كيف تفرّق بين الحدس والقلق؟ إليك السرّ من مختصة نفسية

2 دقيقة
الحدس والقلق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الحدس والقلق مفهومان متداخلان بالنسبة إلى الكثيرين، وقد يخلطون بينهما أحياناً دون أن يدركوا ذلك. كيف يمكننا إذاً التفريق بينهما لتحسين عملية اتخاذ القرار؟ هذا ما تجيب عنه الخبيرة النفسية إيفون كاستانيدا عندما تؤكد إن الحدس شعور بالهدوء والسكينة يرتكز على حكمة نابعة من أعماق النفس دون أيّ ضغوط أو توترات، ويعتمد على ارتباط قوي باللحظة الحاضرة والتجارب الشخصية. في المقابل، يمثل القلق قوة مربكة نابعة في معظم الأحيان من الحاجة إلى الحماية، علاوة على أنه يظهر في صورة إحساس بالذعر والإلحاح، وأفكار متكررة ومتطفلة، ويتغذى على الخوف من المستقبل وتجارب الماضي. للتفريق بين الحدس والقلق تنصح الخبيرة النفسية بتقنية تعتمد على التريث قليلاً قبل اتخاذ القرارات تقتضي أنه: إذا استمر الشعور بالسكينة والهدوء، فإن الأمر يتعلق بالحدس؛ أما إذا تضاءل الشعور بالذعر والخوف، فإن الأمر يتعلق بالقلق. تعلّم إذاً هذه التقنية البسيطة كي تحسّن فهمك لذاتك وتتخذ قرارات مستنيرة في المستقبل.

التفريق بين الحدس والقلق مهم لاتخاذ قرارات مستنيرة. إليك إذاً نصائح خبيرة نفسية للتفريق بينهما. نشعر جميعاً في بعض الأحيان بصوت داخلي يرشدنا إلى الطريق التي يجب علينا اتّباعها. لكن كيف تعرف إذا كان هذا الصوت يمثل حدسك أم مجرد انعكاس لقلقك؟ وفقاً للمقال الذي نشرته خبيرة الصحة النفسية إيفون كاستانيدا في موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، من المهم استيعاب الفرق بين المفهومين لتجنّب سيطرة القلق على قراراتنا.

تشير الخبيرة النفسية إلى أننا غالباً ما نخلط بين الحدس والقلق؛ لأنهما قد يؤثران معاً في تصوراتنا وأفعالنا. لكن إذا كان الحدس يرتكز على الحكمة الداخلية فإن القلق يتغذى على الخوف وعدم اليقين. للتفريق بينهما تنصح الخبيرة بالانتباه إلى طبيعة المشاعر والأفكار التي ترافقهما.

اقرأ أيضاً: 3 علامات تؤكد أن القلق لم يعد يسيطر على حياتك اليومية

الحدس: صوت يرشدنا بهدوء دون ضغط

يظهر الحدس في صورة إحساس بالسكينة واليقين الداخلي. إنه صوت هادئ يرشدنا دون أن يولد شعوراً بالضغط. كما يرتكز على ارتباط عميق باللحظة الحاضرة والتجارب الشخصية. غالباً ما يكون هذا الشعور كامناً في النفس ويساعدنا على اتخاذ قرارات تتوافق مع هوياتنا الحقيقية دون أن تربكنا المخاوف أو الشكوك.

لا يتطلب الحدس أيّ تبرير منطقي؛ بل يظهر في صورة دليل قاطع ويقين لا يحتاج إلى تفكير طويل. إنه إحساس ينبع من أعماق النفس دون أن يولد أيّ توتر أو قلق. إذا واظبت على الانتباه إلى لحظات السكينة هذه، يمكنك أن تتعلم كيف تتعرّف إلى حدسك وتتّبعه.

القلق: أفكار مزعجة

وفقاً لكاستانيدا فإن القلق قوة نابعة في معظم الأحيان من الحاجة إلى الحماية. يظهر في صورة أفكار متكررة وأحاسيس جسدية مزعجة مثل خفقان القلب أو التشنجات العضلية. وخلافاً للحدس يتغذى القلق على الخوف من المستقبل وتجارب الماضي، كما أنه يغرقنا في حالة من الشك المستمر.

ويدفعنا هذا الشعور بالذعر أو الحاجة الملحة إلى التصرف تحت تأثير الخوف، بدلاً من التصرف بطريقة مدروسة. يشوش القلق أيضاً على أحكامنا ويمنعنا من الإصغاء إلى مشاعرنا الحقيقية. وقد يساعدنا التعرف إلى هذه العلامات على تعلّم تهدئة عقولنا والاختيار بطريقة أكثر هدوء وسكينة.

كيف نفرق بين الحدس والقلق؟

للتفريق بين الحدس والقلق تنصح الخبيرة النفسية بالانتباه إلى أجسامنا وأفكارنا في الوقت نفسه. يتجلى الحدس في الشعور بالهدوء والسكينة والصفاء الفوري. في المقابل يتميز القلق بأفكار متطفلة وشعور بالحاجة الملحّة. وقد يساعدنا التريث قليلاً والتنفس بعمق وتقييم مصادر العواطف التي نشعر بها على تحديد القوة التي تؤثر في قراراتنا: هل هي حدس أم قلق؟

كما توصي الخبيرة النفسية بالتمهل بعض الوقت قبل اتخاذ القرار، للتأكد من استمرار الشعور أو تبدّده. إذا استمر الشعور بالهدوء فقد يكون حدساً، وإذا تضاءل الشعور بالذعر فقد يتعلق الأمر بالقلق. إن تعلّم التفريق بين الحالتين يسمح لنا بفهم أفضل لذواتنا واتخاذ قرارات أكثر توافقاً مع احتياجاتنا الحقيقية.

تعلُّم التفريق بين المفهومين عملية تتطلب بعض الوقت والانتباه. وقد يتمكن الفرد من تحقيق فهم أفضل لذاته واتخاذ قرارات أحسن من خلال الإصغاء الدقيق إلى جسمه وأفكاره، واتّباع نصائح المختصين مثل إيفون كاستانيدا.

اقرأ أيضاً: هل داهمك القلق مع بداية سبتمبر؟ إليك الأسباب المحتملة لذلك وكيفية التعامل معها