رهاب الفضاء الخارجي: الأسباب والأعراض والعلاج

2 دقائق
الفضاء الخارجي

يتمثّل رهاب الفضاء الخارجي في وجود خوف مستمر وغير عقلاني تسوده عواطف سلبية نتيجة التأثر بما يحويه الفضاء من أجسام أو ما يسمعه المصابون به من الإعلام عن تهديده لحياتهم أو كوكب الأرض، وتقف وراء الإصابة به عوامل عدة أهمها الجينات والخبرات السلبية السابقة والتجارب الصادمة، وتترافق معه أعراض نفسية أبرزها القلق وكذلك جسيدة مثل الرعشة وضيق التنفس، ورغم صعوبة العيش مع رهاب الفضاء الخارجي فهناك أساليب علاجية متنوعة لمواجهته أهمها العلاج بالتعرّض والعلاج المعرفي السلوكي، وحتى تكون أكثر دراية به ننصحك بقراءة هذا المقال الثري.

ما أسباب رهاب الفضاء الخارجي؟

كحال الكثير من أنواع الرهاب الأخرى المحددة؛ يمكن لعوامل مثل الجينات والتاريخ العائلي والخبرات السلبية السابقة أن تلعب دوراً رئيسياً في تطوّر هذا الرهاب.

كما يمكن أن تلعب التجارب الصادمة أيضاً دوراً في ظهوره؛ كمشاهدة الأفلام أو البرامج التلفزيونية المخيفة التي تُركِّز على ما يحويه الفضاء الخارجي من أشياء قد يخافون منها، وقد يكون مرتبطاً أيضاً بالخوف من الظلام أو الوحدة أو الابتعاد عن المنزل.

إضافة لما سبق؛ يمكن أن يظهر هذا الاضطراب النفسي نتيجة الخوف من استكشاف الفضاء نتيجة كوارث حقيقية حدثت في الماضي مثل انفجار مكوكات الفضاء أو بعض الحوادث الكونية السابقة التي شهدتها البشرية من سقوط أجرام سماوية على الأرض.

كيف تميز رهاب الفضاء الخارجي؟

قد يتحول الاهتمام بالفضاء وأخباره وما يحويه إلى هوس يحد من العيش بصورة جيّدة؛ ما يؤثر في جودة حياة المصاب بهذا الرهاب ويقلل من صحته الجسدية والنفسية والعقلية. ويمكن التعرّف إلى هذا الرهاب من خلال:

  • تجنّب كل ما يتعلق بالفضاء الخارجي.
  • الخوف المفرط وغير المعقول من الفضاء الخارجي.
  • ظهور استجابة جسدية ونفسية تقودها مشاعر القلق.

ومن المهم التنويه بأنه يجب أن تؤثر الأعراض المرضية في قدرة المصاب على إكمال حياته اليومية بصورة طبيعية، وأن تستمر لمدة تصل إلى ستة أشهر على الأقل، وألا تكون بسبب حالة نفسية أخرى.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن القلق

ما أعراض رهاب الفضاء الخارجي؟

يؤثر الخوف غير العقلاني والمستمر في حياة الفرد المصاب برهاب الفضاء الخارجي ويجعله تحت وطأة أعراض مرضية قد تتشابه مع بعض أنواع الرهاب المرتبطة بالخوف من شيء ما؛ ومنها ما يلي:

  • القلق.
  • الرعب.
  • الرعشة.
  • نوبات الهلع.
  • ضيق التنفس.
  • تسارع نبضات القلب.

وقد تزيد حدّة العلامات المرضية ومدتها إذا كان المصاب مهتماً ومصدِّقاً لمؤامرات وجود حياة خارج كوكب الأرض تنوي الضرر للبشرية، أو حتى بعض التهيؤات غير الصحيحة -الهلوسات- عن وجود كائنات فضائية على كوكب الأرض مع توظيفهم لأعوان بشريين يخفون ذلك.

اقرأ أيضاً:

ما علاج رهاب الفضاء الخارجي؟

يمكن علاج هذا الرهاب بنفس طريقة علاج أي رهاب محدد آخر؛ ما يعني تمحور الخطط العلاجية حول مساعدة المصاب على التخلص من معتقداته السلبية حول الفضاء وتعليمه مهارات إيجابية للتأقلم مع مخاوفه وتجنّب الهلع.

وعلى العموم يمثّل العلاج النفسي أسلوباً معتاداً؛ حيث يتضمن بعض الأساليب العلاجية التي قد تكون مفيدة مثل:

  • العلاج بالتعرّض: التقليل التدريجي من الخوف المستمر غير العقلاني من الفضاء عن طريق التعرّض له باستخدام التقنيات الحديثة (إما الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي) تحت إشراف مختص نفسي وفي بيئة آمنة تضمن سلامة متلقي العلاج.
  • العلاج المعرفي السلوكي: التحدّث إلى المصاب وفهم أفكاره المحفّزة للخوف وتغييرها تدريجياً، إلى جانب تركيز المختص النفسي على تعزيز السلوكيات الإيجابية والتقليل من السلوكيات السلبية والتصدي لأنماط التفكير التلقائية التي تربط النجوم أو الفضاء بالخطر.

كما يمكن للخطط العلاجية أن تستخدم تقنيات الاسترخاء للتخفيف من آثار التغيرات الجسدية والنفسية والعقلية المرتبطة بالخوف، إضافة إلى الدعم الاجتماعي الذي قد يضمن توفّر بيئة محيطة تعزز مرونة المصاب وقدرته على تجنّب حالات الرعب والهلع.

في النهاية؛ قد لا تكون أنواع الرهاب المحددة التي ترتبط بالخوف من شيء معين كرهاب الفضاء الخارجي، منتشرة في محيط معارفك؛ إلّا أن التعرّف إليها يساهم في فهمها وخلق كمٍّ معرفي يسهّل المبادرة إلى التعامل مع من قد يعاني منها مستقبلاً.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي