والجسدية، فيقينا من الاضطرابات والمشكلات النفسية والجسدية.

أما المعالجة النفسية الأميركية، كيمبرلي هيرشنسون (Kimberly Hershenson) فتُشير إلى إن التفاؤل والتفكير الإيجابي لا يعني تجاهل ضغوط الحياة، بل التعامل معها بطريقة أكثر إنتاجية. وذلك؛ لأنّ بناء رؤية متفائلة نحو الحياة يتيح للمرء التمتّع بفرص التبادل الإنساني على الرغم من الظروف المؤسفة، كما أنه يقلّل من مشاعر الحزن والاكتئاب والقلق، ويُطيل العمرك، ويعزّز علاقاتٍ أقوى مع الآخرين، ويبني مهارة التكيّف خلال أوقات الشدائد.

كيف تحافظ على شرارة الحماس والتفاؤل خلال هذا العام؟

حتّى بعد معرفة كلّ تلك الفوائد والثمار التي يمكن أن تجنيها من التفاؤل، قد يصعب حفاظك على رؤيتك المتفائلة في ظلّ كلّ الأحداث السلبية من حولك. لكن وكما أشار المختصون النفسيون سابقاً في هذا المقال، من المهم أن تظلّ متفائلاً في مواجهة السلبية. فأن تكون متفائلاً يعني أن يكون لديك نظرة إيجابية بصفة عامة لهذا العالم، والإيمان بأن الخير والسلام سينتصر لا محالة، وبخاصة في كلّ تلك الأمور التي ليس لك عليها سيطرة ولا مجال لك لتغييرها. لذلك؛ ندعوك في مطلع العام الجديد لاكتشاف 6 ممارسات يمكنك بوساطتها دمج التفاؤل في حياتك والحفاظ عليه من خلال النصائح الذهبية التالية:

  1. اختر التفاؤل: يمكنك تغيير طريقة تفكيرك حتى لو كنت تعتبر نفسك متشائماً بالفطرة. اختر العيش كلّ يومٍ بجرعةٍ ولو صغيرة من التفكير بإيجابية وشارك تفاؤلك مع الآخرين.
  2. تجنّب السلبية: من المهم وضع حدودٍ صحية مع المتشائمين لأنهم يستنزفون طاقتك وبخاصة إذا كانوا يفتقرون إلى التعاطف، و يركّزون اهتمامهم على التوقعات السلبية.
  3. تعرّف إلى نمط التفكير السلبي: الإيجابية المفرطة قد تؤدي إلى عدم الاستعداد الكافي، في حين أن النظرة السلبية المفرطة يمكن أن تخرّب فرصك في النموّ والنجاح. فلا يمكنك سوى بذل قصارى جهدك وطمأنة نفسك بأنك ستكون بخير بغض النظر عن النتيجة.
  4. نمّي الإيجابية: ليس من مسؤوليتك أن تجعل الجميع سعداء، لكن نشر الإيجابية أو إضفاء البهجة على يوم شخص ما يمكن أن يكون أمراً مجزياً لك كذلك.
  5. تخيل مستقبلاً إيجابياً: اقض 20 دقيقة على مدار أربعة أيام متتالية في تصوّر ما تريده أن يحدث غداً، والأسبوع المقبل، والشهر القادم، وهذ العام. اسمح لنفسك أن تطمح وتحلم بأحلام كبيرة. وفكّر أيضاً في احتمال حدوث نتائج أو حلول إيجابية للتحدّي الحالي الذي تواجهه.
  6. مارس الامتنان: إن التفكير في الأمور التي تشعر بالامتنان لوجودها، مثل أشعة الشمس أو المياه النظيفة أو الأشخاص الداعمين، يمكن أن يعزّز تفاؤلك على الفور. احتفظ بيوميات امتنان، تدوّن فيها كلّ ما يجلب الابتسامة خلال يومك.

 اقرأ أيضاً: 3 طرق فعّالة لمنع الجو البارد من تقليل جودة نومك

وختاماً، يساعدك التفاؤل على الإيمان بالفرص ويشجّعك على اقتناصها، ويحفزّك على بذل الجهد لتحقيقها. لكنّه يُعينك كذلك على تخطّي الصعاب لأنك تتوق دائماً للمضيّ قدماً والمحاولة من جديد. على الرغم من الظروف المحبطة من حولك، تبنّى رؤية متفائلة في 2024 وحافظ عليها.

المحتوى محمي