كيف يؤثر اقتناء الحيوانات الأليفة إيجاباً في الصحة؟

اقتناء الحيوانات الأليفة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تستشيرني صديقتي حول فكرة اقتناء قطة صغيرة، وأجيبها بقناعة تامة أن اقتناءها قد يمثِّل لها بعض الأعباء الإضافية بجانب عملها والتزاماتها الأخرى.

لكنها تبحث بلهفة عن نوع القطة التي ستقتنيها، والأدوات اللازمة للعناية بها، كما أنها اشترت بالفعل الحقيبة التي ستحملها بها عند اصطحابها خارج المنزل. أشعر بصديقتي تغمرها سعادة لم أعهدها من قبل، فأتراجع عن رأيي في إمكانية أن تكون القطة عبئاً إضافياً عليها، وأتساءل حول إمكانية أن يكون لاقتناء الحيوانات الأليفة تأثير إيجابي على الصحة النفسية.

تقليل التوتر وزيادة النشاط

وفقاً لجمعية القلب الأميركية (American Heart Association)؛ تتعدد فوائد اقتناء الحيوانات الأليفة في المراحل العمرية المختلفة، وكذلك السياقات المختلفة.

فعلى سبيل المثال؛ يمكن لتلك الحيوانات تقليل آثار التوتر والضغط الذهني الناتج عن العمل، بالإضافة إلى توفير الرفقة والدعم، وتحسين القدرة على إدارة القلق، والتخلص من الشعور بالوحدة.

علاوةً على ذلك، فيمكن أن تساعد الحيوانات الأليفة الفرد على أن يصبح أكثر نشاطاً باصطحابها للتنزه واستنشاق بعض الهواء النقي؛ ما يمكن أن يحسِّن من الحالة المزاجية والقدرة على النوم والصحة العقلية بشكل عام.

إدراة أفضل لمرض السكري

بالإضافة إلى الآثار النفسية الإيجابية المذكورة؛ يمكن أن يعزز اقتناء الحيوانات الأليفة الصحة الجسدية بطرق غير متوقَّعَة.

أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعتيّ ماساتشوستس وتكساس ساوثويسترن ميديكال سنتر بأميركا، أن العناية بالأسماك تساعد المراهقين المصابين بالسكري على إدارة مرضهم بشكل أفضل.

كان الغرض من الدراسة اختبار وتطوير تدخل سلوكي مبتَكَر لدى المراهقين المصابين بالسكري من النوع الأول، يتضمن رعاية منظَّمة للحيوان الأليف لتحسين التحكُّم في نسبة السكر في الدم.

خلال الدراسة؛ درس الباحثون إذا ما كان هناك ارتباط بين العناية بالأسماك وانضباط المشاركين بشأن فحص مستويات الغلوكوز لديهم.

تطلَّب الأمر من المراهقين العناية مرتين يومياً بالأسماك عن طريق التغذية وفحص مستويات المياه، وكذلك تغيير ماء الخزان كل أسبوع، وتتبع الباحثون مدى استمرار فحص هؤلاء المراهقين لنسبة الغلوكوز في الدم.

مقارنةً بالمراهقين الذين لم يتم إعطاؤهم أسماك لرعايتها؛ كان المراهقون الذين يحتفظون بالأسماك أكثر انضباطاً بشأن فحص مستويات الغلوكوز في الدم، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحتهم.

تعزيز الصحة العقلية لدى كبار السن

إذاً لا مجال للشك في الفوائد العديدة لاقتناء الحيوانات الأليفة على المراهقين والشباب، فماذا عن كبار السن؟ هل يمكن أن تكون للعناية بالحيوانات الأليفة آثار نفسية وعقلية إيجابية؟

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في 23 فبراير/شباط 2022 من الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، وجود ارتباط إيجابي بين اقتناء الحيوانات الأليفة على المدى الطويل، والتراجع الأبطأ في الإدراك والقدرات المعرفية بمرور الوقت.

أظهرت الدراسة أن امتلاك حيوان أليف؛ مثل كلب أو قطة، خاصة لمدة خمس سنوات أو أكثر، قد يكون مرتبطاً بالتراجع المعرفي البطيء لدى كبار السن.

تقول مؤلفة الدراسة؛ تيفاني برالي، الحاصلة على درجة الماجستير في الطب من المركز الطبي بجامعة ميشيغان في آن أربور وعضو الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب: “أشارت الدراسات السابقة إلى أن الارتباط بين الإنسان والحيوان قد تكون له فوائد صحية؛ مثل خفض ضغط الدم والتوتر. تشير نتائجنا إلى أن ملكية الحيوانات الأليفة قد تكون أيضاً وقائيةً ضد التدهور المعرفي“.

اقرأ أيضاً: “خرخرة القطط” قوة علاجية خفية، تعرف عليها

فوائد معرفية أكثر

نظرت الدراسة في البيانات المعرفية لـ 1,369 من كبار السن بمتوسط ​​عمر 65 عاماً، والذين كانت لديهم مهارات معرفية في مستوياتها الطبيعية في بداية الدراسة.

امتلك 53% من المشاركين حيوانات أليفة؛ 32% منهم امتلكوا تلك الحيوانات على المدى الطويل – خمس سنوات أو أكثر. من المشاركين في الدراسة، كان 88% من البيض، و7% من ذوي البشرة الداكنة، و 2% من أصل إسباني، و3% من أعراق أخرى.

في تلك الدراسة، خضع المشاركون لاختبارات معرفية متعددة؛ والتي استخدمها الباحثون لتطوير درجة معرفية مركَّبة لكل شخص، تتراوح من صفر إلى 27.

تضمنت النتيجة المركَّبة اختبارات شائعة للطرح والعد واسترجاع الكلمات. استخدم الباحثون بعد ذلك الدرجات المعرفية المركَّبة للمشاركين، وقدّروا الارتباط بين عدد سنوات امتلاك الحيوانات الأليفة والوظيفة الإدراكية.

وجد الباحثون أن انخفاض الدرجات المعرفية كان بمعدّل أبطأ لدى أصحاب الحيوانات الأليفة على المدى الطويل. كما كانت لديهم -في المتوسط- درجة معرفية مركبة أعلى بمقدار 1.2 نقطة في ست سنوات مقارنة بمالكي الحيوانات غير الأليفة.

تضيف برالي: “نظراً لأن الإجهاد يمكن أن يؤثر سلباً على الوظيفة الإدراكية، فإن التأثيرات المحتَمَلَة للتخفيف من الإجهاد لملكية الحيوانات الأليفة يمكن أن توفر سبباً معقولاً لنتائجنا. يمكن للحيوان المصاحب أيضاً زيادة النشاط البدني؛ ما قد يفيد الصحة الإدراكية”.

المحتوى محمي !!