طريقة مبتكرة للتحكم في مشاعرك عبر عكس الأمور

2 دقائق
الفعل المعاكس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: حينما تتراكم صعوبات الحياة ونشعر بأننا ندخل في حالة من الاكتئاب بسبب ذلك، فإنه من المفيد تبنّي نمط حياة صحي؛ أي روتين يومي يتضمن عادات صغيرة تساعدنا على استعادة قوتنا وتحسين حالتنا النفسية. لكن اتباع روتين حياة محدد قد يكون صعباً، ولا سيما بالنسبة إلى مريض الاكتئاب، ولمساعدتنا على ذلك تقدم المدربة المختصة في الصحة النفسية، فيكتوريا ماكسويل طريقة مستلهمةً من العلاج السلوكي الجدلي الذي يساعد الفرد على تنظيم مشاعره السلبية ومنعها من السيطرة عليه، بفضل ما تسميه "قوة الفعل المعاكس"، فما المقصود بذلك؟

نقدم لك في المقال التالي طريقة الفعل المعاكس المستوحاة من أسلوب علاجي، ويمكنك تطبيقها بنفسك للتغلب على الأوقات التي تشعر فيها بالاكتئاب وتدهور صحتك النفسية.

حينما تتراكم صعوبات الحياة ونشعر بأننا ندخل في حالة من الاكتئاب بسبب ذلك، فإنه من المفيد تبنّي نمط حياة صحي؛ أي روتين يومي يتضمن عادات صغيرة تساعدنا على استعادة قوتنا وتحسين حالتنا النفسية، وهي ممارسة أثبت أحد الأبحاث فعاليتها. إذ لمس الأشخاص الذين يعانون مشكلات مثل اضطراب ثنائي القطب أو الإدمان أو الاكتئاب، تحسناً ملحوظاً في صحتهم النفسية حينما اتبعوا نمط حياة صحياً؛ لأن المرء حينما ينظم حياته ويحدد تطلعاته، يصبح من الأسهل عليه مواجهة أعراض مشكلاته النفسية والأفكار السلبية المصاحبة لها، ومحاربتها. وفيما يلي، تقدم لنا المؤلفة والمدربة المختصة في الصحة النفسية، فيكتوريا ماكسويل (Victoria Maxwell) طريقة فعالة للالتزام بروتين صحي يمكّننا من التغلب على الضيق النفسي ومحاربة الاكتئاب.

ما تأثير الفعل المعاكس في حالتك النفسية؟

توضح ماكسويل إن التغلب على الكآبة يتطلب التغلب على مقاومتنا للتغيير الإيجابي وفعل عكس ما نشعر به، ولأنه قد يصعب اتباع روتين حياة محدد، ولا سيما بالنسبة إلى مريض الاكتئاب؛ فإنها تقدم طريقة مستلهَمة من العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الذي يساعد الفرد على تنظيم مشاعره السلبية ومنعها من السيطرة عليه، وذلك بفضل ما تسميه "قوة الفعل المعاكس".

مثلاً أنت في حالة نفسية سيئة جداً، وكل ما تطمح إليه هو لف نفسك بالبطانية وتناول وجبة سريعة؛ لكن يمكنك فعل عكس ذلك أي أن تنهض وتلبس ثيابك وتطبخ لنفسك وجبة صحية متوازنة. في يوم آخر، قد يتمثل الفعل المعاكس في أخذ حمام مثلاً، وأي فعل معاكس لمشاعرك السلبية سيكون أكثر من كافٍ لتحسين حالتك النفسية.

تقول المؤلفة والمدربة المختصة في الصحة النفسية: "حينما تحدد شعورك وتتصرف بعكسه، فإنك ترسل إشارة إلى عقلك بأنه ليس عليك الاستسلام لحديثك الذاتي النقدي والسلبي"؛ الأمر الذي يساعدك على استعادة سلطتك الشخصية على عواطفك، ولا يعني هذا كبتها؛ بل مواجهتها واستيعابها تماماً وإدارة يومك بما يصب في تعزيز عافيتك النفسية، وهذه هي القوة الحقيقية للفعل المعاكس: عدم السماح لعواطفك بشل حركتك، والالتزام بروتينك بأي ثمن، بغية تحسين حالتك النفسية.

  • نصيحة: إذا كنت تواجه مشكلة في الاستيقاظ صباحاً فاستعن بأحد أحبائك، التزم بالاستيقاظ في وقت محدد في الصباح واطلب من الشخص الآخر التأكد من التزامك بذلك، ثم أتبِع هذا الفعل الإيجابي الأول بفعل ثانٍ يمنحك الطاقة مثل الخروج للتجول في الحي، وتختتم ماكسويل قائلة: "يمكن لهذا الأسلوب أن يمنحك قوة كبيرة، وبخاصة في حالة الاكتئاب الشديد، فهو دليل على أن لديك القدرة على رسم حياتك اليومية وفقاً لإرادتك، وهذا أمر مُرضٍ للغاية ومجزٍ لعقلك الباطن وسيحسِّن بالتأكيد صحتك النفسية".

اقرأ أيضاً: التجدد الروحي: أسلوب علاجي يحررك من عواطفك المكبوتة