هل يجب أن تستيقظ باكراً في الصباح حتى تشعر بالسعادة؟

الاستيقاظ مبكراً
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: هل أنت كائن نهاري أم ليلي؟ هل تفضل الاستيقاظ مبكراً أم قضاء نهارك نائماً؟ إجابة هذين السؤالين تعتمد على معرفة نمط نومك الزمني وفقاً للمختصين. لكنّ المؤكد أن توقيت الاستيقاظ يؤثر في مدى شعورك بالسعادة. فما التوقيت المناسب لتعزيز هذا الشعور وزيادة الرفاهية؟ إليك الإجابة في هذا المقال.

عندما يحل فصل الشتاء والبرد الشديد، تتزايد رغبتنا في البقاء تحت البطانية طوال اليوم. هذا المقال، يحلل التفسيرات التي يقدمها عالم مختص في الأعصاب حول العلاقة بين الشعور بالسعادة واختيار توقيت النوم.

هل أنت كائن نهاري أم ليلي؟

يُقال إن المستقبل بيد الذين يستيقظون مبكراً لكن هذه المقولة ظهرت في القرن 19 عندما كان انتشار الكهرباء محدوداً، لتؤكد أن الذين يستيقظون مع شروق الشمس يمتلكون وقتاً أكثر للاستمتاع باليوم أكثر من الآخرين. فما رأي العلم في ذلك؟

ثمة أسطورة أخرى شائعة حول نجاح الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً توحي بأنهم يسيطرون على حيواتهم ويتميزون بقدرة إنتاجية استثنائية؛ كما تقترن عادة الاستيقاظ مبكراً بالقادة البارزين في العالم.

وفقاً لعالم الأعصاب كريستيان جاريت (Christian Jarret) في مقال له بموقع ساينس فوكس (Science Focus)؛ فإن علم نفس أنماط النوم الزمنية الذي يدرس مدى ميل الأفراد إلى الصباح أو الليل، يؤكد صحة تلك الصور النمطية! لكن جاريت ينبه إلى مسألة دقيقة وهي أن الساعة البيولوجية هي التي تحدّد إن كنّا من الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً أو يتأخرون في ذلك؛ لكنّ هذه الساعة تتأثر بعوامل عدة.

يوضح كريستيان جاريت في مقاله بموقع ساينس فوكس أن 60% من البشر يمزجون بين سلوكيّ الاستيقاظ المبكر والمتأخر. علاوة على ذلك، يبدو أن هناك فرقاً بين النساء الأكثر نشاطاً في الصباح والرجال الذين يكونون أكثر نشاطاً في المساء. وتتعلق هذه النتائج طبعاً بالبالغين وليس المراهقين الذين يحبون جميعاً النوم كثيراً وفقاً لما هو معروف.

من المهم أيضاً أن نلاحظ أن هذه الاتجاهات الطبيعية يمكن أن تتطور وتتغير في أيّ وقت على الرغم من الاستعدادات الوراثية القبلية. على سبيل المثال؛ هذه حال الكثير من البالغين الذين يتخلصون من عادة الاستيقاظ المتأخر عندما يصبحون آباء أو أمهات ويتّبعون روتيناً جديداً بعد فترة من الزمن على الأقل.

هل السعادة بيد الذين يستيقظون مبكراً حقاً؟

حللت عدة دراسات العلاقة بين السعادة والاستيقاظ المبكر وسلطت الضوء عليها، فأجرت دراسة ألمانية على سبيل المثال تحليلاً لمدى رضا الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً؛ حيث أشار هؤلاء إلى أنهم أكثر رضا عن حيواتهم من الأشخاص الذين يميلون إلى الاستيقاظ المتأخر. كما أنهم كانوا أقل عرضة إلى مشكلات النوم والصحة النفسية مثل الاكتئاب والإدمان.

أثبت فريق من الباحثين في جامعة ووريك الإنجليزية أن النمط الزمني للنوم مرتبط بنمط الشخصية، فالأشخاص الذين يستيقظون في الصباح يتحلون عادة بروح المسؤولية والتنظيم والانضباط؛ بينما يتميز الأشخاص الذين يسهرون ليلاً بالحيوية والانفتاح.

لكن الأهم في الواقع هو جودة النوم ومدته وليس توقيت الاستيقاظ. يعاني الأشخاص الذين ينامون متأخرين من نقص النوم لأنهم يُضطرون للاستيقاظ في وقت مبكر للعمل. الأهم إذاً هو جودة النوم. وقد يؤدي نقصه إلى إضعاف الصحة الجسدية والنفسية كثيراً، ويمكن أن يكون التعب سبباً في العديد من المشكلات مثل البوليميا (الشّره المرضي العصبي) والتوتر العصبي أيضاً.

لذا؛ يجب تغيير إيقاع النوم بالخلود إليه والاستيقاظ منه في وقت مبكر لأن ذلك يعزز قدرات السيطرة على العواطف ويمنح شعوراً أكبر بالرفاهية وفقاً للعلماء. وإذا كنت تعاني اضطرابات النوم، فإن أفضل علاج هو تحليل هذه المشكلات مع مختصّ لإيجاد حلول تعزّز رفاهيتك.