أول 10 دقائق في يومك ترسم حياتك! إليك كيفية استثمارها

5 دقائق
أول 10 دقائق من يومك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

اسمح لي أن أوجه إليك سؤالاً: ما الذي تفعله عندما تفتح عينيك في كل صباح؟ للأسف مع تسارع إيقاع حياتنا أصبح الكثير منا يفتح عينيه على شاشة هاتفه الذكي ليتفقد الإشعارات ويسمع الرسائل الصوتية، أو يتجول على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي، وجميعها أنشطة تزيد التوتر بمعدل كبير؛ إذ تشعر بأنك ما زلت في الدقائق الأولى من اليوم ومع ذلك عليك الركض بأقصى سرعة لتواكب ما يحدث حولك، وهذا ببساطة يجعلك تتعثر في كل صباح ويعكر صفو مزاجك لتتحول أيامك إلى نسخ سيئة متكررة.

يشير إلى ذلك الباحث في علم النفس إسماعيل علوش مدخلي بتوضيحه أن من يصنع صباحه يصنع يومه، فالصباح من وجهة نظره ليس مجرد وقت عابر في اليوم إنما هو نقطة انطلاق، فكل دقيقة فيه تبني أو تهدم الحالة المزاجية والإنتاجية وتؤثر في الصحة النفسية.

لذا يرشدنا إلى أن نبدأ يومنا بالتعمق في ذواتنا عن طريق الصلاة أو ممارسة التأمل، إلى جانب تدوين الأفكار والقراءة، لكن ما هو السر الذي تحمله الدقائق الأولى من يومنا؟ وكيف ننجح في استثمارها؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا.

لماذا تعد أول 10 دقائق من يومك هي الأهم؟

حسناً، حتى نفهم القصة من جذورها سنذهب إلى تحليل عمل الدماغ لنجد أن الفترة الفاصلة بين الاستيقاظ واليقظة الكاملة تكون أدمغتنا خلالها شديدة التأثر، الأمر أشبه بإسفنجة نقية تمتص كل شيء يصادفها، لذا إذا قمت بتشريبها أفكاراً وأحاسيس سلبية فما تشربته سيتسرب إلى وعيك ويعرقل يومك بأكمله، أي إن هوسك برسائل البريد الإلكتروني واطلاعك على عناوين الأخبار ودخولك لمنصات التواصل الاجتماعي، جميعها ممارسات ستوترك وتجعلك منهمكاً في المقارنات وتصيبك بالتشتت الذهني.

وعلى العكس من ذلك، إذا قضيت الدقائق العشر الأولى من يومك في ممارسات صحية هادئة، ستجد أن قدرتك على إدارة يومك قد زادت، إلى جانب أن مشاعرك غالباً ستكون إيجابية حتى لو تعرضت لأحداث سلبية.

لذلك فإن القوة التي تملكها الدقائق العشر الأولى من يومنا ربما تفك الغموض في أن بقية اليوم عادة ما تكون بدرجة من السوء مقاربة للحظات الأولى من يومنا في حال كانت سيئة، الأمر ليس تخميناً بقدر ما هو واقع علينا العمل جيداً من أجل معالجته.

اقرأ أيضاً: لماذا يداهمك النوم في ساعات الصباح؟ وكيف تعالج هذه المشكلة؟

6 إرشادات فعالة تحول أول 10 دقائق من يومك إلى محفز للنجاح

ثمة ممارسات بسيطة يمكنها أن تجعلك تمسك بزمام بداية يومك، وفي حال التزمت بها ستجد أن حالتك المزاجية أصبحت أكثر اتزاناً، ومن ثم ستكون قادراً على التميز وتحقيق النجاحات، ومنها:

  1. راقب ما تمرره إلى دماغك في الدقائق الأولى من يومك، هل هو امتنان أو تأمل؟ أم تصفح للهاتف الذكي ولحظات توتر؟ ببساطة فكر بعمق: هل تستقبل يومك بأريحية أم بضغط نفسي؟ وحتى تتمكن من تهيئة جو إيجابي، حاول أن تشتري منبهاً تضعه بجوارك على السرير لتنفصل عن هاتفك الذكي، واصنع منطقة عازلة تختلي فيها بذهنك وتسترخي قبل بداية اليوم.
  2. اكتب قائمة من الأفعال الإيجابية التي تمارسها في كل صباح؛ مثل أن تذهب إلى الحمام وتنظر إلى المرآة وتقول لنفسك عبارات تحفيزية، ثم تغسل أسنانك وتقضي بعض الوقت في ترتيب غرفتك وإدخال أشعة الشمس إليها، المجال مفتوح لما يناسبك وتحبه.
  3. جرب ممارسة التنفس العميق في الدقائق الأولى من يومك، واحرص على أن تكون حاضراً في اللحظة الحالية دون الذهاب إلى الماضي أو المستقبل.
  4. اطرح على نفسك سؤالاً يدفعك إلى الأمام في يومك، مثل: ما الذي يمكنني فعله اليوم لأكون أفضل؟ أو هل هناك خطوات يجب علي اتخاذها لتجنب تكرار أخطاء الأمس؟
  5. ضع لنفسك أهدافاً بسيطة تحققها في يومك، حتى لو كانت مكالمة دافئة لوالدتك، أو لقاء بصديق قديم، أو نزهة إلى مكان تحبه؛ هذا سيجعلك تحظى بمزاج إيجابي.
  6. حاول أن تتحرك تدريجياً وقاوم الرغبة في البقاء على السرير، يمكنك مثلاً المشي في غرفتك أو الوقوف قرب النافذة أو في الشرفة، المهم أن تصنع نقطة بداية لنشاطك تحفز إفراز الهرمونات التي تزيد تركيزك ويقظتك.

اقرأ أيضاً: لماذا يشتد الاكتئاب في الصباح؟ وكيف نتغلب عليه؟

المحتوى محمي