7 سمات للمنفتحين ذهنياً: كيف تصبح منهم؟

4 دقائق
التفتح الذهني
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يُعد الانفتاح الذهني أو التفتح الذهني إحدى أهم السمات الشخصية الضرورية للنجاح والتقدم، فهو يزيد قدرة الشخص على تقبل الآخرين والتعايش معهم، إلى جانب عمله على مراجعة قناعاته وأفكاره؛ ما يعني تحقيق أفضل مستوى للنمو الشخصي. لكن ما سمات المنفتحين ذهنياً؟ وكيف يمكنك أن تصبح أحدهم؟ ستجد الإجابة المفصلة في هذا المقال.

"عقلك يشبه المظلة، وهذا يعني أنه لن يعمل جيداً إذا كان منغلقاً". الموسيقار الأميركي، فرانك زابا (Frank Zappa)

ربما تُعد الجملة السابقة تشبيهية بعض الشيء؛ لكنها واقعية جداً، فالشخص المتفتح ذهنياً يستغل قدراته إلى أبعد حد نتيجة تنقله بين مجموعة واسعة من الأفكار والحجج المنطقية والمعلومات المعرفية، إلى جانب تطويره لمهاراته النقدية وزيادة قدرته على طرح الأسئلة والبحث عن إجاباتها.

لكن الانتقال من العقلية المنغلقة إلى العقلية المنفتحة مهمة ليست بالسهلة؛ لذا سنتعرف في هذا المقال إلى السمات الشخصية التي تميز المنفتحين ذهنياً وكيف لك أن تصبح أحدهم.

ما هو التفتح الذهني (Open-mindedness

يعرّف مختص الإرشاد النفسي، عبد الله سافر الغامدي، التفتح الذهني بأنه القبول الواسع للأفكار والحوارات كافةً، التي قد تتعارض أحياناً مع المعتقدات الشخصية، وهي سمة يمتلكها الشخص المتسامح الذي لا يتحيز إلى رأي معين؛ بل يؤمن بأهمية حرية التعبير حتى وإن كانت ستسبب انتشار أفكار متعارضة مع أفكاره.

بينما على الناحية الأخرى، يصرّ الشخص المنغلق ذهنياً على وجهة نظره، ولا يتقبل أي أفكار أخرى، ويؤكد الغامدي أهمية التفتح الذهني لإفادته الشخص في تطوير نموه وتعلمه وإفساح فرصة لنفسه لمعرفة أفكار جديدة واكتساب خبرات إضافية.

ويلفت مختص علم النفس التربوي، مارتي نيمكو (Marty Nemko)، النظر إلى نقطة مهمة للغاية؛ وهي أن الانفتاح الذهني أحياناً يكون عسيراً بالنسبة إلى بعض الأشخاص نتيجة عدة أسباب أهمها القناعات التي تشكلت في مرحلة الطفولة نتيجة العيش مع والدين منغلقين ذهنياً لا يرحبان بالاختلاف، ويسعيان دائماً إلى غرس معتقداتهما في أبنائهما، وتلك ممارسات ترسخ داخل الطفل عدم تقبله للآخر في بقية مراحل حياته.

بالإضافة إلى أن فكرة اعتقادنا بأن ما نعلمه ونطبقه هو الأصح تُعد مريحة للغاية، فهي تجنبنا الجهد المبذول للتعرف إلى وجهات النظر المعارضة، التي ربما تكون مربكة أحياناً؛ لذا يُعد الانفتاح على الآخر شجاعة تستحق التقدير.

اقرأ أيضاً: كيف تتغلب على التعب الذهني؟

7 سمات للمنفتحين ذهنياً

يمتلك الشخص المنفتح ذهنياً سمات عديدة تميزه عن غيره من الأشخاص؛ وأهمها أنه:

  1. فضولي ويحب معرفة آراء الآخرين وقناعاتهم.
  2. لا يشعر بالغضب عندما يتبين أنه مخطئ.
  3. يتعاطف مع الآخرين.
  4. يفكر فيما يفكر فيه الآخرون، ويحاول رؤية العالم من وجهة نظرهم.
  5. يتواضع بشأن خبراته ومعارفه.
  6. يحب الاستماع عندما يتحدث الآخرون.
  7. يؤمن بأحقية الآخرين في مشاركة معتقداتهم وأفكارهم.

