كيف تتعامل مع قلقك وفقاً لشخصيتك؟

أنواع القلق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: نُصاب جميعاً بالقلق؛ لكن مسبباته وطريقة إدارته تختلف باختلاف شخصياتنا. وفيما يلي، تعرّفنا مختصة نفسية إلى أنواع القلق الخمسة بحسب الشخصية، وتقدّم لنا نصائحَ للتعامل مع كلٍ منها.

كما تختلف شخصيات البشر؛ تختلف الطريقة التي يتفاعلون بها عاطفياً مع الضغوط والصدمات والأحداث المفاجئة، فما قد يثير مشاعر شخص ما قد يكون تأثيره محدوداً في آخر. ومن ثم؛ تختلف الطريقة التي يتعامل بها كل منا مع قلقه. وفي هذا الخصوص، وضعت عالمة النفس المختصة في الرفاهة العاطفية وقضايا الصحة النفسية، المؤلفة آمبر تروبلود (Amber Trueblood)، قائمة أوضحت فيها أنواع القلق الرئيسة لدى 5 شخصيات نموذجية.

كتبت المختصة في مقالها المنشور في الدورية العلمية سايكولوجي توداي (Psychology Today): “ما يهدئ الجهاز العصبي المركزي لدى شخص يمكن أن يضاعف قلق آخر”. على سبيل المثال؛ قد أُصاب بالإرهاق وتُستنزَف طاقتي حينما أقضي يوماً كاملاً في ترتيب المنزل وتوضيبه في حين أن هذا النشاط قد يعزز طاقة شخص آخر ويمنحه الرضا عن المهمة التي أنجزها. ومن ثم؛ ينبغي للمرء تحديد محفزاته العاطفية ليتمكن من إدارة قلقه على نحو أفضل. وفيما يلي، توضح لنا المختصة أنواع القلق الخمسة تبعاً للشخصية، وأفضل طرائق التعامل مع أنواع القلق المختلفة.

ما أنواع القلق حسب نمط الشخصية؟

1. قلق الشخص المحب

تحتل الروابط العميقة والمتينة أهمية كبرى بالنسبة إلى الشخص المحب، ويتأزم عاطفياً إذا شعر أن أحباءه أو أصدقاءه لا يبادلونه المودة أو لا يريدون قضاء الوقت معه، ويمثل التجاهل أو تفويت المناسبات التي تهمه محفزاً عاطفياً كبيراً له، ناهيك بأنه يشعر بالأمان والسلام حينما يكون بالقرب ممَّن تعلَّق بهم. تقول عالمة النفس آمبر تروبلود: “حينما يكون متوتراً ومرهقاً، يحتاج الشخص المحب إلى قضاء الوقت مع أحبائه ليحصل على الحب والاهتمام”.

  • نصيحة المختصة النفسية: اخرج في نزهة على الأقدام مع شخص تحبه أو اقضِ رفقته وقتاً في أحضان الطبيعة، فهذا سيخفف قلقك ويريح جهازك العصبي.

2. قلق الشخص المنقذ

يتسم صاحب هذه الشخصية بأنه تعلَّم في سن مبكرة كيف ينقذ نفسه من المواقف الصعبة، وغالباً ما يحمل على عاتقه مسؤولية إنقاذ الآخرين وحمايتهم؛ ومن ثم فإن راحته تكمن في وجوده ضمن بيئة تتسم بالفوضى، ذلك أنه تعلَّم بمرور الوقت كيف يتعامل مع المواقف المعقَّدة والصعبة؛ في حين أن الأوضاع الهادئة والمستقرة تثير قلقه، فهو لا يعرف كيف يتخلى عن حذره ويستمتع بالحياة. ولذلك؛ ليست الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء ما يحتاج إليه لينعم بالهدوء!

  • نصيحة المختصة النفسية: “بدلاً من قراءة كتاب أو الاستحمام، فإن على أصحاب هذه الشخصية ممارسة نشاط محفز ومهدئ في الوقت ذاته” نصيحة المختصة النفسية: “ابتكر تحديات صحية لمواجهتها مثل المشاركة في ماراثون أو عرض مسرحي أو حفل موسيقي؛ إذ يمكن لذلك أن يخلّصك من توترك.

3. قلق الشخص القائد

يتميز هذا الشخص بأنه أهل للثقة ويمكن الاعتماد عليه، وهو يستمد راحته من السيطرة على بيئته ومستقبله، وعلى الرغم من ذلك فإن ثمة عواقبَ لتولي المسؤولية على الدوام، فمن المرهق أن يعتمد عليك الآخرون باستمرار لتسيير أمور حياتهم لأن السعي إلى إسعاد الجميع والحفاظ على أمن الآخرين وصحتهم مهمة لا تنتهي. وتقول المختصة: “الشخص الذي يعاني هذا النمط من أنواع القلق هو عادةً أكثر مَن يتحمل المسؤولية ضمن أفراد عائلته، وعليه أن يعيد استكشاف ما يسعده ويسمح لنفسه بارتكاب الأخطاء”.

  • نصيحة المختصة النفسية: خصّص لنفسك وقتاً كافياً تمارس فيه نشاطاً إبداعياً وممتعاً بغرض إسعاد نفسك فقط؛ مثل الرسم أو الغناء أو الرقص، فهذه الأنشطة ستسمح لك بالاسترخاء والتحرر من العبء الثقيل الذي تفرضه المسؤوليات عليك.

4. قلق الشخص الحالم

غالباً ما يكون التركيز على التفاصيل المملة للحياة اليومية أمراً مُحبطاً ومُرهقاً بالنسبة إلى الشخص الحالم ذي الأفق الواسع، فهو بحاجة إلى الإلهام وينبغي له أن يستمده من أقرانه؛ إذ إن تلقي الدعم ممن يشابهونه بالفكر وتفهّمهم له يمنحه الهدوء ويُمدّه بالطاقة.

  • نصيحة المختصة النفسية: رافق الأشخاص الذين يشبهونك وتعلم منهم، ولا يشترط أن تراهم شخصياً؛ إذ يمكنك التعرف إليهم من مقاطع الفيديو أو الكتب مثلاً.

5. قلق الشخص النشيط

يحتاج الشخص النشيط إلى التقدير والاحترام، سواء أنجز مهمة صغيرة أو كبيرة، ناهيك بأن المهام الروتينية مثل التنظيف والطبخ تصيبه بالإحباط وترهقه، وأنه يحتاج إلى ممارسة عمل يحبه. وتقول المختصة: “على الرغم من أنه يستمتع بأداء أعمال مختلفة فإنه يصب جهده على الأهداف المهمة، وفي الحقيقة، يزدهر هذا النوع من الأشخاص حينما يحرز تقدماً ويتلقى الاحترام والتقدير على عمله”.

  • نصيحة المختصة النفسية: خصص 20 دقيقة من وقتك يومياً لممارسة نشاط يثير شغفك فهذا سيمنح معنى لأيامك ويثير حماسك ويزيل القلق من نفسك.

حينما تحدد أيّ أنواع القلق هو نمطك، ستتمكن من إدارته على نحو أفضل، وتقول آمبر تروبلود: “إذا حددت طريقة تفكيرك ستتمكن من صنع فارق كبير في رفاهتك العامة؛ إذ سيتحسن نومك، وستعمل بكفاءة أكبر، وستشعر حتى أنك أقرب إلى عائلتك وأصدقائك”.

اقرأ أيضاً: 7 طرق فعّالة لتكسر دائرة القلق المفرَغة التي تستنزفك.