هل طالت عزوبيتك؟ إليك 7 أسباب تفسر لك حالتك

6 دقيقة
أسباب العزوبية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ما الذي يبقيك عازباً حتّى الآن؟ هذا السؤال يتردّد باستمرار على الأشخاص الذين لم يتمكّنوا بعد من بناء علاقة زوجية. ولعلّ الإجابة عنه تبدو محيّرة لهم قبل غيرهم. فأسباب العزوبة قائمة طويلة قد تشمل عوامل ذاتية أو موضوعية، نفسية أو اجتماعية إلى غير ذلك. لكن هناك 7 أسباب أساسية غالباً ما نجدها لدى الأشخاص الذين ظلّوا خارج القفص الذهبي. تعرّف إلى هذه الأسباب في المقال التالي.

قد تكون من ملايين الأشخاص الذين لم يجدوا توأم الروح بعد. لكن ماذا لو كان سبب تأخرك في الخروج من قفص العزوبة هو أنت نفسك؟ في هذا المقال تقدّم المحلّلة النفسية صوفي كادالين (Sophie Cadalen) وجهة نظرها وتحدّد 7 أسباب أساسية قد تقف وراء عزوبتك، وتقترح بعض الحلول للتغلّب عليها.

1. الخوف

هذا هو السبب الأساسي الذي يمنعنا من البحث عن شريك الحياة وفقاً للمحلّلة النفسية صوفي كادالين: "يمكن أن تكون هذه المخاوف عن وعي أو دونه، قد نكتشف في أنفسنا خوفاً من الهجر على سبيل المثال، أو خوفاً من سيطرة الآخر، وقد يتعلق الأمر أيضاً بقلق لا شعوري مثل القلق من فقدان السيطرة أو تراجع الحضور الشخصي وهو ما يشبه نوعاً من الموت الوهمي".

الخوف عاطفة ضرورية تضمن لنا السلامة من خلال حمايتنا من الأخطار الحقيقية أو الوهمية لكنّها قد تكبّل طموحاتنا. ألا يجب أن نعمل على ترشيد هذا الخوف إذاً؟ "من العبث أن يقاوم المرء مخاوفه أو ينكرها، الوقوع في الحب أو بناء علاقة زوجية ليس غاية في حد ذاته، بل هو بداية مغامرة لا تخلو من المخاطر لأننا قد نفقد خلالها ثوابتنا وهدوءنا وهوياتنا، وقد نتعرّض إلى الإزعاج لأننا نصبح اثنين".

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: ممّ أخاف؟ ماذا تعني لي هذه المخاوف؟ كيف يمكنني التغلّب عليها حالياً؟ إذا وقعتُ في الحبّ ابتداء من الغد، فما الذي سيتغير عملياً في حياتي؟ هل تفوق رغبتي في الارتباط مخاوفي؟ كيف يمكنني الإصغاء إلى هذه الرغبة واتّباعها؟

2. المنع الذاتي

هناك معوّق آخر أمام الحبّ لا يمكن تجاهله. إنه معوّق المعتقدات والقناعات التي انتقلت إلينا في الغالب من الوالدين وترسّخت بمرور الوقت بسبب تجاربنا في الحياة. "هذه المعتقدات كثيرة وراسخة في الوقت نفسه، من بينها مثلاً الاعتقاد أنّ المرأة يجب أن تكون حذرة دائماً في علاقاتها، وأنّ الرجل يجب ألّا يُظهر حسّه العاطفي بداً، وقد يبدو الوقوع في الحب والتعبير عنه انتهاكاً لهذه المعتقدات السائدة".

ومن ثمّ فقد نمنع أنفسنا من العلاقات الزوجية في إطار الولاء للوالدين أو الوفاء للصورة التي نحملها عن الذات والآخر والحبّ، أو حرصاً على هذه الثوابت كلّها. "من الصعب أن نكسر السلسلة المتوارثة وفقاً للتعبير المستخدم في التحليل النفسي، لكنّ الأصعب هو أن نحترمها ونقدّرها، هذا ما ينطبق مثلاً على الأطفال الذين نشؤوا في رعاية والدين مثاليين، عندما يكبرون وهم يعتقدون أنهم لن يستطيعوا أبداً إعادة إنتاج النمط الأسري المثالي الذي نشؤوا فيه، فإنهم لا يكلّفون أنفسهم عناء المحاولة".

