الذكاء العاطفي مهارة مطلوبة في غمرة التحديات المهنية والشخصية التي تواجهنا يومياً. ثمة أساليب وطرائق عدة تعد بتعزيز هذه المهارة وصقلها؛ لكن هناك طريقة مستمدة من الثقافة الكورية تشهد انتشاراً واسعاً مؤخراً؛ إنها طريقة نونتشي التي تساعد المرء على تحسين فهمه للآخرين والتقاط إشاراتهم، وإليك التفاصيل.
إذا كنت من المتابعين لأحدث اتجاهات العناية بالرفاهية الشخصية فربّما تعرف مفهوماً كورياً يشهد انتشاراً واسعاً مؤخراً: إنها طريقة نونتشي. يعلّمنا هذا الفن الذي أسهمت في انتشاره الصحفية والكاتبة الأميركية من أصل كوري، يوني هونغ (Euny Hong)، الإصغاء اليقظ والملاحظة، ويسمح بفهم أفضل لعواطف الآخرين وتوقع احتياجاتهم.
تعدّ هذه الممارسة الكورية العريقة حلاً مثالياً لتطوير الذكاء العاطفي. يفيد المعنى الحرفي لكلمة "نونتشي" في اللغة الكورية "القياس بالعينين"، وترتكز هذه القدرة على الملاحظة الدقيقة وتفسير الإشارات الاجتماعية والعاطفية.
علاوة على ذلك، فإنها تمثلاً طريقة واعدة بالرفاهية الشخصية على مستويات عدة. تشمل فوائدها العديدة مجالات الثقة بالنفس والعلاقة مع الآخرين وتحسين مهارة الإصغاء. إليك إذاً الخطوات المطلوبة لتطبيق طريقة نونتشي في حياتك اليومية وتطوير ذكائك العاطفي.
تعرف إلى مبادئ طريقة نونتشي وفوائدها
تعزز طريقة نونتشي اليقظة المستمرة تّجاه البيئة الاجتماعية. يتعلق الأمر بممارسة تتطلب الانتباه إلى عواطف الآخرين وحركاتهم وتعبيراتهم لتكييف السلوك الشخصي بالطريقة المناسبة. تسمح هذه الملاحظة الدقيقة بفهم الديناميات الاجتماعية وتوقع تصرفات المخاطَبين؛ ومن ثمّ تعزز تفاعلات أكثر تناغماً وفعالية.
إن الحرص على هذا الانتباه يسمح لك بتطوير تعاطف أفضل مع الآخرين والإحساس باحتياجاتهم. ترتكز طريقة نونتشي أيضاً على الإصغاء الفعال والملاحظة الرصينة؛ إذ يسمحان بكشف بعض المؤشرات الخفية التي قد لا تظهر لك إذا كان انتباهك سطحياً. وتحسّن هذه القدرة على استقبال الإشارات الاجتماعية والتفاعل السريع معها العلاقات الشخصية والأداء المهني بفضل زيادة سلاسة التواصل وتوسيع مستوى التعاون. تحسّن ممارسة طريقة نونتشي العلاقات مع الآخرين وتعزز الذكاء العاطفي ومهارة التعاطف، وتسهل إدارة النزاعات مع تنمية قدرة أكبر على الإحساس بالديناميات الاجتماعية.
كيف تطبق طريقة نونتشي لتطوير الذكاء العاطفي؟
لممارسة طريقة نونتشي وتطوير ذكائك العاطفي من الضروري أن تنمّي مهارة الإصغاء الفعّال. يتطلب ذلك إيلاء انتباه كامل إلى المتحدث دون مقاطعة أو انتقاد. راقب باهتمام حركاته وتعبيرات وجهه ونبرة صوته؛ لأن ذلك سيسمح لك بالتقاط إشارات اجتماعية مهمة. بعد التقاط هذه الإشارات، عليك أن تتكيف بسرعة من خلال تعديل سلوكك وردودك كي تتلاءم مع الموقف.
نقاط عملية
احرص على الصمت عندما تكون في مواقف مستجدة أو مجهولة. كن واثقاً بعينيك وأذنيك لإرشادك، وخصّص للإصغاء ضعف مدة الكلام. ثِق أيضاً بحدسك؛ لكن لا تخلط بين الحدس والقلق: فالقلق شعور نحسّ به عادة في منطقة الصدر، بينما نشعر بالحدس في منطقة المعدة. وإذا كان البعض يمارس طريقة نونتشي فطرياً منذ الولادة، فمن الممكن للآخرين أن يتعلّمونها.
تتطلب طريقة نونتشي الصبر والتدريب المنتظم، ويتيح لك صقل هذه المهارة تنمية مستوى أكبر من التعاطف مع الآخرين وتفهّمهم، فهذه القدرة على الملاحظة والتكيف تعزز التواصل، وتجعل المحادثات أكثر سلاسة والتفاعلات أكثر تناغماً. وفي السياق نفسه، إن فوائد طريقة نونتشي العديدة تشمل تمتين العلاقات مع الآخرين وتحسين القدرة على إدارة المواقف الاجتماعية المعقدة.
إنها طريقة ثمينة ومثالية لتحسين ذكائك العاطفي من خلال تعزيز مهارة الإصغاء اليقظ والملاحظة. وتثري طريقة نونتشي التفاعلات الاجتماعية من خلال مساعدتك على تحقيق فهم أفضل للآخرين، وتكييف سلوكك وفقاً للطريقة المناسبة.