لو أن ثمة عاملاً مشتركاً يجمع بين حياتك المهنية والزوجية والشخصية فسيكون حتماً التوتر! أنت غارقٌ في لُجَّةِ الإجهاد لدرجة أنك لا تستطيع حتى التقاط أنفاسك. صحيح أن ما من أحدٍ منا يسلَم من التوتر، فالتوتر حين يكون عابراً يُعدّ محموداً؛ ذلك أنه يساعدنا على التكيف وحماية النفس من خلال إفراز الأدرينالين.
لكن في المقابل، حين يستمرّ التوتر ويمتدّ لأشهر، يتسبب في خلق ضغوط تضعُ جسدنا في وضعية مقاومة. وما لم نتدخّل لنضع حدّاً لهذا التوتر؛ ستخور قوى جسدنا وسنسقط في فخ الاحتراق الذاتي أو قد نجد نفسنا غير قادرين على الحركة بسبب ألم أسفل الظّهر مثلاً.
الآلام العضلية وضيق التنفس وآلام الظهر
ما تفسير بلوغنا هذا الحدّ من الألم؟ تتفاوت درجة تحمّلنا للتوتر؛ لكن ما من أحدٍ منا مُحصَّن ضدّه، إذ يصيبنا جميعاً بدرجات متباينة. في البداية، يجعل العضلات مشدودة لدرجة ظهور آلام عضلية، ثم يعزز من الخفقان وهو تسارع ضربات القلب في وضعية الراحة، ما يتسبب في مشاكل في التنفس. لربما سبق ولاحظتَ أننا نميل عند الشعور بالتوتر الحادّ إلى التنفس بالجذع العلوي من الجسد لا من البطن، ما ينتج عنه ضيق في التنفس أو صعوبة في أخذ النفس. نهايةً، تحت تأثير الالتهابات الناتجة عن التوتر وهذه الأعراض الأولية، يمكن أن تنتاب ظهرنا آلام حادّة أحياناً، لاسيما على مستوى الكتفين و أسفل الرقبة والظّهر.
تدابير للعناية بظهرك
تشعر أنك مشدود ومتوتر وظهرك يؤلمك؟ ضع في اعتبارك أن التوتر وحده ليس عاملاً مُسبباً لآلام الظهر، ولكنه يشكل عاملاً يُفاقم من حدة الآلام الموجودة سلفاً. إذا وقفت حائراً أمامَ اختيارات هذا الاختبار عقِبَ كلّ سؤال؛ يُفضل أن تقوم بمسحٍ شامل على كلّ الأنماط المذكورة. وللتخفيف السريع من التوتر الذي تعاني منه، احرص على:
- تحديد مكان تمركز الألم! هل تشعر بألم على مستوى الفقرات القطنية (أسفل الظهر) أو على مستوى الرقبة؟ في حال صادفت صعوبة أثناء محاولتك تحديد مركز الألم، جرّب تمرين التمدد للمنطقة القطنية.
- القيام بتمارين التنفس! لتسكين الآلام المرتكزة أعلى الظهر والتخفيف من توترك و وضع حدّ لضيق التنفس، غيِّر طريقة تنفّسك، فعوضاً عن التنفس العلوي عبر القفص الصدري، جَرِّب التنفس السفلي البطني، وإذا شئتَ التعمّق تدرّب على ما يطلق عليه بتنفس المثلث.
- طرح الأسئلة الصحيحة! قد تساهم هذه التمارين في إشعارك ببعض التحسن، لكن الاهتمام بمصدر هذا التوتر لا يقلّ أهمية. راقب نفسك عن بُعد وبشكل موضوعي فكّر، متى تنتابك هذه الأوجاع؟ هل تستطيع أن تربط ظهورها وحِدّتها بحدثٍ معين؟ وفقاً لك، ما الذي يوقظ لحظات التوتر هذه ويُذكي نارها؟ إذا واجهت صعوبة في إجراء هذا الكَشف، لا تتردد في طلب المساعدة من معالجٍ مختص؛ إذ بوسعه أن يرافقك أثناء مسار الاستبطان واستكشاف الذات الذي يبدو أحياناً معقداً.
- تدليل النفس! نضع راحة بالنا ورفاهنا النفسي أحياناً على الرف وننساهما، في حين، يُعَدّ أخذ الوقت للاسترخاء وإسعاد أنفسنا مسألةً مفصلية حين يتعلق الأمر بتخفيف التوتر، امنح نفسك على الأقل مرة أو مرتين في السنة تدليكاً مريحاً، لتخفيف الضغط على جسدك وإيجاد توازنك الضائع. لا تجد الوقت ولا الوسائل للقيام بهذا التدليك؟ يمكن لحمام ساخن أن يكون بديلاً جيداً لتخفيف توتّر ظهرك. اتّخذ من أنشطة تخفيف التوتر هذه إحدى عاداتك التي لا تحيد عنها.
