

هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
هذا المقال يحتوي معلومات مدققة علمياً لن تجدها في أي مكان آخر
أدخل بريدك الإلكتروني واحصل على المقال مجاناً
يُعدّ سرطان الثدي من أخطر ما يمكن أن يهدّد صحة المرأة ويقضّ مضجعها. تشخيص طبي صعب من شأنه أن يبثّ الخوف والهلع في نفسيتها، ويقلب حياتها رأساً على عقب. تتطلّب رحلة العلاج المليئة بالهواجس والعثرات صبراً وقدرة على التقبّل والمواجهة بشجاعة؛ لكن تلقّي التشخيص لأول مرّة يمكن أن يسبّب الكثير من الآثار الجانبية التي تحطّم ركائز الصحة النفسية فتؤدي إلى القلق والإجهاد والتوتر، وبخاصة إذا افتقرت المصابة إلى وجود دعم الشريك أو الدعم الأسري.
محتويات المقال
تسهم مجموعة من العوامل في رفع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي؛ مثل السن والعوامل الوراثية. لكن هل يمكن أن يزيد التعرض للإجهاد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي؟ تشير بعض الدلائل العلمية إلى أن الإجهاد قد يكون بالفعل عاملاً مشاركاً في تطور هذا النوع من السرطانات لدى النساء من خلال آلية تتضمن هرمون الإجهاد؛ الكورتيزول في حال تمّ إفراز كميّات كبيرة منه لمدة طويلة.
يُعد سرطان الثدي (Breast Cancer) ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بعد سرطان الرئة، والسبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء.
ووفقاً لجمعية السرطان الأميركية (ACS)؛ تعاني نحو 1 من كل 4 نساء مصابات بسرطان الثدي من الاكتئاب، إضافةً إلى أنهنّ يكنّ أكثر عرضة لاختبار أعراض نفسية أخرى مثل تقلب المزاج والقلق والتعب وكرب ما بعد الصدمة (PTSD).
ويرى الخبراء من موقع بريست كانسر (Breast Cancer)، أنه من الممكن أن تعاني النساء بعد تشخيصهنّ بسرطان الثدي من اضطرابات النوم، بالإضافة إلى تغيرات الشهية التي قد تؤدي إلى فقدان الوزن أو زيادته، ونقص الطاقة، وصعوبة التركيز.
غير أن بعض هذه العلامات قد يرتبط بشكل مباشر بعلاجات سرطان الثدي كآثار جانبية لها، فلا يسبب العلاج الكيميائي (Chemotherapy) التعب والغثيان وفقدان الشهية فقط؛ بل يمكن أن يؤدي إلى زيادة أعراض الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. كما يمكن أن تؤثر العقارات المستخدمة في العلاج الهرموني (Hormonal therapy) سلباً في الحالة المزاجية.
اقرأ أيضاً: كيف تهيئ نفسك في حالة إصابتك بالسرطان؟
تعرّف منظمة الصحة العالمية الإجهاد بأنه أي نوع من التغيير يسبب ضغوطاً جسدية أو عاطفية أو نفسية، فهو استجابة الجسم لأي شيء يتطلّب الانتباه أو تصرّف تجاهه. ولكن تجدر الإشارة إلى اختلاف استجابة كل شخص للإجهاد؛ إذ يبقى ذلك تجربة فردية تخضع لعدة معايير.
وأوضح الباحثون في مراجعة تحليلية أجرتها الباحثة من جامعة واشنطن، ديبورا بوين (Deborah Bowen) بمشاركة الباحثة من برنامج كاليفورنيا لبحوث سرطان الثدي، سينيدا فرنانديز بول (Senaida Fernandez Poole) وزملاءَ آخرين، الدور المحتمل للإجهاد في تطوير الإصابة بسرطان الثدي، وأشاروا إلى ثلاثة مصطلحات شائعة الاستخدام ومترابطة في تعريف الإجهاد وهي الضغوط والتوتر والضيق.
ولأنه لا يمكن فصل الإجهاد عن الحياة، فهو تفاعلٌ مستمر بين الفرد وبيئته؛ تظهر الضغوط في البيئة المحيطة للفرد فتخلق ظروفاً تتّسم بالتهديد أو التحدّي أو القيود. يمكن أن تتجلى هذه الظروف في شكل أحداث معينة كفقدان الوظيفة أو الطلاق أو الاعتداء؛ كما يمكن أن تتمثّل في ضغوط موجودة باستمرار مثل الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
ويعاني بعض الفئات من الناس كالأقليات الملونة أو الثقافية، من طبقة إضافية من التوتر نتيجة احتمال أكبر لوجود العديد من الضغوط المنفصلة والمزمنة في وقت واحد؛ كالتمييز والتهديد بالعنف، أو العنصرية.
