ما أضرار كبت العواطف؟ خبيرة من هارفارد تجيب

2 دقيقة
كبت العواطف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: كبت العواطف يحدث في كثير من الأحيان لا شعورياً باعتباره آلية من الآليات الدفاعية التي يوظفها الإنسان تلقائياً. لكنّ التعوّد على كبت العواطف وتحويله إلى ممارسة راسخة ليس في مصلحة الفرد أبداً نظراً إلى أضراره النفسية البالغة. وفقاً لخبيرة نفسية من جامعة هارفارد؛ ثمة أسباب عديدة تؤكد ضرورة التوقف عن هذه العادة، وممارسة سلوكيات بديلة. تعرّف إليها من خلال المقال التالي.

كبت العواطف آلية دفاعية شائعة، وقد يصبح أحياناً معوّقاً يمنعنا من التمتع بصحة نفسية جيدة. لذا فإنّ تغيير طريقة تفاعلنا مع عواطفنا يمكن أن يحسّن على نحو ملحوظ جودة حيواتنا.

في هذا السياق، أبرزت خرّيجة جامعة هارفارد والمختصّة في الطبّ النفسي السريري وعلاج القلق والاكتئاب والصدمات سابرينا رومانوف (Sabrina Romanoff) في مقال نشرته مجلة فوربس (Forbes) أهمية تقبّل العواطف بدلاً من كبتها.

الانفصال آلية دفاعية

نستخدم سلوك الانفصال أحياناً وسيلةً دفاعية عند الشعور بالتوتر أو التعرّض إلى الصدمات القوية. قد تكون هذه العملية القائمة على فكّ الارتباط بعواطف الذات والمحيط مفيدة على المدى القصير، لكنّها قد تصبح مضّرة عندما تتحوّل إلى عادة.

على الرغم من أنّ هذا الانفصال يمكن أن يمنح الفرد راحة مؤقتة، فإنّه قد يحرمه من المعلومة الثمينة التي يمكن أن تنقلها إليه عواطفه وفقاً لسابرينا رومانوف.

ما الفوائد التي تمنحنا إياها العواطف؟

بدلاً من النظر إلى عواطفك باعتبارها عدوة لك من الضروري أن تتعامل معها باعتبارها مؤشرات دالّة، فهي تخبرك بحالتك النفسية واحتياجاتك. فالتعبير العاطفي الذي يختلف عن الاستجابة العاطفية البسيطة يشمل كشف الاحتياجات الضمنية التي تنطوي عليها عواطفنا، ومن ثمّ يساعدنا على تحقيق التغيير البنّاء.

كما تمنحنا هذه العواطف فوائد محدّدة: تسمح لنا عاطفة الحزن مثلاً بالتحرّر والاسترخاء، وتتيح لنا عاطفة الخوف الانتباه إلى غرائزنا وحدسنا، بينما تمكّننا عاطفة الغضب من إعادة رسم الحدود التي انتهكها الآخرون. كما أن تقبّل العواطف واستكشافها بدلاً من التهرّب منها هو الذي يسمح لنا بتوظيف طاقاتها في تحسين وعينا بذواتنا وتفاعلنا مع الآخرين.

كيف تتوقف عن كبت عواطفك؟

إنّ إدراك الأوقات التي يحدث فيها الانفصال والعواطف التي تسبقه يمكن أن يساعد على كسر دورة التجنّب. لذا؛ تحثّ سابرينا رومانوف مرضاها على استكشاف عملياتهم العاطفية الشخصية، والتعايش معها تعايشاً كاملاً لاكتساب بعض الرؤى الشخصية.

كما يمكن أن تساعدنا بعض تمارين اليقظة الذهنية الكاملة والتأمل والتنفس على إعادة الارتباط بالذات والانغماس في اللحظة الحاضرة. فالوعي الكامل بالعواطف الشخصية يمكّن الفرد من التعامل معها على نحو أفضل دون تركها تسيطر على حياته.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي