هل يمكن أن يكون التنويم المغناطيسي حلاً للاكتئاب؟

2 دقائق
التنويم المغناطيسي

الاكتئاب مرض حقيقيّ غالباً ما يُساء فهمه، ناهيك بأن المحيطين بالمكتئب لا يمتلكون عموماً الوسائل اللازمة لمساعدته. فماذا لو كان التنويم المغناطيسي حلاً؟

في فرنسا، يُعتقد أن شخصاً واحداً من كل خمسة أشخاص قد عانى أو سيعاني من الاكتئاب في حياته. وفي كثير من الأحيان؛ يوصي المقرّبون من المكتئب بتعليمات على غرار الخروج، رؤية الأصدقاء وممارسة الرياضة؛ لكن غالباً ما لا يريد الشخص المصاب بالاكتئاب القيام بذلك.

ما الحلول التي يمكن أن تساعدنا عندما نعَاني من الاكتئاب؟

أولاً؛ ينبغي علينا أن نتصرّف كما نريد! وليس كما يقوله لنا الآخرون. وإذا شعرنا يوماً ما بأي شيء - وهو أمر متوقع نوعاً ما، فيجب أن نتّخذ خطوة نحو استشارة اختصاصيّ - طبيب نفسيّ مثلاً. وبعد مراجعة الطبيب النفسي، قد يكون من المناسب اللجوء إلى معالج التنويم المغناطيسي مع مواصلة التردد إلى الطبيب النفسي.

في الواقع؛ إنها طريقة مختلفة تماماً، سيسعَى من خلالها المعالج بالتنويم المغناطيسي إلى البحث في لاوعي المكتئب عن أسباب هذا الانزعاج، ويحاول إيجاد الحلول لكي يختفي. ومع ذلك، في بعض الأحيان - وبالتحديد في حالة الاكتئاب- يكون المريض على دراية بالسبب الذي يجعله يعاني (على سبيل المثال؛ الفاجعة والانفصال. يُسميان أيضاً الفاجعة العاطفية وفقدان الوظيفة).

يمكن التعبير عن ذلك بطرق مختلفة؛ الحزن العميق، والشعور بالفراغ، والقلق، والمخاوف، والضيق، واضطرابات النوم، والكوابيس، والرهاب الاجتماعي، والنحيب، والإرهاق، وفقدان الدافع، وفقدان الشهية، والتشويه، والأفكار القاتمة، والقائمة تطول!

يُنصح بشدة باستشارة الطبيب، وطبيب نفسيّ مختصّ إن أمكن، إذا ظهر واحد أو أكثر من هذه الأعراض بشكل دائم.

اقرأ أيضا:

ماذا تفعل للنوم بشكل أفضل؟

من المهم ملاحظة أنه فيما يتعلق بالنوم؛ يمكن أن يظهر الاكتئاب في شكلين مختلفين:

  • يعاني الشخص من صعوبة في النوم بسبب حزنه الشديد وانشغاله، وهذا يعني أن عقله الواعي يتولى زمام الأمور. إنه يدرك تماماً ما يجري في حياته وهذا ما يجعله منزعجاً وقلقاً بشكل خاصّ.
  • على العكس من ذلك، فإن الإنسان الذي ينام كثيراً فاقد للوعي ويسعى إلى تهدئة آلامه من خلال النوم؛ وهو الوقت الذي لا يحتمل فيه اجترار الأفكار المقلقة أو المؤذية.

بالإضافة إلى ذلك؛ تجدر الإشارة إلى أنه في الطب النفسيّ، هناك مضادات للاكتئاب ذات تأثيرات مسكنّة ومهدّئة إلى حد ما؛ على غرار ميرتازابين (mirtazapine) (الاسم التجاري: نورسات)، ويُنصَح بتناولها في أغلب الأحيان في المساء. أو على العكس من ذلك؛ مضادات الاكتئاب "المنشطة" مثل فينلافاكسين (venlafaxine) (الاسم التجاري: إيفكسور)  أو فلوكستين (fluoxétine) (الاسم التجاري: بروزاك) ويتم تناولها في الصباح.

لكن الآثار الجانبية تختلف كثيراً من شخص لآخر، لذلك من الصعب جداً تحديدها. كما أنه من النادر أيضاً العثور على الدواء المناسب في المرحلة الأولى من الحالة.

وفي كلتا الحالتين، فمن الممكن أيضاً التدخل باستخدام التنويم المغناطيسي.

في الحالة الأولى (قلة النوم)؛ من الضروري مناشدة اللاوعي حتى يتدخل. لا يمكننا تقديم مثال محدّد، لأن هناك حالات محتمَلة لا حصر لها. ولكن يمكن أن تكون هذه على سبيل المثال؛ طريقة تسمح للشخص بأن يدرك العناصر الإيجابية في حياته التي لا تسمح له وضعيّته الحالية برؤيتِها وإدراكها.

في الحالة الثانية (الكثير من النوم)؛ يكون اللاوعي حاضراً بشكل ممتاز ويلعب دوراً مفرطاً في الحماية. وبنفس الطريقة نطلب منه أن يتدخل؛ ولكن بطريقة مختلفة. يجب أن يحافظ على دوره الوقائي ولكن في الوقت نفسه يتصرف "جنباً إلى جنب" مع الوعي من أجل إبلاغه بكل المعلومات اللازمة لشفاء الشخص وإسعافه.

قد تبدو هذه المعلومات مجرّدةً للغاية؛ ولكن لا يمكن للمرء أن يقوم بتعميماتٍ في حالات الاكتئاب. في الحقيقة؛ تعد جلسات التنويم المغناطيسي دائماً فريدةً من نوعها ومصمّمةً خصيصاً لمثل هذه الوضعيات؛ ولكنها أكثر دقة وتكيّفاً مع جميع حالات هذا المرض.

أخيراً؛ يمكننا القول أنه من الضروري للغاية أن يسأل المعالج المريض المصاب بالاكتئاب الكثير من الأسئلة (أكثر من المعتاد)؛ من أجل توجيه نواياه نحو اللاوعي بشكلٍ أفضل. وبالتالي؛  سيكون المريض قادراً على استعادة الشجاعة والطاقة للمضي قدماً في حياته، وهي بالتأكيد تختلف عن حياته السابقة ولكن ربما تظل مليئة بالبهجة والمتعة.

قد يهمك: أحدث الدراسات عن الاكتئاب في السعودية.

المحتوى محمي