كيف تدعم قريبك أو صديقك المصاب بالسرطان؟

دعم صديقك المصاب بالسرطان
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعرّف السرطان على أنه مرض يتسبب في نمو بعض خلايا الجسم نمواً عشوائياً غير قابل للسيطرة، وقد ينتقل إلى جزء آخر من أجزاء الجسم حيث يمكن أن يصيب أي نوع من الخلايا في الجسم وينتشر فيها سواء كانت قريبة أو بعيدة عن مكان الورم السرطاني الأول. السرطان مرض وراثي، ينتج عن تغيرات في الجينات التي تتحكم في الطريقة التي تعمل بها الخلايا، وكيفية نموها وتكاثرها عبر الانقسامات الخلوية. ويمكن أن تحدث هذه التغيرات الجينية بسبب أخطاء أثناء انقسام الخلايا، أو الأضرار البيئية التي تدمر الحمض النووي مثل المواد الكيميائية الموجودة بالتبغ والأشعة فوق البنفسجية. ويتخلص الجسم عادةً من الخلايا التي تحمل الحمض النووي التالف، قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية، لكن قدرة الجسم على التخلص من هذه الخلايا تقل بمرور الزمن. وهو سبب الإصابة بالسرطان في عمرٍ متقدم، لكن السرطان قد يصيب الإنسان في أي سن أيضاً، فإذا أصيب قريب أو صديق لك بهذا المرض، سيكون أمراً محزناً وصادماً، لكن عليكم التماسك لأنه سيحتاج بالتأكيد لدعمكم. فيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على دعم قريبك أو صديقك المصاب بالسرطان والوقوف بجانبه.

بالتأكيد لا توجد طريقة واحدة لتقديم الدعم، وربما علينا ابتكار طرق للمساعدة خاصةً أن مرضى السرطان لا يمكثون دائماً في المستشفى، ففي هذا الوقت سيحتاجون للدعم والتشجيع. وتبعاً لـ “جمعية السرطان الأميركية” فإن العديد من الدراسات بيّنت أن الناجين من السرطان، الذين يدعمهم المحيطون بهم من أقرباء وأصدقاء، يكونوا قادرين بشكل أكبر على التكيف مع التغيرات التي يحدثها السرطان، ويكونون أكثر تفاؤلاً. كما أظهرت الأبحاث أن المصابين بالسرطان يكونون في حاجة للدعم من قبل أصدقائهم وأحبائهم.

ما الذي يمكن عمله لمساعدة مصاب بالسرطان؟

من الضروري أن يعلم قريبكم أو صديقكم مدى أهميته بالنسبة لكم، فعليكم إظهار الاهتمام به والتعاطف مع معاناته على الرغم من التغيرات التي يمر بها، لكن دون إبداء الشفقة، فلا يوجد شخص يحب أن يكون مثيراً للشفقة. يمكنكم أيضاً أن تكونوا على تواصل دائم معه عبر الهاتف، من خلال إرسال رسائل نصية قصيرة، أو أغاني؛ أخبروه أنكم ستتصلوا به قريباً، وأخبروه دائماً أنكم هنا. ويمكنكم سؤال مقدم الرعاية الصحية الخاص به عما يحتاجه أيضاً. وأكثر ما يثيره مرض السرطان هو فرض العزلة على المصاب به، فيحجم عن الظهور لأن شكله قد تغير، وبسبب الوهن، وهنا تأتي أهمية الزيارات، ربما عليكم القيام بزيارات قصيرة ومنتظمة، حتى لو كانت زيارة صامتة لأن صديقكم لا يقوى على الكلام.

ما لا ينبغي قوله للمصاب بالسرطان؟

بالتأكيد لن ترغبوا في إيذاء قريبكم أو صديقكم، لكن ربما ينبغي تجنب مقولات مثل “أتفهم ما تعانيه تماماً”، حتى لو كنتم عانيتم من المرض من قبل، فالألم تجربة فردية جداً، يمكن أن تخبروه بأنكم آسفون لما يشعر به، وأنكم ستكونوا بجواره دائماً. تجنبوا أيضاً عبارات مثل أنت شجاع، ستتخطى هذه المحنة، أو أنت محارب، فربما تثقله هذه العبارات الضاغطة، فكل إنسان لا بد أن يمر بمواقف ضعف، لا ينبغي أن يكون قوياً طوال الوقت. ربما يحتاج إلى البكاء، شاركوه وابكوا سوياً. كذلك الضحك دائماً مهم، لكن تجنبوا دعابات من قبيل “تبدو مختلفاً لقد صار شكلك أفضل” لأن التغيرات الجسدية كثيراً ما تسبب ضيق للشخص المصاب بالسرطان. تجنبوا أيضاً عبارات مثل “أنا متأكد أنك ستكون بخير” لأنها على الرغم من أنها تحمل كثير من التفاؤل، فإنها قد توحي بالاستخفاف بالمرض.

ابقوا بجوارهم… وتحدثوا

قد تخشون من أنكم لن تجدوا ما ستقولوه لصديقكم المريض، لكن يمكن إخباره أنكم موجودون، وتودون سماعه، وأنكم متاحون للتحدث متى رغب في ذلك. استمعوا دائماً دون الحاجة للرد، ففي بعض الأحيان كل ما يحتاجه المرء هو الكلام. من المهم أيضاً ألا تقدموا نصائح طبية، أو قصص عن مصابين آخرين بالسرطان، فقد لا يرغب هو في سماع ذلك، لا تخبروه بأن هناك علاجات بديلة مثل الأعشاب، ولا تذكروه ببعض السلوكيات الخاطئة التي اقترفها في الماضي، التي قد تكون مرتبطة بالإصابة بالسرطان مثل التدخين. عليكم أيضاً الاهتمام بإحضار هدايا صغيرة، يحتاجها صديقكم، قدموا هدايا أيضاً لطبيبه الخاص، أو لمقدمي الرعاية الصحية.

وختاماً؛ يجب الحذر من الإصابة بالاحتراق الذهني، وهو الذي ينتج من التعرض للتوتر بشكل مكثف، اطلب أنت نفسك المساعدة النفسية إذا شعرت بالإرهاق النفسي، حتى تستطيع مواصلة دعم صديقك المصاب بالسرطان والوقوف بجانبه.

المحتوى محمي !!