9 خطوات عملية للتغلب على شعورك بالفشل

5 دقيقة
الفشل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: هل سبق ومررت بتجربة فشل في حياتك؟ الحقيقة إن الأشخاص كلهم فشلوا في مرحلة من مراحل حيواتهم المختلفة. وعلى الرغم من أن الفشل مصحوب بمجموعة من المشاعر المؤلمة مثل الشك الذاتي واليأس والحزن والغضب وانخفاض احترام الذات، فإنه ضروري من أجل التعلم وتحقيق النمو. ويمكن القول إن هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تغذي مشاعر الفشل المؤلمة مثل التوقعات غير الواقعية والرغبة في الكمال وتحقيق المثالية، إلى جانب مقارنة نفسك بالآخرين والحديث السلبي مع النفس والتفكير بطريقة "كل شيء أو لا شيء"، وحتى تتغلب على مشاعر الفشل، عليك تقبّل مشاعرك والسماح لها بالظهور، وتقييم أفكارك، والتخلص من المعتقدات الخاطئة عن الفشل، وكتابة نقاط قوتك وإنجازاتك، ووضع خطة من أجل المضي قدماً، وعدم السماح للفشل بتحديد هويتك أو رسم مسار مستقبلك.

دعوني أصدُقُكم القول: يُعد الفشل أمراً مخيفاً، سواء كان في العمل أو الحياة الشخصية، تخيل أنك تقضي ليالٍ طويلة بلا نوم في محاولات النجاح ثم تذهب جهودك سدىً. وقتها، ستحس مشاعر مؤلمة؛ ولكن دعني أكون صادقة مرة أخرى. على الرغم من أن مشاعر الفشل مخيفة ومؤلمة، فإن الجميع يفشلون في وقت من أوقات حيواتهم. وهذا لا يجعلهم أشخاصاً فاشلين؛ ولكن مجرد أفراد يرتكبون الأخطاء، وإليكم كيفية التغلب على الشعور بالفشل عبر هذا المقال.

كيف تبدو المشاعر المصاحبة لحالة الفشل؟

لكل شخص أفكاره المختلفة حول معنى الفشل، وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض المشاعر التي قد تطغى عليك حين تختبر الفشل؛ وهذه المشاعر هي:

  • الشك الذاتي.
  • اليأس.
  • انخفاض احترام الذات.
  • الخجل.
  • الحديث الذاتي السلبي.
  • التشاؤم.
  • الرغبة في الاستسلام.
  • الغضب.
  • الحزن.

اقرأ أيضاً: لماذا نخاف من الفشل؟

ما هي أهم العوامل التي تغذي مشاعر الفشل؟

هناك بعض الأشخاص الذين يمرون بتجارب الفشل، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم ينهضون مراراً وتكراراً، ويعودون أفضل من ذي قبل، وهناك أشخاص آخرون يواجهون الفشل مرة واحدة أو مرات معدودة، ثم يطورون خوفاً من الفشل، وربما يتوقفون عن المحاولة، وعادة ما يرجع ذلك الأمر إلى عدة أسباب؛ منها على سبيل المثال:

1. التوقعات غير الواقعية 

يعرّف العديد من الأشخاص الفشل على أنه عدم القدرة على تحقيق الأهداف التي حددوها لأنفسهم؛ ولذلك عندما تحدد توقعات غير واقعية وأهدافاً تتجاوز قدراتك، فستختبر مشاعر الفشل. ليس هذا فحسب؛ ولكنك أيضاً ستكون قاسياً على نفسك. على سبيل المثال؛ إذا كنت تهدف إلى جعل الجميع يحبونك، فستفشل لأن هذا الهدف غير واقعي.

2. مقارنة نفسك بالآخرين 

تؤثر مقارنة نفسك بالآخرين في قِيمك واحترامك لذاتك، وعادة ما تعزز وسائل التواصل الاجتماعي تلك المقارنة وتؤدي إلى تغذية مشاعر الفشل والشعور بالذنب؛ لكن تذكر دائماً أن الأشخاص يشاركون غالباً أفضل لحظاتهم.

3. الحديث السلبي مع النفس 

إذا كنت تنتقد نفسك باستمرار وتتحدث إلى ذاتك على نحو سلبي، فهذا سيجعل الأمور أسوأ مما هي عليه؛ لأنك غالباً سترى فشلك بصورة أكبر بكثير من صورته الواقعية.