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: ما الرسائل التي تلقّيتُها من الوالدين خلال مرحلة الطفولة؟ ما هي "المحظورات" الضمنية التي أمتنع عنها اليوم؟ ما مصدر الأوامر التي تدفعني إلى أن أكون حذراً أو رزيناً أو مثالياً؟ ما الفائدة منها في الوقت الحاضر؟

3. التمزّق والحيرة

لا تأتي هذه الأوامر من الوالدين فقط. "فالمجتمع برمّته يبعث إلينا رسائل متناقضة، فهو يقدّر من جهة مزايا مثل الاستقلالية والحرية والاعتماد على النفس من خلال الإشادة بصورة المرأة الشجاعة أو الرجل المكتفي بذاته، ومن جهة أخرى يقدّم الصورة التقليدية للزواج باعتباره الدواء الشّافي والأفق الحقيقي والوحيد".

في ظل هذه الرسائل المتناقضة: هل يجب على الفرد أن يبدو استثنائياً ويظل أعزب مع احتمالية اتهامه بالأنانية وقسوة القلب أم يجب عليه أن يستجيب إلى المعايير العامة ويؤسس علاقة زوجية على غرار الآخرين؟ من المرجّح أنه سيصاب بالحيرة أو التمزّق على الأقلّ بين هاتين الرغبتين، بل قد يشكّ في تطلّعاته الشخصية الأكثر رسوخاً.

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: هل أرغب في الحبّ بدلاً من بناء علاقة زوجية؟ ما السبب في ذلك؟ من هما الزوجان (أو أكثر) اللّذان يمثّلان مصدر إلهام وإعجاب وتحفيز لي؟

رسم صورة مثالية متخيّلة عن شريكك المنتظر أسرع وسيلة للفشل في بناء العلاقات.

4. الشروط والمعايير الصعبة

تحتلّ المطالب والشروط التي نضعها حيزاً مهماً في سلسلة عقبات التخلّص من العزوبة. وقد تزايدت هذه المطالب كثيراً مع التحوّلات التي شهدها المجتمع (لم يعد هناك ما يجبرنا على الارتباط) وتنامي فرص الإرتباط عبر الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية (هناك دائماً فرصة للعثور على شريك أفضل).

ومع ذلك تحرص صوفي كادالين على توضيح هذا الواقع بدقة: "عادة ما نلوم الأشخاص العازبين على شروطهم الصعبة، لكنّ هناك فرقاً كبيراً بين أن تكون متطلّباً لذاتك، كأن ترغب في أن يضحكك شريكك أو يُشعرك بالارتياح أو تتشارك مشاعرك وأنشطتك معه على سبيل المثال، وأن تكون متطلّباً تّجاهه، كأن تشترط ضرورة أن يكون وسيماً وطويل القامة وغنياً وذكياً".

إن أسرع وسيلة للفشل في بناء العلاقات هي أن تحدّد مسبقاً قائمة القيم التي لا يمكنك التنازل عنها، أو ترسم صورة مثالية متخيّلة عن شريكك المنتظر قصد العثور على أفضل نسخة ممكنة منها. و"إذا كان من حقّنا جميعاً أن نضع شروطاً ومعايير صعبة، فمن الأفضل أن نفعل ذلك في إطار رؤية بناءة بدلاً من تبنّي رؤية مقيّدة".

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: ما هي أذواقي وتطلعاتي واختياراتي المفضلة؟ ما هي شروطي القليلة التي لا يمكنني التنازل عنها؟ هل استخدمتُ هذه الشروط حتّى الآن للتهرّب من بعض العلاقات الممكنة؟ هل ندمت على ذلك؟

5. انتظار الكثير من الآخر

"يخبرني بعض مرضاي أحياناً أنهم يبحثون عن توأم الروح أو النصف الآخر، نحن ننتظر الكثير من الآخر على الرغم من أنه ليس مسؤولاً عن إصلاح أخطائنا أو منحنا القيمة التي نحتاج إليها". فسحر العلاقة هو الذي سيمنحنا شعوراً بالارتياح والثقة بالنفس، وليس فقط سحر الشخص الذي نرتبط به. لكن ليس من حقّنا أن نشترط ذلك ونحن لم نبدأ بعد."فمن المستبعد أن تنجح هذه العلاقة، وإذا كنت غير واثق من جاذبيتك فلا شك أنك ستُفشل هذه العلاقة حتّى إن كان الطرف الآخر يرغب فيك". وقد تُفشلها فعلاً دون وعي فقط لتؤكّد مخاوفك.

