كيف تواجه افتقادك التقدير في العمل لتحافظ على توازنك النفسي؟

1 دقيقة
التوازن النفسي في العمل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

هل تظن أن الراتب هو ما يدفع الموظفين إلى الاستمرار في الشركات التي يعملون بها؟ من جانبي لا أعتقد ذلك؛ إذ أرى أن ثمة مكاسب لا تقل عن المكسب المادي، في مقدمتها التقدير بمختلف أشكاله؛ فالمؤسسات التي لا تتبنى ثقافة التقدير تزداد بها نسبة استقالة الموظفين ويقل معدل اندماجهم في العمل، إلى جانب ارتفاع نسبة المشكلات اليومية وحجم الخسائر المادية، بينما على الناحية الأخرى تحظى المؤسسات التي تقدر موظفيها بمعدل احتراق وظيفي أقل، ولا يتغيب العاملون بها بكثرة، كما أنهم يشعرون بالنماء والازدهار وتتحسن جودة عملهم.

وبحسب مستشار علم نفس العمل مانع بن ناصر آل حيدر، فإن هناك عدة أشكال للتقدير في العمل، منها التقدير اليومي بأفعال؛ مثل إحضار وجبة غداء للموظفين أو شكرهم لفظياً أو تقديم شهادات تقدير لهم، كذلك هناك التقدير الاستثنائي الذي يكون سببه إحراز الموظف إنجازاً أثر في مسيرة المؤسسة وأضاف لها، إلى جانب التقدير المهني، ومن أشهر أشكاله الاحتفال بالذكرى السنوية لانضمام الموظف أو الاحتفال بالمناسبات الشخصية له، كما يوجد التقدير الجماعي الذي تحتفل فيه المؤسسة بتحقيق إنجاز ما من خلال تقدير العاملين جميعهم الذين أسهموا في صناعته.

ومثلما توجد ممارسات واضحة تشير إلى تقدير الموظف فهناك كذلك علامات أخرى تؤكد افتقاده التقدير من جانب إدارة المؤسسة التي يعمل بها، وفي هذا المقال سنتعرف إلى أهمها، مع تقديم إرشادات فعالة لكيفية التصرف بحكمة وذكاء.

7 علامات تؤكد أنك غير مقدر في بيئة عملك

يمكن للموظف أن يعرف إن كان يحظى بالتقدير في عمله أم لا من خلال مراقبة الأحداث اليومية؛ فإن ظهر فيها ممارسة من الممارسات التالية فهي إشارة إلى معاناته عدم التقدير:

  1. يتجاهل المحيطون به دعم أفكاره ويرفضونها في كثير من الأحيان، بينما قد تطرح الأفكار نفسها من جانب موظف آخر فتحظى بالموافقة والإعجاب في محاولة لمحو وجوده.
  2. غياب الشفافية وعدم معرفته بالتغييرات التي تحدث في المؤسسة التي يعمل بها حتى ولو كانت تخصه، وفي الوقت نفسه لا يطلب رأيه في أي تغيير يؤثر في عمله، ما يوصل رسالة ضمنية مفادها أنه ليس عنصراً أساسياً في الهيكل التنظيمي.
  3. إسناد المزيد من المهام إليه دون ترقيته أو تغيير لقبه الوظيفي، بالإضافة إلى تكليفه بمهام الأشخاص الذين يغادرون الشركة، ما يؤدي في النهاية إلى عدم تطابق مسماه الوظيفي مع ما يفعله واستغلاله على نحو مستمر.
  4. تأجيل أي خطوات يود القيام بها لتطوير مهاراته، مثل حضور المؤتمرات أو الحصول على الدورات التدريبية، بينما يحصل الآخرون على الموافقات بسهولة.
  5. عدم دعوته إلى الاجتماعات المهمة لأسباب غامضة بهدف إشعاره أنه مجرد موظف حتى ولو كان يسهم بدرجة كبيرة في نجاح المنظمة.
  6. راتبه لا يتناسب مع التضخم أو حركة الزيادات في الشركة، بل قد يكتشف أن ثمة موظفين جدداً في مناصب مماثلة يتقاضون رواتب أعلى من راتبه على الرغم من المسؤوليات المتزايدة الملقاة على عاتقه.
  7. لا توجد تقييمات واضحة لأدائه أو توجيهات لدفعه نحو الأمام، فكل ما يقال له هو استمر في فعل ما تؤديه، وهذا يجعل مهاراته تتراجع، ما قد يؤدي إلى استبداله لاحقاً بحجة أن مستواه لم يعد يتناسب مع احتياجات الشركة.

اقرأ أيضاً: كلمة شكر أو تقدير لزميلك في العمل تقيه من التوتر

كيف تتصرف بحكمة وذكاء عندما تتعرض لعدم التقدير في عملك؟

مهما كانت العلامة التي ظهرت من العلامات السابقة فالمهم أن يتخذ الموظف الذي يتعرض لعدم التقدير رد فعل واضحاً ليحمي حدوده الشخصية ويحافظ على صحته النفسية، وهو ما يمكن تحقيقه باتباع عدة خطوات فعالة:

  1. راقب بيئة العمل جيداً لتعرف إن كان ما تعانيه هو عدم تقدير مقصود، أم إن وتيرة الثناء والاحتفال بالموظفين في المؤسسة منخفضة، وهذا يمكن ملاحظته في ردود فعل المدراء تجاه التعليقات والاقتراحات المختلفة.
  2. جرب أن تتحدث إلى مديرك عما تعانيه واشرح له بوضوح حاجتك إلى ملاحظات منتظمة منه حول مدى رضا الإدارة عن أدائك، وكذلك تقييمها لنقاط قوتك وضعفك، وإرشاداتها لتحسين أدائك.
  3. ادفع نفسك إلى المقدمة ولا تنتظر على استحياء الفرصة المناسبة لتعلن عن إنجازاتك، على سبيل المثال اطلب تضمين اسمك في المشاريع التي عملت عليها، كما يمكنك سرد نبذة تعريفية عن نفسك قبل عرض تقديمي لك.
  4. فكر في مسار بديل تكون بدايته من عندك بتقديرك للآخرين، فهذا قد يدفعهم تلقائياً إلى تقديرك أو تقديم ملاحظات للمدراء الذين يتعمدون تجاهلك، والأساليب لتحقيق ذلك في غاية البساطة، مثل الحرص على الإشادة بزملائك الذين يعملون معك على مشاريع مشتركة، أو تخصيص بعضهم ببطاقات شكر، أو إحضار كعكة للفريق في استراحة غداء.
  5. ردد التأكيدات الإيجابية التي تعزز شعورك بالرضا عن ذاتك، مثل: أنا رائع في عملي، أو لدي عدة مهارات متميزة تحتاجها شركتي، أو أنا أتعلم كل يوم.
  6. ادمج ممارسات يومية في روتينك اليومي تعزز ثقتك بنفسك مثل ممارسة الرياضة والالتزام بنمط غذائي صحي.
  7. في حال وجدت أنك تبذل ما بوسعك وما زلت تفتقد شعورك بالتقدير في عملك فقد تعد هذه إشارة مؤكدة تدفعك إلى إعطاء الأولوية لصحتك النفسية، والبحث عن وظيفة تنال فيها ما تستحق من التشجيع والدعم.

اقرأ أيضاً: كيف أحب نفسي؟

المحتوى محمي