4. السعي إلى الكمال 

إذا كنت شخصاً يسعى دوماً إلى الكمال، فهذا يعني أن مشروعاتك وخططك يجب أن تكون مثالية وخالية من العيوب والأخطاء، وتكمن مشكلة هذا السعي إلى الكمال في التركيز المفرط على الإخفاقات والانزلاق على نحو سهل إلى جلد النفس والشك الذاتي.

5. التفكير بطريقة "كل شيء أو لا شيء" 

عندما تنظر إلى مواقف الحياة جميعها بطريقة "كل شيء لا شيء"، فإن الخيارات الوحيدة المتاحة أمامك هي النجاح أو الفشل؛ لكن الواقع أحياناً يكون أعقد من ذلك بكثير. لهذا؛ فأنت تحتاج إلى التفكير في الاختيارات المتاحة جميعها، فحتى لو لم تنجح بعد، يمكن أن تكون في طريقك إلى النجاح ولا زلت تحرز تقدماً.

اقرأ أيضاً: هل أنت شخص يتطلع إلى الكمال في كل ما تفعل؟ احذر من الأضرار النفسية

9 نصائح عملية للتغلب على شعورك بالفشل

على الرغم من أن تجربة الفشل غالباً ما تكون غير مرغوب فيها، فإنها جزء طبيعي من رحلتك في الحياة؛ ولهذا لا تتجنب المواقف أو التجارب التي قد تؤدي إلى الفشل؛ ولكن غيّر نظرتك إليها، وذلك عبر اتباع النصائح التالية:

1. تقبّل مشاعرك 

كما ذكرنا مسبقاً؛ يأتي الفشل مصحوباً بمجموعة من المشاعر المؤلمة مثل خيبة الأمل والحزن والغضب واليأس. وعلى الرغم من أنك ستحاول قدر الإمكان الهروب من تلك المشاعر، فإن هذا التصرف ليس صحيحاً. ولهذا؛ تقبّل مشاعرك واسمح لها بالظهور، ثم أطلق عليها أسماءَها الصحيحة؛ فمثلاً قل لنفسك بصوت عالٍ: "أنا حزين" أو "أنا محبط" لأن التجربة لم تنجح، ولك تذكّر أن الفشل هو جزء من تجربة حياة كل شخص.

2. قيّم أفكارك 

توضح المختصة النفسية، سيرا لافيل (Sera Lavelle)، إن الأشخاص يمكنهم التغلب على مشاعر الفشل عبر إدراك حقيقة مهمة مفادها أن أفكارهم عن الفشل ليست حقائق؛ ولذلك عليك تقييم أفكارك ومحاولة معرفة إن كانت صحيحة أم لا. قد تتحدث إلى نفسك قائلاً: "أنا فاشل"؛ ولكن على الجانب الآخر، عليك تقييم هذه الفكرة عبر تفنيد الأدلة. ومع مرور الوقت، تؤكد لافيل إن هذه الفكرة سوف تتلاشى تدريجياً، وتوصي بالاحتفاظ بمذكرة أفكار من أجل كتابة المواقف التي جعلتك تشعر أنك فاشل. بعد ذلك، يمكنك البدء في تحدي تلك الأفكار عبر  إثبات نجاحاتك العديدة.

3. تخلّص من المعتقدات الخاطئة عن الفشل 

في الكثير من الأوقات، قد تطّور معتقدات غير صحيحة عن الفشل، وعادة ما تتطور لديك منذ مرحلة الطفولة؛ إذ تعتقد أن الفشل يعني أنك سيئ أو أنك لن تنجح أبداً، أو ربما تعتقد أن لا أحد سيحبك إذا فشلت، والحقيقة أن هذه المعتقدات غير صحيحة بالمرة، ويمكن أن تمنعك من خوض العديد من تجارب الحياة؛ ولهذا احرص على تحديد تلك المعتقدات، واعمل على التخلص منها لأنها يمكن أن تؤثر بشدة في أفكارك وسلوكك.

4. تأمل في تجربة فشلك واعتمد عقلية النمو

عند التفكير في الفشل، قد يكون من المفيد بالنسبة إليك أن تراه من منظور عقلية النمو وليس العقلية الثابتة؛ فالعقلية الثابتة هي عندما تعتقد أن مهاراتك لا يمكن تطويرها؛ ومن ثم لا يمكن تغييرها مهما فعلت. على سبيل المثال؛ "ما الفائدة من المحاولة إذا كنت سأفشل؟". على النقيض من ذلك، فإن عقلية النمو هي عندما تعتقد أن صفاتك ومهاراتك يمكن أن تتطور وتتحسن مع الوقت والخبرة. على سبيل المثال؛ أن تقول لنفسك: "من الجيد دائماً المحاولة، فالفشل هو الذي منحنى التعلم" وتذكر دائماً أن الفشل قد يكون تجربة مؤلمة ولكنك قد تنمو من إخفاقاتك وتجاربك الفاشلة.

5. كن متسامحاً مع نفسك 

عندما ترتكب الأخطاء أو تشعر أنك فشلت، سامح نفسك، وكن لطيفاً معها، وتأكد أن الجميع يرتكبون الأخطاء. إذا لم تستطع أن تسامح نفسك، تخيل أنك تتحدث إلى صديق مقرب أو أحد أفراد عائلتك. هل ستوبخه إذا مر بموقفك نفسه؟ أم إنك ستكون داعماً ومشجعاً له؟ وفي هذا السياق، يؤكد المختص النفسي أسامة الجامع إن التركيز على لوم الذات بعد المرور بتجربة فاشلة هو مضيعة للوقت، وعوضاً عن ذلك، ينصح بضرورة التركيز على 4 عناصر وهي:

  • ماذا تعلمت من هذا الفشل؟
  • كيف تستطيع تحسين أدائك؟
  • ما هي الطرائق التي اكتشفت أنها لا تصلح للوصول إلى النجاح؟
  • ما هي الطرائق التي اكتشفت أنها تصلح للوصول إلى النجاح؟

6. تحمّل مستوى المسؤولية المناسب 

من المهم أن تتحمل المستوى المناسب من المسؤولية عن فشلك؛ فتحمل الكثير من المسؤولية قد يجعلك تلوم نفسك دون داعٍ. وعلى الجانب الآخر، فإن إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف المؤسفة في فشلك سيمنعك من التعلم من التجربة.

7. ضع خطة للمضي قدماً 

بعد تحديد أخطائك والمجالات التي يمكن التعلم منها، ستكون مستعداً لوضع خطة للمضي قدماً. تذكر أن التفكير في مشكلاتك وتجارب فشلك باستمرار سيجعلك عالقاً؛ ولهذا توقف عن التفكير بطريقة "أنا فاشل"، وركز على الاستمرار في طريقك عبر تذكير نفسك بقول: "أنا قادر على المحاولة مرة أخرى". وفي هذه المرحلة، تذكر أن تضع لنفسك خطة وأهدافاً واقعية قابلة للتحقق.

8. اكتب نقاط قوتك وإنجازاتك 

من المؤكد أن هناك العديد من الأشياء التي تجيدها. حدد نقاط قوتك واكتبها من أجل تذكير نفسك بمدى قوتك، وإذا كنت تواجه مشكلة، فاسأل الأصدقاء والعائلة عما يعتقدون أنك تجيده. وبدلاً من إجبار نفسك على الالتزام بمعايير الآخرين، قارن بين ماضيك وحاضرك لترى مقدار ما أنجزته. على سبيل المثال؛ فكر مهنياً عندما بدأت عملك لأول مرة وما تعلمته منذ ذلك الحين، ومن المؤكد أنك ستجد أنك لست فاشلاً على الإطلاق.

9. لا تسمح للفشل أن  يحدد هويتك أو يرسم طريق مستقبلك 

يعتقد الكثير من الناس أن الفشل يحدد هوية كل منهم ومستقبله؛ ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق! الحقيقة هي أن الفشل لا يحدد هويتك؛ كلنا نفشل في جوانب مختلفة من الحياة مثل تجارب العمل، والحياة العاطفية، والحياة الاجتماعية، وأشياء أخرى؛ ولهذا أنت لست بحاجة إلى السماح لفشلك بتحديد هويتك.

المحتوى محمي