ماذا تفعل عند اكتئاب زوجتك؟ 6 نصائح تسهّل عليك دعمها

3 دقائق
إصابة زوجتك بالاكتئاب

"عندما يصاب أحد الزوجين بالاكتئاب فهذا يعني أن العلاقة بأكملها ستصل إليها أعراض الاكتئاب".
المعلومة السابقة تشير إلى أن إصابة زوجتك بالاكتئاب يمكن أن تقلب حياتك رأساً على عقب، فبحسب المعالج النفسي فران والفيش (Fran Walfish)؛ يُضعف الاكتئاب الحميمية بين الزوجين ويجعل علاقتهما مليئة بالاستياء والتشاؤم والغضب والميل للعزلة، كما يمكن لإصابة أحد الشريكين بالاكتئاب أن تجعل شريكه يصاب به رغم مقاومته.

ويرتبط ذلك بالتغيرات التي تطرأ على الحياة اليومية للزوجين من حيث زيادة أعباء المهام التي يتولى الشريك غير المكتئب القيام بها بمفرده. ومن الممكن أن يتفاقم الوضع أحياناً ليصل إلى الطلاق، فبحسب دراسة أجرتها جامعة أوسلو النرويجية؛ وجد الباحثون أن احتمالية الطلاق تتضاعف عند إصابة أحد الزوجين بالاكتئاب، إلى جانب أنه كلما ازدادت حدة اكتئاب الشريك كان علاجه أصعب.

لكن أحياناً تكون هناك أبعاد خفية تساهم في تعقّد المشهد؛ منها عدم قدرة الزوج على التعامل مع زوجته بالأسلوب الأمثل لمساعدتها على تجاوز الاكتئاب نظراً لاختلاف الطبيعة النفسية للمرأة عن الرجل، لذلك نقدم لك بعض النصائح التي يمكن باتّباعها أن تتقارب وجهات النظر وتصبح الأمور أكثر سلاسة.

1. اعرف أكثر عن اكتئاب المرأة

تشير مديرة الأبحاث في مركز كونورز لصحة المرأة التابع لمستشفى بريغهام بمدينة بوسطن الأميركية، جيل غولدستين (Jill Goldstein) إلى أن النساء معرضات لخطر الإصابة بالاكتئاب بزيادة قدرها الضعف مقارنة بالرجال، ويعود ذلك لأسباب بيولوجية مثل اختلاف الهرمونات والجينات بين الجنسين.

بالإضافة إلى أن النساء ينغمسن أكثر في مراقبة عواطفهن والتفاعل معها، ويظهر ذلك في تفاعل المرأة مع اجترار الأفكار السلبية، فهي بحسب غولدستين غالباً ما تنساق وراءها فتلقي اللوم على نفسها وتبكي دون سبب واضح، بينما لا يتعرف الرجال إلى أعراض الاكتئاب بسهولة، وربما ينكرونها أو يخفونها.

ومن الفروق المثيرة للاهتمام أن استجابة النساء لأحداث الحياة المفاجئة مثل حدوث حالة وفاة أو فقدان الوظيفة، تكون بطريقة فيها اندماج زائد عن اللازم مع الحدث؛ ما ينعكس على شعورهنّ بالتوتر لفترة طويلة. ووفقاً لغولدستين، فهذا قد يكون نتيجة التفاعلات بين هرمونات التوتر والهرمونات الأنثوية والناقلات العصبية التي تنظم الحالة المزاجية.

اقرأ أيضا:

2. انتقِ أسئلتك

التواجد بجانب زوجتك خلال اكتئابها لا يعد مهمة سهلة، ويجب عليك الانتباه للأسئلة التي تطرحها عليها، فالسؤال الخاطئ يمكن أن يزيد التأثير السلبي للاكتئاب فيها. وتوضح لك المعالجة النفسية جين ليونارد (Jayne Leonard) بعض الأسئلة التي عليك تجنبها؛ مثل:

  • لمَ لا تحاولين الاستمتاع بحياتك؟
  • متى ستشعرين بتحسّن؟
  • ألا تفهمين أن كل ما يحدث يدور في رأسك فقط وليست له علاقة بالواقع؟
  • هل تدركين أن هناك أشخاصاً حياتُهم أسوأ من حياتك بمراحل؟
  • ما الداعي لمرورنا بهذه المعاناة الصعبة؟

