هل يمكن أن تكون الكوابيس جرس إنذار للإصابة بداء باركنسون؟

3 دقائق
داء باركنسون

تتعدد أسباب الكوابيس والأحلام المزعجة ما بين التعرّض لصدمات نفسية، والشعور بالتوتر، والغضب غير المنفَّس عنه، بالإضافة إلى الأحداث المنهكة نفسياً، وغيرها من الأسباب التي لا زالت قيد البحث.

لكن في حين قد تبدو تلك الكوابيس ناتجة عن ضغوط نفسية؛ إلا أنها قد تكون أيضاً علامة تحذيرية على الإصابة بالأمراض العقلية، كما هو الحال في داء باركنسون (Parkinson's Disease) أو الشلل الرعاش، كما أوضحت دراسة حديثة من "جامعة برمنغهام" (University of Birmingham) بالمملكة المتحدة، بحثت في العلاقة بين الكوابيس والأحلام المزعجة المتكررة وخطر الإصابة بالشلل الرعاش.

ما هو داء باركنسون؟ وما أعراضه؟

وفقاً للمعهد الوطني للشيخوخة، فداء باركنسون هو اضطراب في الدماغ يتسبب في حركات غير مقصودة أو خاضغة لسيطرة الإنسان؛ مثل الارتجاف وتصلّب العضلات وصعوبة التوازن.

عادةً ما تبدأ أعراض الشلل الرعاش تدريجياً، وتزداد سوءاً بمرور الوقت. فمع تقدم المرض، قد يواجه الفرد صعوبة في المشي والكلام، وقد تكون لديه أيضاً تغيرات عقلية وسلوكية، ومشاكل في النوم، وإرهاق، بالإضافة إلى صعوبات في التذكر.

هناك أربعة أعراض رئيسية لداء باركنسون؛ وهي:

  • ارتعاش في اليدين أو الذراعين أو الساقين أو الفك أو الرأس.
  • تصلب العضلات، حيث تظل متقلصة لفترة طويلة.
  • بطء الحركة.
  • اختلال التوازن؛ ما يؤدي أحياناً إلى السقوط.

قد تشمل الأعراض الأخرى:

  • الاكتئاب والتغيرات العاطفية الأخرى.
  • صعوبة في البلع والمضغ والتحدث.
  • اضطرابات المسالك البولية أو الإمساك.
  • مشاكل البشرة.

كذلك، فالتغيرات في الإدراك هي أحد أعراض داء باركنسون، فقد يعاني بعض المرضى من تغيرات في وظائفهم المعرفية؛ بما في ذلك اضطرابات في الذاكرة والانتباه والقدرة على التخطيط وإنجاز المهام.

اقرأ أيضاً: 7 طرق فعالة لمواجهة الآثار النفسية للأمراض المزمنة

هل الكوابيس مؤشر لخطر الإصابة بداء باركنسون؟

أظهرت الدراسة الحديثة المنشورة في إي كلينيكال مديسين (eClinicalMedicine)، أن معاناة كبار السن من الرجال ذوي 67 عاماً وأكثر، من أحلام مزعجة متكررة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بداء باركنسون في وقت لاحق بمقدار الضعف، مقارنةً بأولئك الذين لم يختبروا مثل تلك الأحلام.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "أبيديمي أوتايكو" (Abidemi Otaiku)، من مركز الجامعة لصحة الدماغ البشري، إنه على الرغم من أن تشخيص داء باركنسون مبكراً قد يكون مفيداً حقاً؛ إلا أن هناك القليل جداً من عوامل الخطر التي توصل إليها الباحثون، والعديد منها يتطلب إما اختبارات مستشفى باهظة الثمن أو غير محددة مثل اختبار الإصابة بمرض السكري.

جدير بالذكر أنه تمت الإشارة في دراسة سابقة من "جامعة كوين ماري في لندن" (Queen Mary University of London)، والتي أُجريت في عام 2021 ونُشرت بدورية "اضطرابات الحركة" (Movement Disorders) إلى احتمالية وجود علاقة مباشرة بين مرض السكري من النوع الثاني وزيادة خطر الإصابة بداء باركنسون بنسبة 21%، بالإضافة إلى سرعة تطوره.

الأحلام ترسل معلومات مهمة عن عمل دماغنا

استخدم الفريق البحثي بيانات من دراسة كبيرة من الولايات المتحدة الأميركية من "جامعة أوريغون للصحة والعلوم" (Oregon Health and Science University)، تحتوي على بيانات على مدى 12 عاماً من 3,818 رجلاً تبلغ أعمارهم 67 عاماً وأكثر، يعيشون بشكل مستقل ولم يكونوا يعانون من أعراض الشلل الرعاش.

في بداية الدراسة، أكمل الرجال مجموعة من الاستبيانات التي تضمّن أحدها سؤالاً عن نوعية النوم. وتمت متابعة المشاركين الذين أبلغوا عن أحلام مزعجة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع في نهاية الدراسة لمعرفة ما إذا كانوا أكثر عرضة للإصابة بداء باركنسون.

خلال فترة المتابعة، وجد الباحثون أن المشاركين الذين عانوا من أحلام مزعجة متكررة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لمثل تلك الأحلام. كما أن معظم تلك التشخيصات قد حدثت في السنوات الخمس الأولى من الدراسة.

تشير النتائج  أيضاً إلى أن كبار السن الذين سيتم تشخيصهم يوماً ما بداء باركنسون من المرجح أن يبدؤوا في اختبار الكوابيس قبل بضع سنوات من تطوير السمات المميزة للمرض؛ بما في ذلك الارتعاش والتصلُّب وبطء الحركة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر اقتناء الحيوانات الأليفة إيجاباً على الصحة؟

يضيف أوتايكو بأن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحث في هذا المجال، فتحديد مدى تكرار الأحلام المزعجة والكوابيس لدى الأفراد يمكن أن يساعد على التشخيص المبكر لداء باركنسون. كما تشير تلك الدراسة إلى أن الأفراد الذين يعانون من تغيرات في أحلامهم في سن أكبر - دون أي سبب واضح - يجب عليهم طلب المشورة الطبية للاطمئنان على صحتهم العقلية.

لذلك قد لا تكون الأحلام المزعجة دليلاً على الضغوط النفسية التي يمر بها الفرد فقط؛ بل مؤشراً لأمر أكثر خطورة؛ ما يستدعي الاهتمام بالأمر في حال أصبحت متكررة، واستشارة الطبيب.

المحتوى محمي