احترامك بين زملاء العمل يبدأ بالتوقف عن هذه الأفعال

8 دقائق
احترامك بين زملاء العمل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

يعد الاحترام ركيزة أساسية في بيئة العمل المهنية، وأحد أهم الأسس التي تحدد مكانتك من زملائك ومديرك، لكن هل تعلم أنك قد تفقد هذا الاحترام دون أن تدرك ذلك؟ إذ إن ثمة تصرفات وأفعالاً قد تقوم بها على نحو متواصل ومتتال، تجعلك تظهر بمظهر سلبي، ومن ثم تفقدك الاحترام في العمل، ومن خلال هذا المقال، سنستعرض معاً أبرز الأفعال التي يجب عليك التوقف عنها إذا أردت أن تحظى بالاحترام في مكان عملك، وتكسب ثقة زملائك، وتحافظ على صورتك المهنية، وذلك لأن الاحترام لا يمنح مجاناً، بل هو نتاج سلوكيات وأفعال يومية.

1. تولي مهام الآخرين في العمل

هل أنت من الموظفين الذين يتطوعون دائماً عند الحاجة إلى مهام إضافية؟ هل تسهر إلى وقت متأخر لتتولى مهام الآخرين؟ الحقيقة أن تطوعك لمساعدة زملائك يعد أمراً رائعاً، ولكن حين يزيد فوق حده فإنه يقلل احترامك في العمل إلى حد كبير، وعندما تتولى باستمرار مهام عمل لا تخصك، فإنك ترسل رسالة مفادها أن وقتك أقل قيمة من وقت الآخرين.

ومع مرور الوقت، يبدأ زملاؤك في رؤيتك الموظف الذي يقبل دوماً بالمهام غير المرغوب فيها، بدلاً من أن ينظروا إليك باعتبارك شخصاً يستحق احترام خبرته، لهذا ضع حدوداً صارمة والتزم بها، وعند تلقي عمل إضافي، احرص على أن يكون رفضك واضحاً ومباشراًَ، وفي الوقت نفسه لطيفاً. على سبيل المثال، إذا طلب منك زميلك أن تؤدي مهمة خاصة به يمكنك أن ترد قائلاً "أنا ممتن لثقتك في عملي، ولكن لا، هذا غير ممكن".

اقرأ أيضاً: احترام الذات: أسباب تدنيه ونصائح لتعزيزه

2. الشك الدائم في الذات 

يمكن تعريف الشك الذاتي على أنه حالة من عدم اليقين بشأن قدراتك ومهاراتك في العمل، وعادة ما يؤدي هذا الشك إلى فقدان الثقة بالنفس، وإعاقة نجاحك في العمل، وغالباً ما تنتقل مشاعر الشك الذاتي إلى الآخرين؛ فحين يرى زملاؤك عدم ثقتك في نفسك، سوف يجدون صعوبة في الثقة بك، ولن يحترموك. وحتى تتخلص من هذا الشك، تقبل مشاعرك ثم مارس التعاطف مع الذات، وركز بشدة على إنجازاتك في العمل وحاول تتبعها باستمرار، بالإضافة إلى ذلك، تبن عقلية النمو، واحرص دوماً على التعلم المستمر. وحتى لو كنت حالياً تواجه بعض الصعاب في أثناء تأدية عملك، يمكنك دوماً البدء بتطوير نفسك.

3. النميمة ونشر الإشاعات 

على الرغم من أنها تبدو للوهلة الأولى وسيلة للتواصل مع زملائك في العمل، فإنها تؤدي في النهاية إلى الصراع بين الزملاء، وفقدان الثقة. وغالباً ما تبدأ نميمة مكان العمل ببراءة ودون نية واضحة لإيذاء أحد؛ فقد تتحدث عن زميلك في العمل في أثناء استراحة الغداء ثم ينضم إليك آخرون، وسرعان ما تنتشر الإشاعات وأنصاف الحقائق، ويصبح تأثير النميمة أكثر ضرراً حيث ينتشر العداء وتصبح بيئة العمل سامة، وفي الحالات القصوى قد يضطر زميلك الذي تحدثت عنه إلى الاستقالة.

لهذا حاول قدر الإمكان عدم التحدث عن الآخرين من ورائهم، ولا تشارك في جلسات النميمة، ولا تستمع إليها. إذا كنت تود الحصول على بعض المعلومات، اسأل مديرك في العمل، أو الموظف المختص، وتواصل مع زملائك بفعالية وصدق، وحاول قدر الإمكان عدم التحدث في العمل عن أمور حياتك الشخصية.

