هل يجب أن تعرف كل شيء عن شريك حياتك؟ إليك ما يقوله العلم

2 دقيقة
الخيارات المعرفية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

نعتقد عادة أن معرفة الكثير من المعلومات حول علاقة عاطفية ما يمكن أن يساعد على استدامتها. لكن دراسة حديثة أظهرت أن وفرة الخيارات المعرفية قد تؤدي إلى توليد الشكوك والندم على اتخاذ بعض القرارات. وقد يقود هذا الموقف إلى الإضرار بالعلاقة على المدى الطويل.

لكن ما أسباب هذه النتيجة؟ وفقاً لدراسة نشرها موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) يؤكد أستاذ علم النفس آرون بن زييف (Aaron Ben-Zeev) أن وفرة الآراء حول علاقاتنا العاطفية تقلل مستوى الرضا، وتقودنا إلى البحث المستمر عن الكمال. ويمكن تفسير "مفارقة الخيارات" هذه من خلال عوامل نفسية واجتماعية.

نصيحة: توقف عن التحليل الزائد للمواقف العاطفية

يؤدي الحدس دوراً أساسياً في القرارات العاطفية. خلافاً للتفكير الواعي الذي قد يكون مربكاً ومشوشاً في معظم الأحيان، فإن الحدس يسمح لنا باتخاذ أحكام سريعة. كما يساعدنا على إدراك الإشارات الخفية واتخاذ قرارات صحيحة بعفوية، ويسهل الارتباط الطبيعي بالآخر. وهذا يعني أن تجنب العبء المعرفي الزائد والتعامل بسهولة مع تعقيدات العلاقات العاطفية ممكن إذا اتّبعنا الحدس. لذا؛ ينصح بن زييف بالتوقف عن التحليل الزائد للمواقف العاطفية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا معرفة أن الشريك هذه المرة هو الشخص المناسب؟

من الضروري الوصول إلى توازن بين الحدس والتفكير لتجنب أخطاء الأحكام التي قد تضر بالعلاقة. لكن على الرغم من قوة الحدس فإنه قد يتأثر أحياناً بتحيزاتنا وتجاربنا السابقة التي قد تؤدي إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو خاطئة. لذا، فإن الوصول إلى مزيج صحي بين الحدس والتفكير يسمح بالتحقق من الانطباعات الأولية واتخاذ قرارات مستنيرة.

كيف توازن بين المعلومات السلبية والإيجابية؟

الكيفية التي يدير بها الشريك المعلومات السلبية حول شريكه مسألة حاسمة في العلاقة الزوجية الصحية. بدلاً من التركيز على عيوب الشريك البسيطة من المفيد تقدير مزاياه الإيجابية. يعزز هذا النهج العلاقة ويخلق أجواء الدعم والتقدير المتبادلين. كما أن التركيز على الجوانب الإيجابية يمكّن الزوجين من تعزيز المرونة النفسية في مواجهة الخلافات البسيطة ويقوّي الروابط العاطفية بينهما.

ومع ذلك من الضروري أخذ بعض السمات السلبية على محمل الجد مثل سمتَي عدم الصدق والقسوة. فقد تمثل هذه السلوكيات إشارات تحذيرية تدل على مشكلات أعمق قد تكون مدمرة للعلاقة. كما أن تجاهل هذه السمات أو التقليل من أهميتها قد يؤدي إلى صعوبات بالغة وتدهور مستوى الثقة والاحترام المتبادلين. من المهم إذاً التعامل مع هذه المسائل بوضوح وصدق لضمان علاقة زوجية صحية ودائمة.

ما دور القيم المشتركة في استمرار العلاقة الزوجية؟

القيم المشتركة مثل اللطف والتواضع والحكمة ضرورية لاستمرار العلاقة. خلافاً للسمات السطحية التي تهيمن على معايير الاختيار المعاصرة، فإن هذه المزايا الراسخة تشكل قاعدة الارتباط الأصيل والدائم. يعزز اللطف مثلاً مشاعر العطف والدعم المتبادل. كما يسمح التواضع بالتعرف إلى احتياجات الشريك واحترامها، بينما تقدم الحكمة رؤية متوازنة ومدروسة حول تحديات العلاقة الزوجية.

إن التركيز على هذه القيم المشتركة يساعد على بناء قاعدة متينة للعلاقة الزوجية، إذ يمكن للشريكين بناء علاقة مرنة في مواجهة صعوبات الحياة من خلال تقدير السمات التي تغذي الاحترام والتفاهم. كما تمنح القيم الراسخة قدرة على الثبات في اللحظات الصعبة وتثري العلاقة، وتخلق مناخ الثقة والازدهار المشترك.

التفكير الزائد في تفاصيل العلاقة يمنعك من الاستمتاع بها

يمكن أن يكون هذا الموقف مربكاً وذا نتائج عكسية. التفكير الزائد في تفاصيل العلاقة يمكن أن يمنع الزوجين من الاستمتاع الكامل بتجربتهما العاطفية، وبناء ارتباط أصيل بينهما. لذا؛ فإن ترك مساحة من عدم اليقين وقبول فكرة غياب الكمال يمكن أن يحرر الزوجين من التوقعات غير الواقعية، ويعزز بناء علاقة أكثر إرضاء لهما.

إن إدارة معلومات العلاقة الزوجية بعناية وتحقيق التوازن بين الحدس والتفكير أمران ضروريان. وبإمكان الزوجين التعامل بهدوء أكبر مع تعقيدات العلاقة العصرية وبناء روابط دائمة ومُرضية من خلال إعطاء الأولوية للقيم الراسخة وتجنّب العبء المعرفي الزائد.

اقرأ أيضاً: 10 أسئلة تساعدك على معرفة ما إذا كانت علاقتك الزوجية ستدوم أو لا