اقرأ أيضاً: كيف تدعم قريبك أو صديقك المصاب بالسرطان؟
وفقاً للمراجعة التحليلية المشار إليها سابقاً، فزيادة احتمالية إصابة النساء اللواتي يعانين من الضغط للإصابة بالسرطان هو ليس مفهوماً جديداً. فقد أثبت عدد من الأدلة من الدراسات البشرية والحيوانية تأثر نمو الورم بالتفاعل بين الإجهاد والشخصية وقلة الدعم النفسي والاجتماعي.
ولقد حدد الباحثون من خلال مراجعتهم لعدد من الدراسات والأبحاث السابقة أربعة مصادر رئيسية تؤدي إلى الإجهاد المسبّب لسرطان الثدي؛ وهي كالآتي:
يُقرّ الباحثون في مراجعتهم إنه بالرغم من وجود عدة دراسات تثبت ارتباط الإجهاد وسرطان الثدي؛ لا يوجد دليل كافٍ لقول إن التوتر والإجهاد المزمن يزيدان من خطر الإصابة به. فالنتائج لم تكن قاطعة في معظمها، وذلك لأسباب معينة تشمل وجود اختلافات في تصميم الدراسة، وأنواع الإجهاد النفسي، وطرق جمع المعلومات الشخصية المعتمدة في هذه الدراسات.
لكن يؤكد الباحثون إن العلاقة بين التوتر وسرطان الثدي قد تكون معروفة علمياً، غير أن الحد من التوتر والإجهاد لا يضمن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. يؤثر الإجهاد المفرط سلباً في صحة الإنسان بشكل عام. وهناك بعض التدخلات التي يُنصح بها للحد من تأثيرات الإجهاد السلبية في الصحة النفسية والجسدية؛ وتتضمن على سبيل المثال تمارين اليقظة (Mindfulness) والعلاج المعرفي (Cognitive Therapy) والتمارين الرياضية والحصول على شبكة من الدعم الاجتماعي كالأصدقاء والأزواج وأفراد العائلة، وذلك بهدف تخفيض مستوى التوتر النفسي أو الإجهاد المُتصور (Perceived Stress)؛ وهو الدرجة التي يقيّم بها الشخص الأحداث في حياته على أنها مرهِقة وغير متوقَّعة ولا يمكنه السيطرة عليها.
يتبيّن جليّاً من خلال ما توصل إليه القائمون على المراجعة التحليلية أن الباحثين في بعض الدراسات لم يتمكنوا من دعم الارتباط بين الأحداث المجهدة وسرطان الثدي، أو حتى دحضه. لكن ما هو مؤكّد وفقاً للمراجعة أن الكيفية التي يختبر بها الفرد الحدث المجهد ويستوعبه قد تكون عاملاً أكثر أهمية، فالإجهاد لا يؤثر في الإصابة بالسرطان ولكن الحساسية للتوتر وآليات التأقلم غير الصحية والاستجابات العاطفية السلبية يمكن أن تمثّل عاملَ خطرٍ مشاركاً في تطوير إمكانية الإصابة.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. These cookies ensure basic functionalities and security features of the website, anonymously.
Cookie | Duration | Description |
---|---|---|
cookielawinfo-checkbox-analytics | 11 months | This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookie is used to store the user consent for the cookies in the category "Analytics". |
cookielawinfo-checkbox-functional | 11 months | The cookie is set by GDPR cookie consent to record the user consent for the cookies in the category "Functional". |
cookielawinfo-checkbox-necessary | 11 months | This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookies is used to store the user consent for the cookies in the category "Necessary". |
cookielawinfo-checkbox-others | 11 months | This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookie is used to store the user consent for the cookies in the category "Other. |
cookielawinfo-checkbox-performance | 11 months | This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookie is used to store the user consent for the cookies in the category "Performance". |
viewed_cookie_policy | 11 months | The cookie is set by the GDPR Cookie Consent plugin and is used to store whether or not user has consented to the use of cookies. It does not store any personal data. |
Functional cookies help to perform certain functionalities like sharing the content of the website on social media platforms, collect feedbacks, and other third-party features.
Performance cookies are used to understand and analyze the key performance indexes of the website which helps in delivering a better user experience for the visitors.
Analytical cookies are used to understand how visitors interact with the website. These cookies help provide information on metrics the number of visitors, bounce rate, traffic source, etc.
Advertisement cookies are used to provide visitors with relevant ads and marketing campaigns. These cookies track visitors across websites and collect information to provide customized ads.
Other uncategorized cookies are those that are being analyzed and have not been classified into a category as yet.