"ومع ذلك فإنني لا أؤمن بالفكرة النمطية أو الشرط الصعب الذي مفاده أنّ عليك أن تحب نفسك كي تحظى بالحبّ في المقابل، لأنّ الثقة بالنفس والآخرين مسألة نكتسبها في أيّ سنّ، كما أن الشك يسمح لنا باستكشاف الذات ومعرفتها أكثر، ويتيح لنا إمكانية التكيّف وانتزاع استقلاليتنا الشخصية".

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: كيف يمكنني تحسين معرفتي بذاتي والإصغاء إليها وتقبّلها؟ ما هي مواطن ضعفي؟ ما هي الموارد التي تساعدني على علاجها؟

6. المبالغة في البحث

إذا أردت أن تجد شريك حياتك يجب أولاً أن تبحث عنه. "ومع ذلك فإنّ البحث عن قصد وبذل الجهد في ذلك يعقّد هذه المهمة بل يجعلها مصدر معاناة، فقد نقضي وقتنا في حصد خيبات الأمل والإحباط إذا لم نقابل هذا الشخص الذي نتلهّف إليه". وهذا هو السبب الذي يجعلنا نشتكي باستمرار من عدم "العثور على الشريك".

"لكنّ هذا غير صحيح، أو مجرّد انطباع على الأقل، فالهوس بالشريك المناسب الذي سيأتي ليغيّر حياتنا بالكامل يلهينا عن الانتباه إلى الأشخاص الآخرين الذين نقابلهم في حياتنا اليومية". كأنّ من حولنا من الأصدقاء والزملاء لا أهمية لهم في حياتنا، علماً أنّ علاقاتنا كلّها تعزّز شخصياتنا وتثريها وتجعلنا أكثر إقبالاً على الحياة، بينما يحرمنا تقديس علاقات الحبّ وحدها من السعادة والمرونة النفسية.

"علاوة على ذلك لست متأكدة أنّ الحبّ من أول نظرة ضروري، الحبّ ليس بديهياً دائماً، ونحن نخطئ عادة عندما نعتقد أنّ علاقاتنا الأخرى قد تؤخّر قصّة الحبّ الكبير التي ننتظرها". كما ننسى أن الكثير من قصص الحبّ ولدت في أجواء علاقات الصداقة أو في أجواء الشكّ أو التوتّر.

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: ما الدافع الذي يحفزني على بناء علاقات مع الآخرين عموماً؟ ما الذي يروقني في شخصياتهم؟ ما الذي أحبّ مشاركته معهم؟ كيف يسهمون في إثراء شخصيتي؟

7. الشعور بالذنب

في نهاية بحثك الطويل تأتي دائماً تلك اللحظة المزعجة التي تتهم فيها نفسك قائلاً: "أنا سبب عزوبيتي". عندما تتعب من العلاقات العابرة تنتقد نفسك بسبب هذا الفراغ الهائل الذي تعيش فيه. "الشعور بالذنب مؤلم، لكنّه ينطوي على فائدة إضافية لأنّه وسيلة الحفاظ على السيطرة والتحكّم في الموقف الذي ينفلت من بين أيدينا ويسبب لنا المعاناة، إنه طريقة لتخفيف الشعور بالقلق". وإذا كان تحمّل المسؤولية في الصعوبات التي تواجهك أمراً بنّاءً دائماً، فإنّ إلقاء اللوم على نفسك في انتكاساتك العاطفية كلّها أمر مضرّ وله نتائج عكسية.

"من الأفضل أن تتقبّل الواقع و"تتخلّى عن السيطرة" غلى الرغم من أنني لا أحبّ كثيراً هذه العبارة التي تنطوي على معنى الأمر والإلزام، التخلص من وهم السيطرة يسمح لك بالانفتاح على المفاجآت والجوانب المجهولة وغير المتوقعة في شخصيتك ولدى الآخرين وفي تجربة الحبّ أيضاً".

الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك: ما الجوانب التي أتحمّل مسؤوليتها في مشكلة عزوبتي؟ ما الجوانب التي لستُ مسؤولاً عنها؟ ما الذي يمكنني تغييره؟ ما الجوانب التي تعتمد على الآخر والظروف وتطورات الحياة نفسها؟ كيف يمكنني أن أثق فيما تتيحه لي من فرص؟

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي