كيف يمنعك تأجيل الحداد من المضي قدماً في حياتك؟

2 دقيقة
الحداد المؤجّل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الحداد عملية نفسية وذهنية مؤلمة لكنّها ضرورية بعد فقدان شخص عزيز أو قريب. تمكّننا هذه المرحلة من تقبّل واقعة الفقد ومواصلة حياتنا الطبيعية، لكنّها قد تتعثّر أحياناً أو تطول أو تُؤجّل. فما الذي يؤدي إذاً إلى تأجيل عملية الحداد وإطالتها؟ يعرّف هذا المقال مفهوم الحداد المؤجّل ويقدم بعض تفسيراته النفسية وفقاً لما يؤكده الخبراء.

عندما نفقد إنساناً عزيزاً على قلوبنا فقد نتساءل أحياناً عن المدّة التي سيتطلّبها الحداد عليه. هل هي أسابيع أم شهور أم سنوات؟ يلاحظ معظم الناس الذين فقدوا قريباً أن هذا الاختبار قد يؤدي إلى معاناة طويلة جداً وأن فترة الحداد نادراً ما تكون محدّدة. إذا توقفت معاناتنا مثلاً بعد شهور من حدث الوفاة، فهذا لا يعني أنّنا لن نستيقظ يوماً ما ونحن نبكي مجدّداً على الفقيد. ليست هناك إذاً قاعدة علمية أو تسلسل زمني دقيق لعملية الحداد لكن من الممكن أن نميّز بين عدّة أنماط منه.

ما مراحل الحداد؟

ينقسم الحداد التقليدي إلى 5 مراحل وفقاً لنموذج الطبيبة النفسية إليزابيث كوبلر روس (Élisabeth Kübler-Ross): الإنكار والغضب والمساومة والاكتئاب والتقبّل. وتندرج هذه المراحل في إطار 3 أطوار كبرى وفقاً للمختص النفسي إيف فيليبان (Yves Philippin). الطور الأول هو حالة الصدمة التي "تتسم باليأس والانفعالات العاطفية الحادّة". الطور الثاني هو حالة الاكتئاب التفاعلي. الطور الثالث والأخير هو طور "الختام" الذي يتميّز "بإمكانية تذكّر الفقيد دون الشعور بمعاناة مفرطة مع استعادة الرغبة في الاهتمامات المعتادة" وفقاً لما كتبه فيليبان في الدورية الدولية للرعاية التلطيفية (InfoKara). إذا كانت هناك مراحل تشكّل الأطوار الكبرى المشتركة لهذه العملية فمن المفيد التذكير بأن طبيعة الصّلة بالفقيد وظروف وفاته وشخصيته تجعل الحداد تجربة فريدة. لكن على الرغم من هذا الطابع الفريد فإن بعض حالات الحداد تخرج عن دائرة الحداد "العادي" وهذا ما ينطبق مثلاً على ما يسمّى "الحداد المؤجل".

الحداد المؤجل إنكار مستمر

يقول المختص النفسي إيف فيليبان: "كي يبدأ الحداد لا بدّ من استيعاب واقعة الفقد الفعلي لهذا الشخص الذي نحبّه، والواقع النفسي الذي ينتج عنها مثل الشعور بالضيق والمعاناة"، وهذا هو صلب مشكلة الحداد المؤجّل. فإذا كانت مرحلة الإنكار عابرة في الحداد العادي، فإنها قد تطول في الحداد المؤجّل.

هناك عوامل عديدة تفسّر هذه الظاهرة. تشير المختصّة في إعادة التكيّف النفسي كيندرا شيري (Kendra Cherry) في تصريح لموقع فيري ويل مايند (VeryWellMind) إلى الطابع المباغت للوفاة لكنّها تثير أيضاً عوامل التوتّر ومشاغل الحياة اليومية والالتزامات المحتملة التي تجب إدارتها بعد الوفاة. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي عناصر أخرى مثل مشاعر التحسّر وبعض السّمات الشخصية وغياب الدعم الاجتماعي إلى تأجيل عملية الحداد.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي