نعيد أحياناً النظر في اختياراتنا المتعلقة بعلاقات الصداقة، وقد نتساءل: هل نحن محاطون فعلاً بالأشخاص المناسبين؟ وكيف يمكننا بناء علاقات جديدة أكثر متانة؟
محتويات المقال
لماذا عليك اختيار أصدقائك بعناية؟
اختيار أفضل الأصدقاء عملية مهمة لراحتنا النفسية وازدهارنا الشخصي، فتوازننا النفسي يرتكز على قدرتنا على الارتباط بالأشخاص المناسبين. وبمرور السنوات، يفرض بعض الأصدقاء أنفسهم بوصفهم ضروريين لتوازننا؛ بينما تنهار صداقات أخرى. والصداقة مكون أساسي في العلاقات الشخصية لكن العديد من الناس لا يخصص الوقت الكافي للعناية بعلاقاته مع الآخرين. ونظراً إلى قلة الوقت والطاقة تأتي الحياة الأسرية حتماً في المقام الأول. ومع ذلك، فإن عثورك على أصدقاء مناسبين أو حفاظك على العلاقة بهم قد يكون عاملاً أساسياً في العناية بصحتك النفسية.
دراسة حديثة: الوحدة في ازدياد
كشفت دراسة أجراها مكتب إحصاءات العمل الأميركي (Bureau of Labor Statistics) سنة 2021 غياب الصداقات المتينة لدى معظم الأميركيين؛ إذ يقضي معظمهم نحو ساعتين و45 دقيقة في الأسبوع على أقصى تقدير مع أصدقائهم؛ وهو معدل يعكس انخفاضاً بنسبة 50% مقارنة بالمعدّل المسجل في بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة. وقد أشار الصحافيون في سياق تحليل هذه البيانات إلى حدوث "ركود حقيقي في الصداقات". فما هو سرّ بناء علاقات الصداقة والحفاظ على أصدقاء مخلصين؟ إليك إذاً 5 معايير ونصائح يجب أن تتّبعها.
اقرأ أيضاً: 5 طرق فعالة لحل خلافات الأصدقاء في الرحلات الجماعية
ارتبط بأصدقاء لهم اهتمامات مثل اهتماماتك
صحيح أن الصداقة مسألة ارتباط بالأساس؛ لكن ضمان استمراريتها يتحقق عندما تحرص على اختيار أصدقاء يتشاركون معك بعض اهتماماتك. هذا في الواقع هو العنصر الأساسي الذي يسهل الحفاظ على علاقة الصداقة. يتيح تشارك الأنشطة والهوايات مع الأصدقاء خلق ذكريات مشتركة وضمان اللقاءات المنتظمة دون بذل الجهد، فمن الصعب أحياناً ضمان استمرارية العلاقة إذا لم تكن هناك قواسم مشتركة بين طرفيها.
تأكد من أصالة علاقاتك
يتعلق الأمر بملاحظة علاقاتك بأصدقائك كلهم والحرص على تحليلها؛ إذ يجب أن تتضح بجلاء الرغبة في الارتباط والتكامل بين أطرافها. على سبيل المثال؛ إذا ارتبطت بشخص في حاجة دائمة إلى خدماتك لكنه لا يبدي اهتماماً حقيقياً بك، فيجب أن تكون حذراً. فبعض العلاقات قد يصبح ساماً إذا كان العطاء في اتجاه واحد. لحماية نفسك من هذه العلاقة، عليك أن تحافظ على هدوئك وتظل منفتحاً على نصائح من حولك.
اختر أصدقاء يحسنون التعامل مع الآخرين
مراقبة تصرفات أصدقائك أو أصدقائك المحتملين في إطار علاقاتهم مع الآخرين مؤشر مهم أيضاً، فالصديق الذي يريد لك خيراً يجب أن يكون أيضاً لطيفاً في تعامله مع الآخرين. إذا شعرت بالانزعاج بسبب تعامل صديقك مع شخص آخر، فعليك أن تعيد النظر في علاقتكما للتأكد من أنكما تتشاركان القيم نفسها.
تعلّم كيف تدير القضايا الحساسة
التصور الموحد حول العلاقات مع الآخرين ومعنى الصداقة عنصر أساسي؛ لكنه لا ينفي احتمالية حدوث اختلافات في وجهات النظر. عندما ترتبط بصديق جديد فمن المهم أحياناً أن تستطلع آراءه في القضايا الحساسة مثل السياسة والقيم، كي تتمكن من وضع الحدود المناسبة للعلاقة وبناء قواعد صحية لها. فالصداقة الجيدة هي التي ترتكز على الاحترام المتبادل من خلال تقبّل الآخر وتقدير شخصيته الأصيلة دون محاولة تغييره. والأهم هو أن تتمكن من التحاور مع أشخاص صادقين.
لا تبحث عن الكمال واحرص على التكامل
خلال بحثنا عن أصدقاء جدد في أيّ مرحلة من مراحل العمر قد نخطئ أحياناً من خلال سعينا إلى الكمال. لكن هذا السعي قد يكون عديم الجدوى في علاقات الصداقة على غرار العلاقات العاطفية، وقد يُغرقنا في حالة الحزن أو عدم الرضا على الأقل. للتخلص منه، يجب أن نسعى إلى بناء علاقة صادقة وتحقيق التكامل والانسجام من خلال اختيار أشخاص يسمحون لنا بخوض محادثات وحوارات بناءة.
والصديق الجيد هو الذي يدعمك في الأوقات الصعبة ويفرح بنجاحاتك. ابحث إذاً عن الأشخاص الذين يساندونك باستمرار وعلى نحو متبادل. كما أن الصدق عنصر ضروري في الصداقة الصحية، لذا؛ اختر أصدقاء يصارحونك بالحقيقة ولو كانت مؤلمة لك.
اقرأ أيضاً: كيف تختار أوفى الأصدقاء؟