ملخص: الأفكار المتطفّلة والملحّة تراودنا باستمرار وقد تؤدّي إلى تشتيت انتباهنا وإضعاف تركيزنا. كلّما قاومناها ازدادت حدّة وإلحاحاً وربّما أدخلتنا في دورة سلبية يصعب الخروج منها. قد تكون هذه الأفكار المتطفّلة علامة على اضطراب نفسي، لكنّها تعبّر في الغالب عن ظاهرة طبيعية يجب التعامل معها بهدوء وحذر. يقدّم المقال التالي 5 تقنيات عملية تساعدنا على التعامل مع الأفكار المتطفّلة بفعالية بعيداً عن المقاومة التي لا جدوى منها.
هل لاحظت من قبل خلال لحظة حزن أو توتّر أو لحظة فرح أسوأ مخاوفك تتبلور في ذهنك؟ كلّنا سبق أن راودتنا أفكار غير مرغوب فيها، لكنّ بعضها يصعب التخلص منه وقد يخطر لنا بانتظام.
على الرغم من أنّ هذه الأفكار "المتطفّلة" تبدو ذات تأثير محدود فإنها قد تزيد مشاعر التوتر وتولّد نوعاً من الشعور بالذنب، وقد تؤدي على المدى البعيد إلى اضطراب حياتنا اليومية. لذا؛ من الضروري أن نتمكّن من كشفها كي ننجح في إدارتها.
ما هي الفكرة المتطفّلة وما مصدرها؟
تقول المختصّة النفسية أيانا أبرامز (Ayanna Abrams) في تصريح لموقع توداي (Today): "الأفكار المتطفّلة أفكار عفوية وغير مرغوب فيها وغالباً ما تكون مزعجة إلى حدّ ما، قد تكون عبارة عن ذكريات أو صور أو أفكار حول المستقبل أو حاجة طارئة، وتؤدي عموماً إلى شعور بالضّيق لحظات وجيزة على الأقلّ لأنها قد تكون مربكة ومزعجة". قد تظهر هذه الأفكار وتختفي بسرعة لكنها قد تستمر أحياناً مدة طويلة ساعاتٍ أو أيّاماً.
تظهر الأفكار المتطفّلة أيضاً في الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات الغذائية، ومتلازمة توتّر ما بعد الصدمة واضطرابات الوسواس القهري وفقاً لما كشفته المعالجة النفسية كريستينا كانوتو (Christina Canuto) في مقال لها على موقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy). وإذا كانت هذه الأفكار لا تستثني أحداً فإنها تكون أكثر كثافة وتكراراً واجتراراً لدى الأشخاص الذين يعانون بعض الاضطرابات.
كيف يمكن التعامل مع الأفكار المتطفّلة؟
لإدارة هذه الأفكار على نحو أفضل يمكن أن نستشير خبيراً في الصحة النفسية لاتّباع علاج ملائم، وبالإمكان أيضاً الاعتماد على بعض التقنيات التي تتيح لنا تعايشاً أفضل معها. لكن كريستينا كانوتو تحذّر قائلة:"من المهم الإشارة إلى أنّ الإفراط في بذل الجهد لإيقاف هذه الأفكار المتطفّلة أمر غير صحي، بل قد يؤدي ذلك أحياناً إلى إثارة الانتباه إليها وجعلها أكثر تكراراً وكثافة، لذا؛ تمثّل هذه الأساليب العلاجية أدوات لإدارة هذه الأفكار وقد تنجح أو تفشل في وقفها بمرور الوقت". من العلاجات الفعّالة التي تساعد على التعامل مع هذا النوع من الأفكار العلاج السلوكي المعرفي وعلاج التعرّض. علاوة على هذه العلاجات ثمة تقنيات وأساليب يمكن أن تساعدنا على تعايش أفضل مع هذه الأفكار:
- عدم مقاومة الأفكار المتطفّلة وفقاً لتوضيحات كريستينا كانوتو. والهدف من ذلك هو التعامل معها باعتبارها محايدة ولا تمثل أيّ تهديد بمرور الوقت.
- ممارسة اليقظة الذهنية: تنصحك أيانا أبرامز بما يلي: "استعدْ تركيزك وتذكّر ما هو واقعي وممكن". يمكنك من خلال التركيز على تنفّسك وجسدك والبيئة المحيطة بك أن تعود إلى الانغماس في اللحظة الحاضرة، وتنفصل عن أفكارك وتهتمّ بما هو ملموس بدلاً من الانشغال بها.
- التخيّل البصري: لإعطاء هذه الأفكار قيمتها الحقيقية باعتبارها مجرّد أفكار لا تمثّل سيناريوهات واقعية، تخيّل عقلك مثل سماء تمرّ بها غيوم تجسّد هذه الأفكار بحسب ما أورده موقع سايك سنترال (PsychCentral)، بعضها أبيض والبعض الآخر أسود وكلّها مشحونة بالصور السلبية لكنها تمرّ في النهاية.
- تفريغ الأفكار: ترى أيانا أبرامز أنّ المواظبة على كتابة المذكرات اليومية تسمح للفرد بالابتعاد عن أفكاره.
- إعادة توجيه الانتباه: ركّز على مهمّة ممتعة مثل هوايتك المفضّلة بدلاً من الانغلاق النفسي في دورة الأفكار المثيرة للقلق.
اقرأ أيضاً: