لماذا لم تمارس اليوغا لحد الآن؟ قد تسوق جواباً عن هذا السؤال مبررات كثيرة على شاكلة: "لا أملك الوقت الكافي" أو "لست متأكداً أنها تناسبني"؛ إذ ليس من السهل قطعاً الالتحاق بفصل ممارسة اليوغا لا سيما لو مرت عليك فترة طويلة دون ممارسة أي نشاط! كي نحمّسك لخوض تجربة ممارسة اليوغا ستشارك معنا في هذا المقال معلمة اليوغا والمدوِّنة ماتيلد بيتون الفوائد التي جنتها من اليوغا.
الشعور الجيد!
في أثناء ممارستي لليوغا أغتنم اللحظة وأطلق العنان لنفسي؛ إذ تساعدني على الوعي بوجودي هنا والآن، وذلك بأن أوجّه تركيزي نحو إيقاعي في التنفس وأصغي إلى ما يعتمل بداخلي وأتخلص من الأفكار التي تثقل كاهلي. وبالفعل بعد كل حصة يوغا يغمرني شعور دافق بالراحة وهدوء البال وإحساس بأني مفعمة بالطاقة، تماماً كما لو أني وُلِدت من جديد!
كيف تُقرّبك اليوغا من جسدك لتفهمه؟
"ارفع حوضك نحو الأعلى مع شد عضلات المؤخرة، فلتهبط بلوح الكتف نحو الأسفل، اترك العصعص بمستوى الأرض، حافظ على اليدين متشابكتين". بدت لي الحصص الأولى لليوغا شبيهة بدروس التشريح لكني وبمجرد ما أمسكت بزمام أساسيات الجسد البشري انتقلت إلى المرحلة الموالية حيث تمكنت من التنسيق بين الحركات؛ كالتحرك برشاقة وإيجاد التوازن بالاتكاء على قدم واحدةٍ أو اليدين معاً أو حتى الساعد، وكذلك التدرب على منح التنفس دفة قيادة روحي وجسدي. وهكذا، بالتدريج، أخذ جسدي يكتسب ليونة وقوة يمدانني بما يلزم لمداواة الإصابات اليومية الخفيفة مثل آلام الظهر والركبة والبطن. إلى جانب هذا كله تُعد اليوغا نشاطاً تكميلياً عند ممارسة رياضات أخرى.
رحلة في أعماق النفس
حين أتحدى نفسي وأجرب وضعيات كنت أظنها بعيدة المنال، أو حين أنجح في الحفاظ على هدوئي في أثناء التأمل، يُشحذ إدراكي فأصير واعية بكل ما يعتري جسدي من أحاسيس ولكل المشاعر والأفكار التي تعبرني، فأغوص داخل ذاتي طارحة الأسئلة الأعمق مثل: ماذا أفعل؟ ومن أكون؟ بهذا تضعني اليوغا في مواجهة نفسي فأسائلها دونما إطلاق لأي حكم من أي نوع بل أتقبل كل شيء وأتطلّع لما هو آتٍ.
الاتساق مع الذات
لليوغا آثار إيجابية في الحياة اليومية؛ إذ لحصة كافية ووافية من اليوغا المقدرة على تهدئتي وتحسين مزاجي وإشعاري أني في أفضل حالاتي. هذه الآثار الجانبية لا تُستَشعر فقط فوق بساط التمرينات أو داخل صالة اليوغا بل تمتد إلى الحياة اليومية كذلك؛ إذ تعززت ثقتي بنفسي وصرت أكثر تركيزاً وتقبّلاً للتغير وبتّ أكثر قدرة على الإنصات إلى نفسي والآخرين، بالإضافة إلى تحسّن نومي وطعامي. الخُلاصة: صرت أكثر اتزاناً وتوازناً.
اليوغا للجميع
ليست اليوغا حكراً على أشخاص بعينهم دون غيرهم، فكثيراً ما تردد أمامي كلام من قبيل: "لا أستطيع ممارسة اليوغا لأنها مُكلفة للغاية، أو موضة تخص فئة محددة، أو لأني أفتقد الليونة الكافية أو تقدمت في السن". الواقع أن اليوغا تناسب جميع الناس، أياً كانت أعمارهم أو بنيتهم الجسمانية، وحتى في حال لم يُسعفنا جسدنا لنتحرك فسنظل على الأقل قادرين على التنفس!