ملخص: تعبٌ كُلُّها الحياة؛ لكنّها لا تخلو من بعض المُتع والملذات البسيطة التي يمكن أن تغمر القلب بنشوة الفرح والسعادة. ومع أن هذه المتع المتناهية الصغر تملأ أيامنا فإننا نادراً ما ننتبه إليها بوعي ويقظة كاملين. كيف يمكن أن نغتنم إذاً هذه اللحظات الممتعة في حياتنا اليومية؟ وما السبيل إلى التعامل معها بوعي كامل؟ وما فوائد المتع المتناهية الصغر؟ يعرّف المقال التالي هذه النوعية من المتع ويقدّم أمثلة دالّة عليها.
محتويات المقال
عندما نتحدث عن مظاهر السعادة البسيطة في الحياة اليومية، فإننا نقصد تلك اللحظات اليومية الممتعة مثل تأمل منظر غروب الشمس، أو اقتناء الورود أو الاستماع إلى المقاطع الموسيقية المفضّلة. من المهمّ أن نعرف كيف نستمتع بهذه المتع المتناهية الصغر التي تتيحها لنا الحياة شرط أن نقبل الانتباه إليها.
يتعلّق الأمر في الحقيقة بتبنّي المنظور الذي يرى ضرورة جرد متع الحياة العادية البسيطة التي تمنحنا الراحة والفرح، والإكثار منها لتعزيز الشعور بالرضا.
المتع المتناهية الصغر تحدّ من التوتر وتعزّز الوعي الكامل
المتع اليومية المتناهية الصغر لها تأثير هائل في صحتنا النفسية وقدرتنا على الشعور بالسكينة والفرح. لا تسمح لنا هذه المتع بالتركيز على النصف الممتلئ من الكأس فحسب؛ بل تتيح لنا أيضاً الانغماس الكامل في اللحظة الحاضرة واغتنام ما تمنحه لنا من فرح. تقول المدرّبة المختصّة في مهارات الحياة، أبارنا سانتانام (Aparna Santhanam)، في تصريح لموقع هاربرز بازار (Harpers’Bazar): "يدرك علماء النفس منذ زمن طويل أن قوة الفرح تكمن في الأشياء البسيطة أو ما نسمّيه اليوم المتع المتناهية الصغر، تعزّز هذه المتع إفراز هرمون الإندورفين وتضبط توازن هرمونات السعادة وتُشعرنا بالرضا والبهجة في أثناء الاستمتاع بها، لحظة بعد لحظة".
إذا قبلنا الانتباه إليها فإن هذه المتع تساعدنا على تعزيز الوعي بالحياة وما تمنحه لنا من نِعم، وتعيننا على استشعار عواطفنا بسهولة. إن الوعي بالفرح الذي نستمدّه من متعة معينة أو حدث غير مهمّ في نظر البعض، يمكّننا من استعادة مستوى عالٍ من الصبر وتقبّل فكرة الاستمتاع بالراحة، علاوة أن اغتنام هذه المتع بوعي كامل يتيح لنا الحدّ من مستوى التوتّر، ومن ثمّ تقليل احتمالية التعرّض إلى اضطرابات الحالة المزاجية.
كم عدد المتع المتناهية الصغر التي نحتاج إليها في اليوم؟
هناك معادلة بسيطة بل سحرية: يحتاج الفرد إلى اغتنام 5 متع متناهية الصغر مقابل عاطفة سلبية واحدة في اليوم. تقول العالمة وكبيرة المحاضرين في مركز علوم الصحة الإيجابية في الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا (RCSI) يولانتا بورك (Jolanta Burke) في مقال لها بموقع ذا كنفرسيشن (The Conversation): "يقترح بعض الدراسات رقما سحريا: 5 عواطف إيجابية مقابل عاطفة سلبية واحدة لتعزيز الصحة النفسية، هذا يعني أنّك تحتاج مقابل أيّ عاطفة سلبية تشعر بها خلال اليوم؛ مثل الحزن أو الغضب أو الإحباط، إلى 5 عواطف إيجابية مثل الشعور بالفرح أو الأمل أو التفاؤل لخلق التوازن والتمتّع بحياة سعيدة".
كيف تجد متعاً متناهية الصغر في حياتك اليومية؟
هناك متع متناهية الصغر في حياة كل منا لكنّنا لا ننتبه إليها. منها على سبيل المثال ابتسامة الزميل في العمل أو فنجان القهوة الساخن بعد الاستيقاظ من النوم، أو ضحكة الرضيع أو الاتصال الذي نتلقّاه من صديق إلى غير ذلك. يكفي أن تتأمل قليلاً أحداث يومك وستدرك تلك اللحظات التي كان بإمكانك أن تستمتع خلالها بالبهجة والفرح. من السهل إذاً أن تغيّر منظورك وتتعلّم كيفية الاستمتاع بالمتع المتناهية الصغر بوعي كامل.
لمساعدة نفسك على ذلك، استعن بمذكرة تدوّن فيها على مدار بضعة أيام هذه اللحظات البسيطة الممتعة كي تتمكّن من تعزيز وعيك بها. يمكنك أيضاً أن تضيف بعض المتع المتناهية الصغر إلى روتينك اليومي من خلال السماح لنفسك أحياناً بالحصول على ملذات بسيطة؛ مثل تناول قطعة شوكولاتة لذيذة أوممارسة أنشطة مسليّة مثل الاستماع إلى 3 دقائق من الموسيقا المفضلة قبل استئناف العمل مع فنجان قهوة، أو قراءة فصل من كتاب مريح أو آسر في الطريق إلى المنزل إلى غير ذلك من المقترحات. فكلّما حاولت إضافة متع متناهية الصغر إلى روتينك اليومي ستكتشف المزيد منها وستشعر بسعادة أكبر.
اقرأ أيضاً: