احذر السهر لما بعد الواحدة صباحاً لهذا السبب

2 دقيقة
السهر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

قد يحلو السهر أحياناً برفقة الأحباب والأصدقاء ونغمات الموسيقا أو مشاهد فيلم سينمائي؛ لكنه إذا تحوّل إلى عادة يومية فقد يترك أضراراً صحية ملحوظة. هذا ما كشفته دراسة علمية كشفت أن السهر حتّى الواحدة صباحاً يمكن أن يربك ساعتك البيولوجية ويؤثر في دماغك. إليك تفاصيل أضرار عادة النوم بعد الواحدة صباحاً.

هل تشعر بالترنح وعدم الاتزان بعد السهر حتى وقت متأخر من الليل؟ علاوة على التعب الواضح الذي ينجم عن السهر، فإن دراسة علمية أظهرت أن النوم بعد الساعة الواحدة صباحاً يمكن أن يؤثر تأثيراً بالغاً في صحتك النفسية، وإليك الأسباب.

اقرأ أيضاً: كيف ترتبط جودة النوم بمواقف حياتنا اليومية؟

السهر حتى الواحدة صباحاً قد يصيبك بالاكتئاب والقلق

حللت دراسة نشرتها دورية أبحاث الطب النفسي (Psychiatry Research) بيانات النوم والحالة الصحية لنحو 73,888 شخصاً في المملكة المتحدة.

كانت النتائج مثيرة للانتباه؛ إذ أظهرت أن الأشخاص الذين ينامون بانتظام بعد الواحدة صباحاً أكثر عرضة إلى الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، مقارنة بالذين ينامون قبل هذا الموعد.

ما هو سبب أهمية موعد النوم؟

وفقاً للباحثين؛ فإن النوم المتأخر يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية الداخلية التي تضبط إيقاعات نومنا واستيقاظنا وفقاً لضوء النهار. يقول أستاذ الطب النفسي بجامعة بيتسبرغ (University of Pittsburgh) ماثيو ليرر (Matthew Lehrer) في تصريح لموقع هاف بوست (HuffPost): "إذا لم تنم قبل الساعة الواحدة أو الثانية صباحاً من المرجح ألّا تستيقظ إلا بعد شروق الشمس؛ وهذا ما يؤدي إلى اضطراب التوافق بين جسدك ودورة الضوء والظلام الطبيعية".

إن قلة التعرض إلى ضوء الصباح والتعرض إلى الأضواء الاصطناعية في المساء يمكن أن يؤثرا في الساعة البيولوجية ومن ثم في الدماغ. وقد يؤدي عدم التزامن هذا إلى سلوكيات اندفاعية أو تغيرات في التنظيم العاطفي، وتفاقم مشكلات الصحة النفسية.

المخاطر المحدقة بالدماغ جراء السهر

توضح الأستاذة في كليب الطب بجامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania)، إنديرا غوروبهاغافاتولا (Indira Gurubhagavatula)، إن بعض الوظائف الدماغية حساسة جداً تّجاه نقص النوم، ولا سيّما منطقة الفص الجبهي التي تؤدي دوراً حاسماً في ضبط العواطف.

تقول غوروبهاغافاتولا: "عندما نُحرم من النوم أو نسهر حتّى وقت متأخر من الليل، تقل قدراتنا على ضبط العواطف الشديدة؛ وهذا ما قد يؤدي إلى زيادة السلبية والقلق".

كيف تحسّن جودة نومك؟

تفرض ظروف العمل على بعض الناس السهر حتّى وقت متأخر؛ لكن هناك أساليب تساعد على الحد من تأثيراته السلبية. تنصح الدكتورة بأخذ قيلولة استراتيجية خلال فترات تراجع اليقظة وقيلولة احترازية قبل بدء المناوبة الليلية. كما توضح أن التعرّض بدرجات مناسبة إلى الأضواء الساطعة خلال ساعات العمل يمكن أن يساعد على التخفيف من آثار عدم تزامن الساعة البيولوجية.

من الضروري أيضاً توفير بيئة ملائمة للنوم. يمكن أن تخلق الغرفة الباردة والمظلمة والهادئة مثلاً فارقاً كبيراً، علاوة على أن تبني عادة الأكل خلال النهار بدلاً من الأكل خلال الليل يمكن أن يحسن حالتك المزاجية وجودة نومك.

اقرأ أيضاً: ما يجب عليك فهمه عن جودة النوم وأثرها في صحتك