على الناحية الأخرى هناك بعض الأسئلة المفيدة لمساندة زوجتك في اكتئابها؛ ومنها:

  • هل أستطيع مساعدتك على فهم ما تشعرين به؟
  • ما الأنشطة الممتعة التي تودّين ممارستها؟
  • ما مستوى طاقتك اليوم؟
  • ما مدى جودة نومك؟
  • هل أنتِ قادرة على التركيز في المهام التي تؤدينها؟
  • هل تفكرين في الموت أو الانتحار؟

3. تقبّل تأثير الاكتئاب في حياتكما

عند إصابة زوجتك بالاكتئاب ستتغير ملامح حياتكما بشكل كبير، وقد تزيد سيطرة الاكتئاب على أيامكما فتصبح سيئة، فبحسب أستاذة علم النفس في جامعة بيبردين الأميركية، إميلي لوي (Emily Lowe) تصبح المهام الاعتيادية مثل غسل الصحون أو طهو الطعام حِملاً ثقيلاً على زوجتك، وهذا ربما يثير امتعاضك.

لكن ما سيفيد من وجهة نظر المعالجة النفسية جين ليونارد هو تقبُّل وجود أيام سيئة كجزء طبيعي من الاكتئاب، لذا لا تتراجع عن تقديم الدعم خلالها وتأكد أن ليس جميع الأيام كهذه.

اقرأ أيضا:

4. تذكَّر أن حبَّك وحده لن يكفي!

يخطئ بعض الأزواج ويظنون أنه بإمكانهم دعم زوجاتهم في مواجهة الاكتئاب من خلال الاعتماد على العاطفة بنسبة 100%؛ لكن المعالج النفسي فران والفيش يشبه ذلك بالاعتماد على الحب لخفض نسبة السكر في الدم أو تخفيف آلام المفاصل.

نعم بكل تأكيد تحتاج زوجتك إلى مشاعرك واهتمامك لكنها وحدها لن تجدي نفعاً، لذلك كن منطقياً ولا تتوقع أن تغير كيمياء دماغ زوجتك بتقديم المزيد من الحب إليها.

5. شجّعها على أخذ خطوة العلاج

من الوارد أن يتسبب الاكتئاب في فقدان زوجتك الرغبة في العلاج؛ لكن وفقاً للمعهد الوطني الأميركي للصحة النفسية فمعظم المصابين بالاكتئاب يحتاجون المسار العلاجي حتى يتعافوا، لذلك عليك بذل جهدك في تشجيع زوجتك على الذهاب إلى المعالج النفسي.

وترشدك أستاذة علم النفس في جامعة بيبردين الأميركية، إميلي لوي  إلى مجموعة خطوات يمكنك باتباعها أن تدعم زوجتك خلال رحلة تعافيها من الاكتئاب؛ منها:

  • تنظيم مواعيد الأدوية ومتابعتها.
  • مشاركتها القيام بالأنشطة البدنية وتحضير الوجبات الصحية.
  • تقليل الضغوط الناتجة عن الأعمال المنزلية.
  • تجزئة الأهداف الحياتية وجعلها قابلة للتحقيق.

6. اعتنِ بنفسك

يلفت الطبيب النفسي ديفيد شراكر (David Schrecker) الانتباه إلى أن الأزواج الذين تصاب زوجاتهم بالاكتئاب، عليهم بذل الجهد للاعتناء بأنفسهم بالتوازي مع دعمهم لزوجاتهم، وإذا لم يفعلوا ذلك فيمكن للاكتئاب حينها أن يفسد الحياة الزوجية.

وذلك لأن تراكم الاحباط وعدم إتاحة الفرصة لإسعاد النفس بين الحين والآخر، سيصيب الزوج بالإحباط والتوتر ويجعله غاضباً من زوجته، ومن ثم تكون العاقبة وخيمة على كلا الطرفين.

الزواج رحلة مشتركة تصنعها الذكريات السعيدة والتعيسة أيضاً؛ ما يعني أن مشاركة زوجتك تجربة تعافيها من الاكتئاب ودعمها ستضيف إلى رصيد علاقتكما وتوطد الثقة بينكما، لذلك لا تتوانَ في أن تبذل جهدك لتفهمها وتخفف عنها.

المحتوى محمي