4. السلبية والشكوى المستمرة 

يشرح الطبيب النفسي، مؤيد السالم، أن المشاعر السلبية، مثل الحزن أو القلق، هي نتيجة لطريقة تفكير خاطئة، ويضيف أن الحدث ليس هو السبب المباشر للمشاعر السلبية، ولكن نمط التفكير هو السبب، ومن ثم، إذا كنت تشتكي من مهام عملك طوال الوقت وبطريقة مستمرة، فأنت بذلك شخص سلبي، لا تحب عملك، ولا منصبك ولا مديرك في العمل، والحقيقة أن الزملاء قد يستمعون إليك مرة بعد أخرى، ولكن في النهاية، سوف يبتعدون عنك ويضعون حدوداً بينك وبينهم، ومن ثم سوف تخسر احترامهم لك، لهذا يجب أن تتعامل مع هذا الموقف.

على سبيل المثال، جرب تغيير مفرداتك في أثناء العمل، وبدلاً من أن تقول إنك غير قادر على إنجاز مهمة بعينها، قل سوف أحاول مرة أخرى. وعلى الجانب الآخر، ابحث عن حلول للمشاكل التي تواجهك عوضاً عن الشكوى المستمرة؛ إذا كنت تواجه ضغوطاً في العمل تحدث إلى المدير، وإذا كانت هناك بعض التحديات في المنزل اطلب إجازة وحاول التعامل معها.

اقرأ أيضاً: ما هي عقلية التفكير الإيجابي؟ وكيف ترسخها في حياتك اليومية؟

5. الاعتذار المتكرر 

الاعتذار في مكان العمل مهم لأنه يساعد على بناء الثقة، ويقلل التوتر والقلق، ويحسن التواصل بين الزملاء، وقد يؤدي عدم الاعتذار إلى توتر العلاقات، وترك انطباعات خاطئة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاعتذار المتكرر يؤثر بالسلب في ثقتك بنفسك، ويقلل احترامك بين زملائك، وذلك لأنه يجعلك تبدو غير متأكد من حقك في الحضور. على سبيل المثال، عندما تعتذر عن تفاعلات العمل العادية، فأنت تبلغ الآخرين أن وجودك يسبب إزعاجاً، علاوة على ذلك، فحين تعتذر كثيراً أنت تضعف حضورك وآراءك ومهاراتك في العمل.

ولهذا توقف عن الاعتذار المتكرر. على سبيل المثال، راقب الموقف أولاً بعناية، وتخيل مشاعر الطرف الآخر، هل يبدو لك الموقف سيئاً، إذا لم يكن كذلك لا تعتذر، وعلى الجانب الآخر، إذا أخطأت عليك الاعتذار وتحمل مسؤولية أفعالك، ولكن باتزان ودون مبالغة.

6. إخفاء إنجازاتك 

ماذا تفعل حين يشيد أحدهم بأدائك في العمل؟ هل تتقبل الإشادة أم تخبره أنك لم تفعل شيئاً سوى أن الحظ كان حليفك، إذا كنت تتصرف بهذه الطريقة فأنت تلجأ إلى إخفاء إنجازاتك حتى تظهر الشخص المتواضع، ولكن الحقيقة أن هذا ليس تواضعاً، ولن يجعلك التصرف وفقاً لهذه الطريقة محبوباً بين زملائك، ولكن عوضاً عن ذلك سوف يعتادون على التقليل من قيمة علمك، تماماً كما تفعل أنت مع نفسك، ومع مرور الوقت سوف يتوقفون عن احترامك.

لهذا عليك أن تعلم جيداً أن زملاءك لا يقرؤون الأفكار، لهذا تحدث عن إنجازاتك، لأنك إذا لم تفعل، لن يعرف الآخرون قيمة إسهاماتك في العمل، وفي المرة القادمة حين يشيد المدير بعملك أخبره قائلاً "شكراً جزيلاً، لقد بذلت مجهوداً كبيراً من أجل إنجاز المهمة، وأنا سعيد لأنها نالت إعجابك".

اقرأ أيضاً: وهم الإنجاز: تعرف إلى أضرار المقاطع التحفيزية وكيفية تجنبها

7. تجنب المحادثات الصعبة

ماذا تفعل حين تواجهك مشكلة كبرى في العمل؟ هل تصرخ في زملائك؟ أم أنت من الموظفين الذين يرسلون رسائل بريد إلكتروني سلبية عدوانية بدلاً من معالجة المشكلات مباشرة؟ هل تشتكي للجميع باستثناء الموظف الذي يستطيع حل المشكلة بالفعل؟ الحقيقة أن تجنب المحادثات الصعبة، والتهرب من النقاش الضروري سوف يزيد شعورك بالقلق والتوتر، ويجعل الآخرين لا يأخذونك على محمل الجد، ولا يحترمونك، وذلك لأنك لا تعبر عن رأيك ولا تقرر حل مشكلاتك.

لذلك، عند توقع محادثة صعبة، حاول الانخراط فيها بأسرع ما يمكن بدلاً من تجنبها، حاول أولاً تحديد أهدافك منها، ثم ضع الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها، وحافظ على انفتاح ذهنك في أثناء المحادثة بهدف التوصل إلى حل، وتجنب ترك النقاش ينزلق إلى حوار غير مثمر، وخلال حديثك عن وجهة نظرك، كن واثقاً من نفسك ولا تقلل شأنها.

المحتوى محمي