تحرّك نحو تحقيق الهدف

2 دقائق
الثقة بالنفس والعمل

ترتبط الثقة بالنفس والعمل ارتباطاً وثيقاً كارتباط الراقصين اللذين يتحركان خطوةً بخطوة مع بعضهما بعضاً.  لذلك يعد كل عمل مخاطرة.  فالطفل الذي يتعلم المشي يمكن أن يختل توازنه أو ربما يسقط ولكنه يتدارك ذلك مع الخطوة التالية. وهكذا تدريجياً يتغلب على الخوف.  فمن خلال التحرّك يتقدم المرء.  وبهذه الطريقة تسير حياتنا، لكن أحياناً تتزعزع ثقتنا بأنفسنا .  فيما يلي قدم لنا ثلاثة خبراء المساعدة لإيجاد الحافز للتقدم نحو الهدف.

لورون بيغ: تصرّف

أستاذ علم النفس الاجتماعي، لوران باغ.

تصرف، ولو بصورة تدريجية

هناك نقطتان أساسيتان؛ من ناحية يجب تطوير المهارات اللازمة لتثبيت الثقة بالنفس (معرفة كيفية قول لا والقدرة على التفاوض وما إلى ذلك) والتي يمكن أن تدعمها العلاجات. ومن ناحية أخرى، ينبغي الاعتراف بها ودعمها من قبل بيئتنا الاجتماعية والعائلية. يُظهر عمل الطبيب والمحلل النفسي الإنجليزي جون بولبي والأخصائية النفسية الأميركية ماري أنسوورث، إلى أي مدى لا يمكن فصل هذا الدعم عن قدرتنا على التصرف؛ فعلى سبيل المثال يعتمد الأطفال على دعم الكبار (التعلق "الآمن") لاستكشاف العالم . وفي ذات الصدد، أظهرت دراسة أخرى أن إدراك وجود صعوبة ما، مثل تسلق جبل، تكون أقل أهمية بنسبة 20% اعتماداً على ما إذا كان الصعود مخططاً له مع أو دون رفيق. لذلك من الضروري أن نتشارك مع الآخرين.  علاوة على ذلك، فإن التحكم في بيئتنا هو أحد أهم احتياجاتنا الأساسية، وهذا ما يدفعنا إلى العمل؛ حيث يؤدي القيام بذلك إلى الشعور بالرضا.  هذا هو السبب في أننا نواجه حركة دائرية مفرغة؛ إذ ينبغي ألا ننتظر أن نثق بأنفسنا حتى نقفز في الماء. التصرف ولو تدريجياً، يولد الثقة فينا ويحافظ عليها.  يجب ألا نكون أسرى التقييم الذاتي ونقبل بأن الفعل يؤثر فينا.

سيرج تيسيرون: نماذجنا الداخلية

الطبيب والمحلل النفسي، سيرج تيسيرون.

كن على دراية بأنماطنا الداخلية

لاتخاذ إجراء ما، يجب أن تثق في الآخرين وفي قدرتك على الاعتماد عليهم.   للعثور على هذه الثقة التي تتيح لنا المخاطرة بالتصرف، أي المراهنة على الآخرين، يجب أن نناشد النماذج الداخلية. زُرعت هذه النماذج الداخلية فينا منذ الطفولة من خلال تصرفات وأفعال آبائنا وجميع العلاقات الاجتماعية.  فالطفل الذي يرى فقط نموذج العنف أو الهجران لا يسعه أن يثق بنفسه، لأنه غالباً ما يكون لديه صورة مهينة عن نفسه. يجب علينا نحن الكبار أن نسأل أنفسنا ما هي النماذج التي تهيمن على حياتنا.   على سبيل المثال: هل من الجيد التدخل في شؤون الآخرين؟  أو هل يُحكَم علينا بالفشل بمجرد الدخول في علاقة؟  هذا الوعي هو الخطوة الأولى نحو استعادة الذات وبالتالي اكتساب الثقة.  البداية تكون من هنا.

برتراند فيرجلي: المقاومة والشعور بالفخر

الفيلسوف، برتراند فيرجلي

قاوم وكن فخوراً بنفسك

الثقة بالنفس متجذّرة في الخيال وفي الإسقاط الواعي أو اللاواعي لنتيجة الفعل.  لكن القصور الذاتي والتثبيط وانعدام الثقة في قدرتنا على التصرف يأتي من خوفنا من مواجهة الصراع والفشل طالما أننا لا نتصرف، وكأننا متشبثين ومتمسّكين بنماذجنا القديمة. نتصرّف فحسب عندما تختلط علينا مشاعر الحب والغضب. ولأننا نرغب في التصرف كما يجب أن يكون ذلك؛ نثور بحثاً عن الحياة.  ربما يكون البشر بخير بشكل أساسي، لكننا لا نعرف ذلك على وجه التحديد.  اليوم نحن نعيش في عالم؛ حيث يكون للبعض مصلحة في إبقائنا عالقين في منظور مروع للعالم. ولذلك دعونا نسعى لكي نكون بخير دائماً.  دعونا نقاوم لنبقى فخورين بأنفسنا، وسوف تستيقظ قوة العمل شيئاً فشيئاً.  دعونا نرفض أن نكون ضحايا ونوقظ ثورتنا، فتمردنا هو الذي ينقذنا من الطاغية الذي بداخلنا.

المحتوى محمي