ما العلاقة بين صدمات الطفولة وخطر الإصابة بالسمنة؟

1 دقيقة
صدمات الطفولة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تترك صدمات الطفولة آثاراً نفسية بالغة في الإنسان؛ لكن هذه الآثار قد لا تتوقف عند حدودها النفسية، فتمتد إلى السلوكيات الغذائية، وقد تفضي في النهاية إلى خطر التعرّض للسمنة. إليك هذا المقال الذي يوضّح العلاقة بين الصدمة والسمنة وفقاً لدراسات حديثة.

كيف تؤثر التجارب السلبية التي يعيشها الأطفال في نفسيتهم؟

ربط العديد من الدراسات والإحصائيات بين التجارب التي يعيشها الإنسان خلال طفولته وظهور اضطرابات نفسية في سن الرشد.

نقصد هنا التجارب السلبية التي يعيشها الإنسان في طفولته عندما يكون ضحية سوء المعاملة أو النبذ المادّي أو العاطفي أو هما معاً، أو يكون شاهداً على المرض النفسي لأحد والديه أو على حالة إدمان في المنزل أو التعرّض للعنف الأسري أو يكون أحد والديه سجيناً.

هذه الصدمات لا تمرّ دون انعكاسات لاحقة على نمو الطفل. ووفقاً لبيانات نشرها موقع ساي بوست (PsyPost)؛ فإن 70% من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج في أحد مستشفيات الأمراض النفسية في ويلز عاشوا تجربة سلبية على الأقل خلال طفولتهم، مقابل 47% من باقي السكان.

وعلاوة على ظهور اضطرابات نفسية، فإن الصدمات التي يعيشها الفرد في طفولته يمكن أن تؤثر تأثيراً مباشراً في تعرّضه للسمنة.

ما العلاقة بين صدمات الطفولة والإصابة بالسمنة؟

يمكن تفسير السمنة بالعديد من العوامل؛ ومنها إيقاع الحياة أو التغذية أو اضطرابات السلوك الغذائي أو تناول بعض الأدوية أو الاضطرابات النفسية، ويمكن أن تكون ناجمة عن بعض الأمراض أيضاً. في سنة 2016، حلّلت دراسة منشورة في الدورية الأوربية للصحة العامة (European Journal of Public Health) تأثير تجارب الطفولة الصّادمة في الحالة الصحية بعد سن الرشد. ودرست هذه الأبحاث العلاقة بين صدمات الطفولة وتطور السلوكيات المضرّة بالصحة، فأظهرت أن الفرد الذي عاش 4 تجارب سلبية على الأقل خلال طفولته معرّض مرتين أكثر من غيره لاتّباع نظام غذائي غير صحي.

في سنة 2020 جمعت دراسة نُشرت في دورية فيزيولوجي آند بيهيفير (Physiology & Behavior)، نتائج عشرات الدراسات السابقة لبحث العلاقة بين الصدمات والسمنة بتفصيل أكثر. وكشفت النتائج زيادةً بنسبة 46% في خطر الإصابة بالسمنة خلال سن الرشد بعد التعرّض لتجارب سلبية عديدة خلال مرحلة الطفولة. وكتب الباحثون في ملخص نتائج هذه الدراسة:"الحدّ من التعرّض للتجارب السلبية خلال الطفولة وتحسين الكشف المبكّر عن الصّدمات ورصدها، وتلقّي علاجات تأخذ بعين الاعتبار الصّدمات وتحسين البيئة الغذائية يمكن أن يحسّن النتائج الصحية المحقّقة".