دراسة حديثة تنصحك بالاستمرار في الكتابة بخط يدك لتحافظ على ذاكرتك وتزيد قدرتك على التعلم!

2 دقيقة
الكتابة اليدوية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: هل تكتب بالورقة والقلم؟ إذا كنت تفعل ذلك فعليك أن تحافظ على هذه العادة ليس لأنها قد تكون جزءاً من ذكريات طفولتك وتعلّمك في المدرسة، بل نظراً إلى فوائدها العصبية المثبتة علمياً وفقاً لدراسة نرويجية حديثة. قارنت هذه الدراسة بين الكتابة اليدوية والكتابة بشاشات اللمس وتوصّلت إلى نتائج مذهلة على مستوى التأثيرات الإيجابية للكتابة اليدوية. تعرّف إلى هذه التأثيرات من خلال المقال التالي.

تبدو الكتابة باليد في زمن لوحات المفاتيح وشاشات اللمس ممارسة متجاوزة. لكن دراسة نشرتها مجلة فرونتيرز إن سايكولوجي (Frontiers in Psychology) أبرزت التأثيرات العميقة للكتابة اليدوية في الدماغ، ولا سيّما في مجالَي التعلم والذاكرة.

وتثير هذه الملاحظة سؤالاً مهماً: هل علينا الاستمرار في تشجيع الكتابة اليدوية في العصر الرقمي؟

الكتابة اليدوية تنشّط الدماغ

من المؤكد أن التقدم التكنولوجي غيّر طرق التواصل والتعلّم، وشجّع انتشار الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح على حساب الكتابة اليدوية. لكنّ دراسة أنجزتها الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (Norwegian University of Science and Technology) كشفت أنّ الكتابة اليدوية تنشّط الدماغ بطريقة ملحوظة ومختلفة وأعقد من الكتابة بلوحة المفاتيح.

هذه الدراسة التي شملت طلّاباً جامعيين استخدمت تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لقياس النشاط الدماغي خلال الكتابة اليدوية مقارنة بفترة الكتابة بلوحة المفاتيح. أظهرت النتائج تماسكاً أكبر في الترابط داخل مناطق الدماغ، ولا سيّما في المنطقتين الجدارية والمركزية، الضروريتين لحفظ المعلومات الجديدة وترميزها.

حركات اليد والأصابع تحفّز الذاكرة

ليست هذه الاختلافات بين الكتابتين بسيطة، فهي تشير إلى أنّ حركات اليد والأصابع الدقيقة المطلوبة للكتابة اليدوية لا تعزّز الذاكرة والتعلم فحسب، بل تحفز أيضاً التكامل الحسي الحركي الأكثر ثراءً. في الواقع تتطلب الكتابة باليد تنسيقاً معقّداً بين البصر واللمس والحركة ومن ثمّ فإنّها تثري تجربة التعلّم. في المقابل فإن الرقن باستخدام لوحة المفاتيح نشاط تكراري وأقلّ طلباً للجهد من الناحية المعرفية، وقد لا يؤدي إلى إشراك الدماغ بفعالية أكبر.

ما علاقة الكتابة اليدوية بتنمية الشبكة العصبية؟

بينما نواصل في عالم اليوم التركيز على السرعة والكفاءة تبدو إعادة تقييم مناهج التدريس لإدماج الكتابة اليدوية وتقديرها مسألة ضرورية. لا يساعد هذا النهج على تعزيز حفظ المعلومات فحسب، بل يسهم أيضاً في تنمية شبكات عصبية أعقد وأكثر قدرة على التكيّف. لذلك يواجه المعلمون والمدرّسون تحدياً يتمثل في دمج هذه الممارسة بحكمة في مشهد تعليمي يشهد تزايد وسائل الرقمنة، وذلك من خلال تحديد المراحل التي يمكن أن تزيد خلالها الكتابة اليدوية قدرات التعلم والاحتفاظ بالمعلومات.

اقرأ أيضاً: