كيف تتجاوز الأحداث المزلزلة التي تقلب حياتك رأساً على عقب؟

2 دقائق
هزات الحياة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: هزات الحياة هي المراحل الانتقالية التي تعقب الأحداث الكبرى في حياة المرء، وتتسم باضطراب شديد يدفعه إلى التشكيك في قناعاته ويخلق أزمة وجودية في داخله، ويتضمن تخطي هذه المرحلة الصعبة 3 خطوات، نتعرف إليها معاً من خلال السطور التالية.

هل شعرت يوماً أن ما بدا لك حدثاً صغيراً، قد أثر على نحو كبير في حياتك، أو أفقدك توازنك كلياً؟ في بعض الأحيان، قد يطرأ تغيير ما على حياتك يدفعك إلى الشك في قناعاتك ويخلق أزمة وجودية في داخلك، وتسمَّى هذه الحالة في علم النفس "المرحلة الانتقالية" (Liminarity)، وهي المرحلة التي تلي حدَثاً كبيراً (الانفصال مثلاً) وذلك وفقاً لنظرية طقوس العبور التي طوّرها آرنولد فان جينيب (Arnold van Gennep).

وجاء في مجلة "ذي أتلانتيك" (The Atlantic): "هي المرحلة التي تتوسط المرحلة السابقة التي تخطاها المرء واللاحقة الجديدة التي هو مقبل عليها"، ووُصف هذا التمزق بـ "هزات الحياة" (Lifequakes)؛ إذ إنها تهز حياة المرء بالمعنى الحرفي للكلمة.

ما هي هزات الحياة؟

في كتابه "تحولات الحياة" ( Life Is in the Transitions)، يتحدث الكاتب بروس فيلر (Bruce Feiler) عن محطات الحياة هذه التي لا مفر منها. كان فيلر في الأربعينيات من عمره حينما شُخّصت إصابته بالساركوما العظمية (نوع من سرطان العظام). وبعد ذلك، أُصيب والده بداء باركنسون، فعانى الاكتئاب وحاول إنهاء حياته.

كانت تلك كلها أحداث قلبت حياته رأساً على عقب، وقد تحدث عن ذلك لمجلة توداي (Today) قائلاً: "لفتت هذه الأحداث انتباهي بشدة إلى أن الاضطرابات الهائلة التي نواجهها في حياتنا تفرض علينا إعادة اكتشاف ذواتنا مجدداً". في أنحاء الولايات المتحدة جميعها، التقى الكاتب مئات الأشخاص الذين عانوا هذه الاضطرابات؛ مثل الانتقال للعيش في مكان آخر، أو تغيير المهنة، أو الطلاق أو فقدان أحد أفراد الأسرة، ووفقاً لبياناته؛ فإن حياة الإنسان تتزعزع كل 12 إلى 18 شهراً.

ويقول لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "في حين أنه يمكن تجاوز حالات الزعزعة هذه معظمها بسهولة، فإن واحداً من كل 10 أشخاص يشعر أنها هزّات هائلة تؤدي إلى تحولات كبرى في حياته". يمكن لهذه الاضطرابات أن تكون إرادية أو لا إرادية؛ فردية أو جماعية؛ سلبية أو إيجابية.

ما مراحل تخطي اضطرابات الحياة الكبرى؟

خلال المقابلات التي أجراها، تمكّن المؤلف من تحديد 3 مراحل في هذه العملية الانتقالية وهي: الوداع الطويل، والفترة الفاصلة التي تتسم بالفوضى والبداية الجديدة. يؤكد بروس فيلر إن هذه الخطوات ضرورية وتنطوي كلها على مشاعر مختلفة من المهم تحديدها وقبولها من أجل المضيّ قدماً.

ووفقا لبياناته؛ فإننا نمر بـ 3 إلى 5 حالات زعزعة كبرى في مرحلة الرشد، وتستمر كل فترة انتقالية لمدة 5 سنوات في المتوسط. هذا يعني أننا نقضي جزءاً كبيراً من حياتنا في هذه الفترات الفاصلة؛ لكن الكاتب يقول: "لا يتلخص الأمر في أوقات مرة نسعى جاهدين إلى تجاوزها؛ إذ إن هذه الاضطرابات تمثل أيضاً فرصاً لاكتشاف ما يمنح حياة كل منا معناها".

اقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحمي نفسيتك من الانهيار في الأوقات الصعبة.