ملخص: فيما يلي، تُطلعنا المتحدثة ومدربة المدراء والشركات، سيسيل فلورا لوفيفر (Cécile-Flora Lefevre)، على أداة الإنياغرام لتحليل الشخصيات.
فيما يلي، تُطلعنا المتحدثة ومدربة المدراء والشركات، سيسيل فلورا لوفيفر (Cécile-Flora Lefevre)، على أداة الإنياغرام لتحليل الشخصيات.
ما هي أداة الإنياغرام؟
إن مصطلح "الإنياغرام" (Enneagram) مأخوذ من الكلمتين اليونانيتين "إنيا" (Ennea) وتعني رقم 9 و"غراموس" (Grammos) التي تعني "نمط"، وتُراد به الأنماط التسعة الأساسية للشخصية التي يضم كل منها السمات المميزة للفرد: دوافعه ومخاوفه ومعتقداته وأنماط تفكيره.
وعلى الرغم من أن المصطلح قد يبدو سهل الفهم، فإن استخدام أداة الإنياغرام ينطوي على شيء من التعقيد، فهي لا تعرض السلوكيات النموذجية فحسب؛ بل إنها قبل كل شيء أداة دقيقة لتطوير الذات أو شبكة لتحليل سلوكيات الآخرين. وبمعنىً آخر: يمكن اعتبار أداة الإنياغرام طريقة لمعرفة الذات والآخرين.
ولمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، أجرينا مقابلة مع مدربة رواد الأعمال والمتحدثة في مجال الأعمال والمتخصصة في التدريب على استخدام أداة الإنياغرام لتحليل الشخصيات، سيسيل فلورا لوفيفر. تعبّر المختصة عن ميلها إلى هذه الأداة وإعجابها بها قائلة: "ينقسم كل تصنيف من تصنيفات الشخصية التسعة إلى 3 أنواع فرعية؛ ومن ثم يكون لدينا 27 نمطاً. وتتجلى قوة الأداة في أنها تتيح فهم الاختلافات بين الأفراد الذين يندرجون تحت التصنيف ذاته فهماً كاملاً؛ إذ إنها تأخذ بالاعتبار طيف السمات الواسع لكل شخصية. تخيل مثلاً أن الأم تيريزا وفلاديمير بوتين، يرتديان القبعة ذاتها حتى لو أظهرت سيرة كل منهما أن سلوكياتهما متمايزة".
لحظة، يرتديان قبعة؟
نعم، فقد "ألبست" سيسيل فلورا كل نمط من أنماط الشخصية التسعة قبعة بلون مختلف لتوضح المفهوم بطريقة تعليمية وممتعة في الوقت ذاته، وحتى أنها بنفسها ترتدي القبعة السابعة، البرتقالية اللون، ولا عجب في ذلك، فهي مفعمة بالحيوية ومتفائلة وتحتفظ في داخلها بجزء من طفولتها وتنظر إلى مواقف الحياة نظرة إيجابية، ناهيك بأنها تحب المزاح والفكاهة والخفة؛ وهي أبرز سمات أصحاب القبعة البرتقالية.
فأنتِ إذاً إيجابية بالمطلق؟
"ليس تماماً، فلكل إنسان جانب مشرق وآخر مظلم. تشير القبعة البرتقالية أيضاً إلى السعي نحو المثالية وعدم قبول المواقف كما هي دائماً، وإلى كبت المشاعر السلبية. وباختصار، فإن تصنيف الإنياغرام معقد كما البشر، والهدف منه هو الإحاطة بهذه الملامح الداخلية كلها بغية فهمها وتحسين العلاقة مع الذات".
كيف تستخدم الإنياغرام لتحسين حياتك؟
تساعدنا أداة الإنياغرام على التحرر من أفعالنا التي لا نتقبلها. وتقول سيسيل فلورا لوفيفر: "يسلط تصنيف الإنياغرام الضوء على ما هو موجود بالفعل؛ أي الدوافع وراء السلوك، ولا يدّعي أنه يتوقعها، فهو يفسّر الأفعال ويقترح اتخاذ مسارات جديدة في المستقبل مستنداً إلى فكرة أن بإمكان الإنسان دائماً تغيير نفسه".
أفضل طريقة لنتحرر من التلقائية والعادات المؤذية هي معرفة الدوافع وراء أفعالنا، وتؤكد المختصة في التدريب أهمية التفاعل والحيوية، فتقنع المتدربين بالتحدث وبضرورة سرد تجاربهم وفق تصنيف الشخصية الذي يندرجون تحته أمام الجميع وبكل صراحة، فالانفتاح على الآخرين أمر أساسي إذا أردنا إعادة النظر في علاقتنا معهم. على سبيل المثال؛ يمتلك أحد أحبائي صفة إضافية لا أمتلكها. ينطوي تصنيف الإنياغرام على بعض التناقضات، وتقول المختصة: "نحن جميعاً أجزاء مكملة للأحجية ذاتها، ومن المستحسن أن يجد كل منا مكانه الصحيح؛ إذ يشعر الكثيرون وكأنهم أزهار في حقل من الأشواك"!
تساعد سيسيل فلورا لوفيفر الأفراد على معرفة ذواتهم، ومن خلال خبرتها في مجال الموارد البشرية، فإنها تساعد الشركات أيضاً على تعزيز التماسك بين أعضاء فرقها، بالتعاون مع شريكها المتخصص مثلها في البرمجة اللغوية العصبية ومشكلات التواصل، ويعطي اكتشاف أنماط الشخصية في هذا السياق أيضاً نتائج رائعة.
لقد كشفت لها خبرتها في الشركات التي تمتد إلى 15 عاماً عن حاجة الجميع إلى معرفة أنفسهم، وفي الوقت نفسه، ضرورة اتباع أساليب إدارة مختلفة تبعاً للشخصيات، وتقول المختصة: "تنبغي لنا إعادة النظر في النواحي كلها: تقييم نقاط القوة لدى كل موظف تقييماً أفضل، وقبل كل شيء، التوقف عن النظر إلى منصب المدير بوصفه حجر الأساس، ومن المحبذ أن نعمل على تطوير الكفاءات العرضية لدى الناس".
أخيراً، تقول سيسيل فلورا لوفيفر إن القصص التي توضح الحياة في الشركة والتي تهدف إلى حث الموظف على التفكير في معنى وجوده والتحدث عنه علناً، تأتي بنتائج طيبة. وباستخدام طريقة الإنياغرام، نتجاوز الشخصيات ونسلّط الضوء على أهمية تماسك الفريق، وأهمية المجموعة ومعناها، بعفوية تعزز الإبداع والتواصل.
اقرأ أيضاً: طموح أم مثالي أم متحدٍ: ما نوع شخصيتك؟