ملخص: يراود البعض أحياناً شعور بعدم الرغبة في العمل؛ وذلك نتيجة أسباب عديدة أهمها الإحساس بالتعب من جراء عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو الشعور بالاحتراق الوظيفي نتيجة العمل ساعات طويلة وتنفيذ الكثير من المهام. علاوة على ذلك، هناك عدم الرضا الوظيفي النابع أحياناً من العمل في وظيفة غير محببة للنفس، هذا إلى جانب مواجهة مشكلات في العمل تتجسد في صراعات مع الفريق أو المدراء. وحتى يتجاوز الفرد شعوره بعدم الرغبة في العمل، عليه أولاً معاملة نفسه بلطف وأن يعي أن التقلب بين المشاعر الإيجابية والسلبية أمر طبيعي، ثم ينتقل إلى تحديد السبب الذي يدفعه إلى تجنب الذهاب للعمل، ففي حال كان السبب الكسل أو الملل، عليه التحرك من مكانه وممارسة بعض التمارين الرياضية؛ أما إذا كان ذلك بسبب بيئة عمل سيئة فعليه البحث عن الحلول اللازمة لتغيير وضعه المهني. إلى جانب ذلك، سيكون من المفيد تغيير الروتين اليومي وتخصيص بعض الوقت للراحة، أو التخطيط لأخذ إجازة بهدف تجديد الطاقة.
محتويات المقال
هل استيقظت يوماً من النوم وشعرت بثقل العالم يجثم فوق صدرك ثم فكرت أنك لا تريد الذهاب إلى العمل اليوم؟ الحقيقة إن معظم الأشخاص مروا بهذه اللحظة من قبل؛ يرن المنبه صباحاً ليعلن عن موعد العمل ولكن أحدهم يستيقظ بتثاقل ويفكر في أنه يود الاستمرار في النوم، وأن آخر ما يرغب في فعله هو الذهاب إلى العمل. ويمكن القول إن هذا الشعور طبيعي، وغالباً ما ينبع من عدة أسباب مثل الإحساس بالتعب، أو الخوف من الفشل؛ ولكن ماذا تفعل إذا كنت لا تشعر بالرغبة في العمل اليوم؟ الإجابة من خلال هذا المقال.
ما هي الأسباب التي قد تجعلك لا ترغب في العمل؟
يمر الكثير من الأشخاص بلحظات لا يرغبون فيها بالذهاب إلى العمل؛ ولكن لو راودك هذا الشعور باستمرار فعليك التفكير في الأسباب الكامنة وراءه؛ ومن أهمها:
1. الإحساس بالتعب
تؤثر اضطرابات النوم تأثيراً مباشراً في قدرتك على التركيز واتخاذ القرارات؛ ولهذا إذا كنت متعباً بسبب عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم فقد تشعر أنك لا تريد الذهاب إلى العمل اليوم.
2. الشعور بالاحتراق الوظيفي
يمكن أن يؤدي حجم العمل الكبير أو ساعات العمل الطويلة أو الإجهاد الشديد إلى ظهور أعراض الاحتراق الوظيفي؛ الأمر الذي يسبب عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل.
3. عدم الرضا الوظيفي
إذا كنت لا تستمتع بأداء عملك اليومي، فقد تواجه صعوبة بالغة في التحرك من سريرك صباحاً من أجل الذهاب إلى العمل. ويمكن أن يحدث هذا الأمر إذا كنت لا تعمل بالوظيفة التي تريدها، أو لا تجد معنىً في العمل الذي تنجزه يومياً. وفي الكثير من الأوقات، قد لا تشعر بالرغبة في الذهاب إلى العمل إذا كنت راكداً في مكانك منذ سنوات دون حراك أو نمو وظيفي.
4. مواجهة مشكلات في العمل
إذا كان مديرك يضع على عاتقك توقعات غير واقعية، أو كنت على خلاف مع أحد زملائك، أو كان أسلوب عملك يختلف عن أسلوب أعضاء فريقك، فقد يؤدي ذلك إلى صراع في العمل قد لا ترغب في مواجهته؛ ما يفضي في النهاية إلى عدم رغبتك في الذهاب إلى العمل.
5. الخوف من الفشل
قد يؤدي الشعور بعدم كفاية قدراتك إلى تجنب التحديات والنقد في العمل؛ ولهذا قد لا ترغب في الذهاب إلى هناك خوفاً من أداء مهامك على نحو سيئ أو التعرض إلى النقد من المدير.
اقرأ أيضاً: دليلك الكامل للحفاظ على صحتك النفسية في العمل
6. الإحساس بالملل أو الكسل
يشعر الجميع بالملل أو الكسل من وقت لآخر، ويمكن القول إن الشعور بهذه الطريقة من حين لآخر أمر طبيعي؛ ولكن إذا انتابك هذا الشعور بانتظام فهذا يعني أنك لست في الوظيفة المناسبة لك.
7. الشعور بالاغتراب في بيئة العمل أو عدم التقدير
أحياناً قد تشعر بالإهمال أو العزلة في بيئة عملك الحالية؛ ما يجعل الذهاب إلى العمل يومياً أمراً شاقاً وصعباً للغاية، وأياً كان سبب إحساسك، فإن الشعور بعدم التقدير أو الاغتراب أمر محبط ويمكن أن يؤدي إلى الإحساس باللامبالاة.
ماذا تفعل إذا كنت لا تشعر بالرغبة في العمل اليوم؟
إذا كان يراودك شعور عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل كثيراً، فهناك بعض النصائح واستراتيجيات التأقلم التي بإمكانك الاستعانة بها؛ ومنها على سبيل المثال:
1. حدد سبب مشاعرك
اقضِ بعض الوقت بالتفكير في سبب عدم رغبتك في الذهاب إلى العمل؛ هل تشعر بهذه الطريقة كل يوم، أم اليوم فقط؟ هل لأنك متعب أو متوتر، أم إن السبب هو وظيفتك أو بيئة العمل؟ يمكن أن يساعدك تحديد سبب هذا الشعور على إجراء تغييرات في حياتك وتحسين وضعك.
2. تحرّك من مكانك
إذا كنت لا تشعر بالرغبة في الذهاب إلى العمل لمجرد أنك تحس بالملل أو الكسل، ففي هذه الحالة عليك النهوض فوراً من السرير ومحاولة التحرك. يمكن أن يساعدك الجري أو المشي السريع أو أي نوع آخر من أنواع التمارين الرياضية التي تستمتع بها وتساعدك على الشعور بالتحسن، وتعزيز مستويات طاقتك، وتسهيل التفكير والتركيز في العمل، إذا كنت متأخراً تستطيع ممارسة الرياضة في المنزل ثم أخذ حمام دافئ، أو المشي إلى العمل عبر طريق مختلفة.
اقرأ أيضاً: كيف تعزز المرونة في بيئة العمل المشاعر الإيجابية والإنجاز؟
3. قل لنفسك إنك ستعمل مدة 25 دقيقة فقط
إذا ذهبت إلى العمل ولم تشعر بالرغبة في البدء بتنفيذ المهام اليومية المطلوبة منك؛ اضبط المؤقت على هاتفك مدة 25 دقيقة، وتجاهل وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني واعمل فقط حتى يرن هاتفك. ابذل قصارى جهدك خلال هذا الوقت وحاول التركيز ولا تشتت نفسك. حين تنتهي مدة العمل، خذ استراحة مدتها 5 دقائق، ويمكن القول إن خطة العمل هذه يُطلق عليه اسم "تقنية بومودورو" (Pomodoro Technique).
4. غيّر روتينك اليومي
إذا داهمك الشعور بعدم الرغبة إلى العمل على نحو متكرر بسبب عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، حاول تغيير روتينك اليومي. على سبيل المثال؛ يمكنك النوم مبكراً كل ليلة حتى تتمكن من الاستيقاظ للعمل في الوقت المناسب، وإذا كنت ستشعر بمزيد من النشاط إذا تناولت وجبة إفطار صحية قبل أن تبدأ العمل يمكنك إعداد بعض الطعام أولاً، وتذكر أن روتينك اليومي يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياتك اليومية؛ لذا حاول تغييره حتى يناسب نمط حياتك.
5. خطط لقضاء إجازة
عادة ما تجسد الإجازة استراحة جيدة من العمل وذلك لأنها تسمح لك بالعودة منتعشاً ومتجدداً وقادراً على الإنتاجية. وعلى الرغم من أنك قد لا تتمكن من الذهاب في إجازة اليوم، يمكنك الحصول على إجازة في المستقبل القريب والبدء في التخطيط لها من اليوم؛ إذ سيمنحك هذا التخطيط شيئاً تتطلع إليه وسوف تكون قادراً على العمل من جديد.
6. عامل نفسك بلطف
إذا كنت تمر بأحد تلك الأيام التي لا تشعر فيها حقاً بالرغبة في العمل، فعامل نفسك بلطف، وافهم أن مشاعرك طبيعية أن تجاربك اليومية التي تمر بها هي جزء من كونك إنساناً؛ ولهذا تقبل مشاعرك الإيجابية والسلبية وامنح نفسك المساحة والوقت حتى تتحسن أمورك وتشعر أنك قادر على العمل مجدداً.
7. خصص وقتاً للراحة
لست مضطراً للعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع من أجل تحقيق النجاح في وظيفتك؛ يمكنك أن تخصص أوقاتاً للراحة وذلك من أجل تعزيز الكفاءة والتركيز. وفي هذا السياق، يوضح المختص النفسي، محمد القحطاني، إن الراحة مهمة للغاية من أجل التغلب على الإرهاق النفسي.
ويقّسم القحطاني الراحة إلى راحة جسدية تتمثل في الحصول على قسط كافٍ من النوم، وراحة عقلية تتجسد في الابتعاد عن الإفراط في التفكير، وراحة اجتماعية يمكن الحصول عليها عبر مقابلة الأشخاص الإيجابيين وتخصيص بعض الوقت لنفسك. علاوة على ذلك، هناك الراحة الإبداعية وهي تقدير الجمال من حولك مثل الاستمتاع بشروق الشمس وغروبها.