اقرأ أيضاً: كيف توظف اليقظة الذهنية في علاج القلق والتوتر؟

ما فوائد التفتح الذهني؟

تشير المختصة النفسية، كندرا شيري (Kendra Cherry)، إلى أن التفتح الذهني سيعود عليك بعدة فوائد ثمينة؛ وأهمها:

  1. اكتساب رؤية جديدة للعالم: لأن مراجعة معتقداتك الحالية والنظر إلى الأفكار المختلفة عنها بكل تأكيد سيمنحك رؤية جديدة للعالم، ويعلمك أشياء جديدة عن نفسك.
  2. خوض تجارب مثيرة: الأفكار الجديدة قد تولّد تجارب شائقة تستفيد منها في تطوير مهاراتك، وتضيف منها إلى خبراتك الحياتية.
  3. تحقيق النمو الشخصي: لنكن واضحين، لا ينمو الشخص دون أن ينفتح على أفكار الآخرين، ويرى العالم من موقعهم؛ ما يجعله أكثر إلماماً بنفسه وبغيره.
  4. تعزيز قوتك الذهنية: تخيل معي شخصاً يتعرض كل يوم إلى تجارب وأفكار مختلفة؛ بكل تأكيد سينعكس ذلك على قوته الذهنية بالإيجاب، ويجعله أكثر حيوية ويقظة.
  5. التحول إلى شخص أكثر تفاؤلاً: أحد الآثار السلبية للانغلاق الذهني هو الشعور بالإحباط والقلق تجاه المستقبل؛ بينما الشخص المنفتح ذهنياً يستقبل التغيرات بصدر رحب، ويتأقلم معها بكل مرونة.
  6. التعلم بلا حدود: الأفكار الجديدة تعني معرفتك لمعلومات كانت غائبة عنك؛ لذا تجاوَز حدودك وانفتح على الآخرين لتجعل رحلة تعلمك لا تنتهي.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر التأمل في حالتنا الذهنية؟

كيف تصل إلى مرحلة التفتح الذهني؟

ربما تتساءل بعد معرفتك لفوائد التفتح الذهني عن الخطوات العملية التي يمكنك باتباعها الوصول إليه، وهذا ما سنسرده الآن بالتفصيل:

1. اعرف تحيزاتك

تؤثر التحيزات الخاصة بنا في نظرتنا إلى المعلومات المختلفة معنا وإصدارنا الأحكام عليها؛ لذا فالخطوة الأولى حتى نصبح منفتحين ذهنياً هي أن نعي تلك التحيزات جيداً، ونراقب تفاعلها عند تعرضنا إلى أفكار جديدة، ونحمي أنفسنا من أن نفسرها بالانسياق وراء ما نتحيز إليه، وليس بناء على القواعد المنطقية العقلانية.

2. اسأل كثيراً

يميل المنفتحون ذهنياً إلى طرح الأسئلة عوضاً عن تقديم آرائهم ومحاولة إثبات صحتها على طول الخط؛ لذلك تدرب على طرح الأسئلة عندما تدخل في أي نقاش بهدف زيادة معرفتك ومن ثم تكوين وجهات نظرك، التي غالباً ما ستكون جديدة ومختلفة عن وجهات نظرك القديمة، وتجنّب عموماً أخذ أي موقف دفاعي لحماية آرائك الشخصية.

3. لا تكن سطحياً

يعني ذلك أن تبحث في جذور أفكار الآخرين ومعتقداتهم، ولا تأخذها وفقاً لقناعات شخصية مجهزة مسبقاً. يمكنك أن تتطرّق معهم في نقاشاتك إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تكوين وجهات نظرهم، وهنا ستجد أن درجة تقبلك للأشخاص المختلفين عنك قد زادت بوضوح.

4. تشجَّع واعترف بأخطائك

ربما يُعد الاعتراف بالخطأ أمراً صعباً بعض الشيء؛ لكنه مهم للغاية في مساعدتك على أن تصبح أكثر انفتاحاً على العالم، فعندما تجد أن وجهة نظرك خاطئة بخصوص موضوع ما، اشكر الشخص الذي قدم لك المعلومة الصحيحة على وقته وجهده اللذين ساعداك على تصحيح أفكارك.

5. احرص على تنوع الأشخاص الموجودين في محيطك

كلما اتسعت دائرة معارفك وأصدقائك زادت احتمالية تعرضك إلى أفكار ومعتقدات مختلفة عن بعضها؛ ما يعني اكتسابك وجهات نظر أكثر شمولية وتنوعاً، وهذا بكل تأكيد يدفعك إلى أن تحرص على جعل دائرتك الاجتماعية من خلفيات متنوعة.

6. تواضَع ولا تظن أن معرفتك كاملة

حتى لو كنت خبيراً في موضوع ما، ضع في اعتبارك أنك مهما امتلكت من العلم، فما زال ينقصك الكثير؛ لأن الاعتقاد بأن معلوماتك كاملة يُعد أول خطوة على طريق الانغلاق الذهني؛ لكن عندما تظن أن معرفتك تحتاج إلى المزيد من المعلومات، فهذا سيوفر لك فرصة لتعرف أفكاراً جديدة مختلفة، ويجعل عملية تعلمك مستمرة.

7. استبعد أفكارك السلبية بلا تردد

عندما يزيد وعيك بأفكار الآخرين، ربما ستجد أن بعض قناعاتك سلبية، وحينها لا تتردد أن تغير أي نمط أفكار سلبي يعطل تقدمك في حياتك، واحرص دائماً ألا تخاف مراجعة معتقداتك فهي أحد أهم السبل لتصبح شخصاً أفضل.