ما الأفضل عند السهر: النوم متأخراً أم وصل الليل بالنهار؟

2 دقيقة
السهر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تفرض علينا أحياناً ظروف الحياة وضغوط المواعيد السهر ليلاً حتّى وقت متأخر، وبينما يميل بعض الأشخاص إلى الارتماء في أحضان السرير مباشرة بعد سهرة طويلة، يفضّل آخرون إكمال السهرة وحرمان أنفسهم من النوم حتّى الليلة التالية. فما الخيار الأفضل لصحتنا؟ هذا ما يجيب عنه المقال التالي وفقاً لنتائج دراسة حديثة اهتمت بمدة النوم المثالية الكافية للشعور بالراحة.

النوم عنصر ضروري للحفاظ على الصحة وغالباً ما يتعرّض إلى الاضطراب بسبب عادات عصرية مثل السهر حتّى وقت متأخر أو جلسات المذاكرة الليلية. عندما يسهر الإنسان في موقف كهذا فقد يتساءل: هل من الأفضل أن يحاول النوم ما تبقّى من ساعات الليل أم يظلّ مستيقظاً؟ في الواقع كلّما اقتربت عقارب الساعة من موعد النوم ينتابنا خوف من أن نستيقظ أكثر إرهاقاً في اليوم التالي.

تقول طبيبة الأعصاب ومديرة وحدة أمراض النوم في مستشفى بيتييه سالبيتريير بباريس إيزابيل أرنولف (Isabelle Arnulf) في تصريح لموقع مدام فيغارو (Madame Figaro): "يخشى الأشخاص الذين يذهبون إلى النوم بعد سهرة طويلة أن يشعروا بكسل قصور النوم، لأنه إذا كانت لديهم فرصة النوم بضع ساعات فمن الممكن أن يصلوا بسرعة إلى مرحلة النوم العميق التي يصعب الخروج منها بمجرد البدء فيها وقد تؤدي إلى الشعور بنوع من التشويش بعد الاستيقاظ".

لذا اهتمّت دراسة منشورة في مجلة ساينتيفيك ريبورتز (Scientific Reports) بمدة النوم المثالية الكافية للشعور بالراحة بعد سهرة ليلية. كان الهدف من هذه الدراسة هو التأكد إن كان النوم مدة قصيرة أكثر فائدة من الحرمان التّام منه.

ساعة ونصف مدّة مثالية في حال السّهر

قسّم الباحثون 41 مشاركاً في هذه الدراسة إلى 3 مجموعات: مجموعة محرومة من القيلولة، ومجموعة استفادت من قيلولة مدتها 120 دقيقة ومجموعة أخيرة استفادت من قيلولة مقسّمة على مرحلتين (90 دقيقة في المرحلة الأولى و30 دقيقة في المرحلة الثانية). وقاس الباحثون مؤشرات عدّة مثل حرارة الجسم ونبضات القلب ودرجة النعاس ومستوى الأداء في الاختبارات المعرفية.

وأظهرت النتائج أن القيلولات القصيرة والمتقطعة أكثر فعّالية في الحدّ من الإرهاق مقارنة بالقيلولة التي استمرت ساعتين أو مقارنة بالحرمان التام منها. أفضل طريقة إذاً للتغلّب على نتائج سهرة ليلية طويلة هي النوم 90 دقيقة قبل موعد الاستيقاظ (إذا كان لديك الوقت الكافي قبل هذا الموعد) ثم أخذ قيلولة من 30 دقيقة خلال النهار. تقول أستاذة علوم التمريض بجامعة هيروشيما ومؤلفة الدراسة سناهي أورياما (Sanae Oriyama): "أخذ قيلولة مدة 90 دقيقة ثم أخذ ثانية مدة 30 دقيقة يعدّ حلاً ذكياً للحدّ من مستوى الإرهاق وتعزيز استجابات أكثر سرعة".

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: جيناتك ربما تكون السبب وراء تدهور جودة نومك

احترام الساعة البيولوجية

من الأفضل إذاً النوم ولو فترة قصيرة لكن مع احترام الساعة البيولوجية من خلال الحرص على دورات نوم تستمر نحو 90 دقيقة في المتوسط، لأننا إذا استيقظنا وسط دورة نوم معينة "فسيكون ذلك صعباً بينما إذا استيقظنا في نهاية الدورة فإن أدمغتنا ستكون نشيطة فعلاً" وفقاً لما يؤكده خبير النوم داميان دافين (Damien Davenne) في تصريح لموقع مدام فيغارو.

اقرأ أيضاً: روتين بسيط وفعال للقضاء على حالة الأرق والنوم بسرعة

المحتوى محمي